13 تموز/ يوليو 2020 - لقد أثبتت نُظُم ترصُّد الإنفلونزا في إقليم شرق المتوسط أنها بالغة الأهمية في دعم اكتشاف حالات كوفيد-19 المُشتبه فيها والمؤكدة.
وفي إطار النُّظُم الحالية لترصُّد الإنفلونزا، يأخذ العاملون الصحيون عينات من المرضى الذين يلتمسون علاجاً لأمراض شبيهة بالإنفلونزا ولعدوى تنفسية حادة وخيمة. ونجحت المواقع الخافرة لترصُّد الإنفلونزا، المُنشأة بجميع بلدان الإقليم، في الكشف عن المرضى المصابين بكوفيد-19، وضمان الإبلاغ عن حالات الإصابة وتشخيصها وعلاجها على الوجه الصحيح من أجل الحد من انتشار المرض وتوجيه جهود الاستجابة.
ومنذ جائحة فيروس H1N1 في عام 2009، ووباء فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية الذي بدأ في إقليمنا في عام 2012، حققت البلدان مكاسب كبيرة في الالتزام باليقظة والتأهب لفيروسات الجهاز التنفسي التي قد تتسبب في حدوث جائحة. فتوجد نُظُم مُفعّلة لترصد الإنفلونزا في 19 بلداً من أصل 22 بلداً في الإقليم، ويعمل 18 مركزاً وطنياً من المراكز المعنية بالإنفلونزا القادرة على اكتشاف وتأكيد فيروسات الإنفلونزا الموسمية والإنفلونزا غير العادية التي قد تتسبب في جائحة بشرية.
وبحلول أواخر عام 2019، كان عدد عينات الإنفلونزا التي خضعت للاختبار وأُبلِغت بها منصات الإنفلونزا العالمية والإقليمية قد زاد بمقدار خمس مرات ونصف منذ عام 2012، في حين أن عدد المعزولات الفيروسية التي جرى تبادلها مع المراكز المتعاونة مع المنظمة قد زاد بمقدار 10 مرات خلال الفترة نفسها.
ولكن نظراً لأن نُظُم الإنفلونزا وقدراتها ومواردها قد تحولت الآن إلى مكافحة كوفيد-19، فقد تعطل الترصُّد الروتيني للإنفلونزا تعطلاً خطيراً، مما يهدد بحدوث جائحة إنفلونزا في أي وقت.
وقد انخفض معدل تبادل المعلومات الخاصة بالإنفلونزا والفيروسات في إقليم شرق المتوسط انخفاضاً حاداً منذ بداية جائحة كوفيد-19. وحدث انخفاض بنسبة 62% في عدد شحنات الفيروسات التي تلقتها المراكز المتعاونة مع المنظمة لاختبارها، كما انخفض بنسبة 42% عدد البلدان التي رفعت تقارير إلى شبكة فلونت لترصد الإنفلونزا أو المنصات الإقليمية المعنية بالإنفلونزا. وانخفض بنسبة 94% عدد فيروسات الإنفلونزا وتسلسلاتها الجينية التي قُدِّمت إلى المبادرة العالمية لتبادل بيانات إنفلونزا الطيور، وهي مبادرة علمية عالمية ومصدر رئيسي للبيانات الجينية لفيروسات الإنفلونزا.
وإذا لم تُبذل جهود دؤوبة في هذا الصدد، فمن المحتمل أن ينهار ترصُّد الإنفلونزا في الإقليم فيمحو جميع المكاسب التي تحققت في السنوات القليلة الماضية. وسوف يتعطل الترصُّد الروتيني للإنفلونزا على نحو خطير، مما يؤثر سلباً في قدرة البلدان على اكتشاف الأشكال المتغيرة لفيروسات الإنفلونزا الموسمية أو الفيروسات التي قد تتسبب في جائحة، والإبلاغ عنها. وسوف يتأثر إنتاج لقاح الإنفلونزا الموسمية تأثراً سلبياً بسبب نقص السلالات الإيجابية، ومن المحتمل أن تزداد في نهاية المطاف معدلات المراضة والوفيات الناجمة عن الإنفلونزا.
وفي إطار جهود التأهب للإنفلونزا الجائحة، تقدم منظمة الصحة العالمية الدعم إلى الحكومات في إقليم شرق المتوسط عن طريق نهج يشمل المجتمع بأسره، على الأصعدة المجتمعة والوطنية والدولية. ويشمل ذلك ضمان قوة القدرات التي تتمتع بها نُظُم الإنذار المبكر والترصُّد الوبائي، والمختبرات، والنظم الصحية والمهنيون الصحيون، ونظام الاستجابة للطوارئ، والإبلاغ عن المخاطر.
وبينما نعمل جميعاً على مكافحة كوفيد-19، يجب أن نتذكر أن الإنفلونزا التي قد تتسبب في جائحة لا تزال تمثل تهديداً حقيقياً. ويجب أن تواصل البلدان جمع عينات تنفسية باستخدام تعاريف الحالات الحالية، وينبغي لجميع المختبرات المرجعية أن تراجع خوارزميات الفحص المختبري وتُعدِّلها لتجمع بين اختبارات كلٍّ من الإنفلونزا وكوفيد-19. كما أن الاستعراض الدوري الفوري واللاحق لقدرات المختبرات والترصد والاستجابة فيما يتعلق بكلِّ من الإنفلونزا وكوفيد-19 سيكون له دور جوهري في تحديد الثغرات الحرجة في كل بلد على حدة. وستكون المنظمة على استعداد لمساعدة البلدان على معالجة ما يوجد من ثغرات في الاختبار والإبلاغ وتبادل الفيروسات من أجل تيسير التأهب والاستجابة لكلٍّ من كوفيد-19 وفيروسات الإنفلونزا التي قد تتسبب في جائحة بشرية.