الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط
24 شباط/ فبراير 2022، القاهرة، مصر - أشعر بالصدمة والأسى البالغ إزاء الأخبار الواردة من أفغانستان بمقتل ثمانية عاملين صحيين في مكافحة شلل الأطفال، منهم أربع سيدات. وأتقدم بخالص التعازي وصادق المواساة إلى أُسر هؤلاء العاملين الذين فقدوا حياتهم، وإلى أصدقائهم وزملائهم.
وبسبب هذه الهجمات، عُلِّقت الحملة الوطنية للتطعيم ضد شلل الأطفال، التي انطلقت في 21 شباط/ فبراير 2022، في ولايتَي قندوز وتخار. ويترك هذا التعليق آلافَ الأطفال دون حماية، ويجعلهم عرضةً للإصابة بمرض يُهدِّد حياتهم، ويمكن أن يؤدي إلى إصابتهم بالشلل الدائم.
ولا بد أن تتوقف هذه الهجمات النكراء، التي ترفضها الفطرة السوية وتمقُتها الإنسانية، وتُحرِّمها جميع الأديان تحريمًا قطعيًّا. وهذه الأعمال الجبانة لا تضر، في نهاية المطاف، إلا بالأطفال الأبرياء الذين يجب أن تُتاح لهم كل فرصة حتى يعيشوا حياتهم بأمان وصحة.
وتدين منظمة الصحة العالمية بأشد العبارات جميعَ الهجمات على العاملين الصحيين، وتناشد سلطات طالبان بضرورة تحديد الجناة على الفور، وتقديمهم إلى العدالة.
وقد أحرز برنامج شلل الأطفال، الذي تدعمه منظمة الصحة العالمية واليونيسف وشركاء آخرون، تقدمًا كبيرًا في السيطرة على انتقال فيروس شلل الأطفال البري في أفغانستان، وهو ما أسهم في استئصال هذا المرض عالميًّا. ففي عام 2021، أبلغت أفغانستان عن 4 حالات للإصابة بفيروس شلل الأطفال البري، وأُبلِغ حتى الآن عن حالة واحدة فقط في عام 2022.
وكان من المُخطَّط أن تستهدف حملة هذا الشهر نحو 10 ملايين طفل تتراوح أعمارهم بين 0 و59 شهرًا في جميع أرجاء البلد. ومن المقرَّر إطلاق أربع حملات أخرى في عام 2022، إلى جانب هذه الجولة. ويتطلب برنامج شلل الأطفال دعمَ الجميع لضمان تنفيذه، دون أن يتعرَّض العاملون الصحيون أو مَن يقدمون الخدمات إليهم لأي خطر.
وتُعرِب منظمة الصحة العالمية، وسائر الشركاء الوطنيين والدوليين، عن مواصلة التزامهم بدعم جهودنا الرامية إلى استئصال شلل الأطفال في أفغانستان.