آذار/ مارس 2025، الدوحة، قطر - اختتمت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، زيارة رسمية ناجحة إلى قطر هدفت إلى تعزيز التعاون بشأن الأولويات الصحية الرئيسية، ومنها الطوارئ الصحية، وتَغَيُّر المناخ، والاستجابة الإنسانية، وتنمية القوى العاملة الصحية، ومشكلة تعاطي مواد الإدمان.
وشَكَّلت الزيارة خطوة مهمة في تعميق شراكة المنظمة مع قطر. وتراوحت المناقشات التي دارت مع كبار المسؤولين القطريين بين النهوض بالمبادرات الصحية الإنسانية، ودعم الفئات السكانية الضعيفة، وتعزيز قيادة قطر في مجال الأمن الصحي العالمي.
وركز اجتماع الدكتورة حنان بلخي مع وزير الصحة العامة معالي السيد منصور بن إبراهيم المحمود على تعزيز التعاون الاستراتيجي بشأن تنفيذ الاستراتيجية الوطنية الثالثة للتنمية في قطر والاستراتيجية الوطنية الثالثة للصحة. كما تناولت المناقشات التي جرت بينهما بحث التعاون بين منظمة الصحة العالمية وقطر بشأن توسيع نطاق الإتاحة المنصفة للمنتجات الطبية، وهي إحدى المبادرات الرئيسية الثلاثة للدكتورة حنان بلخي، كما سَلَّطت الضوء على الدور القيادي لقطر داخل المنظمة.
وفي اجتماعٍ بَنّاء مع وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي معالي السيدة مريم المسند، أكَّدت الدكتورة حنان من جديد على أهمية شراكة منظمة الصحة العالمية مع قطر في النهوض بالأولويات الصحية الإقليمية والعالمية. ورَكَّزت مناقشاتهما على التحديات الصحية في البلدان المتضررة من النزاعات، كما تناولت بحث سُبُل إعادة بناء البنية الأساسية للنُظُم الصحية، بما في ذلك تدريب القوى العاملة الصحية وإعادة اعتمادها، وذلك وفقًا للمبادرات الرئيسية الأخرى.
وقد ركزت الزيارة بشكل رئيسي على الإسهامات الكبيرة التي قدمتها قطر في الجهود الصحية الإنسانية في المناطق المتضررة من الأزمات مثل الجمهورية العربية السورية والأرض الفلسطينية المحتلة والسودان. وناقشت الدكتورة حنان بلخي سُبُل تعزيز الجهود المشتركة في تطوير النظام الصحي وتمويله والاستجابة لحالات الطوارئ مع الأطراف المعنية الرئيسية، وعقدت مناقشات مع جمعية الهلال الأحمر القطري ومؤسسة قطر الخيرية بشأن تعزيز التعاون في مجال التأهّب لحالات الطوارئ وتقديم المساعدات الطبية والإنسانية.
كما جرى بحث سُبُل النهوض بالتعاون في مجال تعزيز النُظُم الصحية وتحسين إتاحة الخدمات الصحية الأساسية في الأوضاع الهشة مع المدير العام لصندوق قطر للتنمية، السيد فهد السليطي. وتناولت المناقشات الاستراتيجيات المشتركة وبناء القدرات من أجل تقديم حلول صحية مستدامة.
وحظيت القضايا الصحية المتعلقة بالمناخ، ومنها التقدم الذي أحرزته قطر نحو تحقيق الأهداف المحددة في خطة العمل الوطنية بشأن تغير المناخ لعام 2030، وأهمية دور قطاع الصحة في الصمود أمام تغير المناخ، بأولوية كبيرة في لقاء الدكتورة حنان مع معالي الدكتور عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي، وزير البيئة والتغير المناخي.
وقالت الدكتورة حنان بلخي: "إننا نُقدّر التزام قطر بالتصدي للتحديات الصحية المرتبطة بتغير المناخ، بما في ذلك جودة الهواء والاستدامة الحضرية، تقديرًا بالغًا. وقد أتاحت هذه الزيارة فرصة لبحث تعميق التعاون، لا سيّما في النهوض بخطة منظمة الصحة العالمية بشأن الصحة والمناخ. ونتطلع أيضًا إلى العمل مع قطر لتوسيع نطاق الخبرات في مجال التثقيف الصحي وتنمية القوى العاملة في جميع أنحاء الإقليم، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالابتكار وبناء القدرات"
كما تناول اجتماع الدكتورة حنان مع معالي السيدة لولوة الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، بحث سُبُل تعزيز التعاون في مجال التثقيف الصحي، وتنمية القوى العاملة، وتسريع إجراءات الصحة العامة بشأن تعاطي مواد الإدمان.
وأتاح اجتماعٌ عُقِدَ مع وكيل الوزارة المساعد لشؤون التخطيط العمراني، السيد تركي التركي، الفرصة لتعزيز التعاون بشأن مبادرة المدن الصحية، وبحث الاستراتيجيات الرامية إلى إدماج الصحة بشكل أفضل في التخطيط العمراني لدعم رؤية قطر من أجل مدن مستدامة وقادرة على الصمود أمام تغير المناخ. وركَّزت المناقشات مع سعادة الشيخة هنوف عبد الرحمن آل ثاني، مديرة إدارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية، على وضع إطار استراتيجي للتعاون بين منظمة الصحة العالمية وقطر لإضفاء الطابع الرسمي على المبادرات المشتركة وتوسيع نطاقها.
وقد تمحورت المحادثات مع السيد فهد الخيارين، وكيل وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، حول السياسات المتكاملة للصحة والحماية الاجتماعية للفئات السكانية الضعيفة، بما في ذلك المبادرات المشتركة في مجالات الصحة النفسية والوقاية من العنف وتعزيز أنماط الحياة الصحية من خلال البرامج المجتمعية.
وفي جامعة قطر، ناقشت الدكتورة حنان بلخي مع الأستاذة الدكتورة أسماء آل ثاني، نائبة رئيس الجامعة للعلوم الصحة والطبية، فرص التعاون في مجالات التثقيف الصحي والبحوث الصحية وتنمية القوى العاملة. وانصبَّ التركيز على استخدام التكنولوجيا الرقمية في مجال الصحة النفسية، والتبادل الأكاديمي، والنهوض بالعمل في مجال الصحة العامة بشأن تعاطي مواد الإدمان.
وجرى استعراض حصائل الدورة السابعة لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية، مع الدكتور سليم سلامة، الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية. كما جرى بحث فرص مزيد من التعاون مع هذا المؤتمر وكذلك مع الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في مجال التعليم، السيد ستافروس يانوكا، وممثل من معهد الدوحة الدولي للأسرة، مع التركيز على التثقيف الصحي والابتكار وتحسين فرص الحصول على الرعاية على الصعيد الإقليمي.
وتضمنت الرحلات الميدانية التي قامت بها الدكتورة حنان بلخي مستشفى «نَوفر»، وهو مركز رائد لعلاج تعاطي مواد الإدمان وإعادة التأهيل. وجاءت هذه الزيارة متسقة مع المبادرة الرئيسية الثالثة التي أطلقتها الدكتورة حنان، وركزت المناقشات على التعاون في بناء القدرات والبحوث والبرامج التدريبية بشأن المهارات اللازمة للتصدي بفعالية لتعاطي مواد الإدمان.
وقد أكَّد الجدول الكامل للمشاركات الرفيعة المستوى في هذه الزيارة على تعميق الشراكة بين منظمة الصحة العالمية وقطر، وأتاح الفرصة لكلا الطرفين لإعادة تأكيد التزامهما المشترك بالنهوض بأهداف الصحة وتعزيز الجهود الصحية الإنسانية في جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط وخارجه.