تعزيز نُظُم المعلومات الصحية: استراتيجية إقليمية جديدة

تعزيز نُظُم المعلومات الصحية: استراتيجية إقليمية جديدة

16 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، القاهرة، مصر - إن نُظُم المعلومات الصحية الفعّالة تُحسِّن الحصائل الصحية وإدارة الخدمات الصحية من خلال تيسير وضع سياسات وخطط مستنيرة على نحوٍ أفضل. إلا أن البيانات الصحية في كثير من بلدان إقليم شرق المتوسط تكون غالبًا غير مكتملة أو مُجزَّأة أو ذات جودة غير مناسبة، ويعوق ذلك قدرة متخذي القرارات على صياغة خطط صحية تتسم بالكفاءة والإيجاز في الوقت المناسب.

وتعمل المنظمة على تعزيز نُظم المعلومات الصحية الوطنية من خلال تعزيز جمع البيانات والمعلومات ووضْع خطط عمل محددة التكاليف لتوجيه الاستثمارات.

وكشف التقييم الشامل لنُظُم المعلومات الصحية الوطنية الذي أُجري في عام 2016 في نصف بلدان الإقليم وأراضيه عن العديد من الثغرات في نُظُم المعلومات الصحية الوطنية، وأبلغت منظمة الصحة العالمية في العام الماضي عن بطء التقدم المُحرَز في مؤشرات أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة على المستوى الإقليمي، مع نقص البيانات الذي يجعل من المستحيل قياس التقدم في مؤشر من المؤشرات الثلاث لأهداف التنمية المستدامة.

لقد أصبحت رقمنة البيانات الصحية الآن جزءًا لا يتجزأ من نُظُم المعلومات الصحية الوطنية ذات الكفاءة، وقد وُضِعَت استراتيجيات عالمية وأخرى إقليمية لاستخدام التكنولوجيا الرقمية في مجال الصحة. وتعتمد الرقمنة الفعَّالة اعتمادًا كبيرًا على آليات الحوكمة والخطط على المستوى الوطني، والاستثمار في البنية الأساسية، وتعزيز التشغيل البيني الذي توصي به المنظمة، وكذلك تعزيز معايير البيانات على جميع مستويات الاستخدام. ولكي تصبح نُظُم المعلومات الصحية قويةً وفعَّالة، لا بد من تعزيزها من خلال تطوير نظام بيانات رقمي متكامل يتضمن دورة حياة البيانات، بدءًا من جمعها حتى تحليلها ونشرها واستخدامها لتحسين اتخاذ القرارات.

ومع ذلك، تُنتَج البيانات الصحية في البلدان المنخفضة الدخل في الإقليم عن طريق النُظُم الورقية إلى حدٍ كبير. وفي حين طورت بعض البلدان نظم المعلومات الصحية الخاصة بها من خلال الموارد المحلية، لا يزال نظام البيانات في بلدان أخرى يعتمد على الجهات المانحة ويعتمد على أموال مبادراتٍ مثل التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع، والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز. ولدى العديد من البلدان نظم بيانات متنافسة وغير متوافقة لا تفي بالمعايير المطلوبة ولا تلبي احتياجات البلد. ويؤدي ذلك إلى تكرار الجهود وإهدار الموارد البشرية والمالية وموارد تكنولوجيا المعلومات.

وتهدف الاستراتيجية الإقليمية الجديدة لتعزيز نظم المعلومات الصحية ورقمنتها إلى ضمان إنتاج البلدان لبياناتٍ آنيّةٍ ومهمة وعالية الجودة ومصنفة وموثوق بها تسترشِد بها السياسات والبرامج بما يتماشى مع أولويات المنظمة والنهوض بالجهود الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة. وثمة هدف استراتيجي متوخى من هذه الاستراتيجية يتمثل في الاستثمار في البنية الأساسية وتوفير الموارد البشرية والمالية اللازمة لاستدامة نُظم المعلومات الصحية. وتشمل الأهداف ضمان تحديد الموارد المالية وحشدها لتعزيز نظم المعلومات الصحية ومواصلة عملياتها وتعزيز الرقمنة، وضمان توافر الموارد البشرية اللازمة لجمع البيانات وإدارتها واستخدامها من أجل إعداد منصة وطنية متكاملة لنظم المعلومات الصحية وتنفيذها واستمرار عملها.

وفي إقليمنا الذي يَتّسِم بالتنوع الاجتماعي والاقتصادي، حققت نظم المعلومات الصحية الوطنية مستويات مختلفة من التطوير: فهناك 60% من البلدان تفتقر إلى آليات التنسيق الوطنية الفعالة لنظم المعلومات الصحية، ويتفاقم هذا الوضع بسبب محدودية التمويل، وعدم كفاية الموارد البشرية، والفجوات في تكنولوجيا المعلومات، وارتفاع معدل تنقُّل الموظفين، وعدم الاستقرار السياسي، وحالات الطوارئ.

وفي إطار دعم المنظمة للبلدان من أجل تعزيز نظم المعلومات الصحية الوطنية، الدورة الحادية والسبعون للّجنة الإقليمية لشرق المتوسط مدعوَّة إلى اعتماد الاستراتيجية الإقليمية لتعزيز نظم المعلومات الصحية ورقمنتها.

روابط ذات صلة

الاستراتيجية العالمية بشأن الصحة الرقمية 2020-2025.

المعلومات والإحصاءات الصحية

تقرير مرحلي عن أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة وغاياتها في إقليم شرق المتوسط، 2023

الاستراتيجية الإقليمية لتعزيز الصحة الرقمية في إقليم شرق المتوسط (2023-2027)