26 تموز/ يوليو 2022 - صباح الخير من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بالقاهرة، وأود أن أرحب بكم في هذه الإحاطة الإعلامية بشأن كوفيد-19 وجدري القردة.
في البداية، اسمحوا لي أن أقدم الأخت الفاضلة والزميلة، الدكتورة مها الرباط، أستاذ الصحة العامة، وعضو مفوضية الاتحاد الأفريقي لإنعاش أفريقيا، والمبعوث الخاص السابق للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية بشأن كوفيد-19 لإقليم شرق المتوسط. وقد قدمت دعمًا كبيرًا للمنظمة والإقليم طوال فترة الجائحة. وسيكون من دواعي سروري أن أقدم لكم التحديث الإقليمي بشأن كوفيد-19 وجدري القردة؛ أما الدكتورة مها الرباط فسوف تقدم المنظور العالمي.
في جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط، أُبلغ عمَّا يقرب من 22.5 مليون حالة إصابة مؤكدة وأكثر من 344000 حالة وفاة حتى 24 تموز/ يوليو 2022. كما أبلغ 21 بلدًا من أصل 22 بلدًا عن اكتشاف متحوِّر مثير للقلق واحد على الأقل، بينما أبلغ 17 بلدًا عن اكتشاف متحوِّر أوميكرون المثير للقلق.
وعلى مدى الأسابيع الخمسة (5) الماضية، واصل إقليم شرق المتوسط ملاحظة زيادة في حالات الإصابة والوفيات الناجمة عن مرض كوفيد-19 بسبب انتشار تحورات المرض، وتخفيف أو إلغاء العمل بتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية في معظم البلدان. ونحن نتوقع استمرار هذه الطفرة بضعة أسابيع أخرى.
ولا تزال جهود التلقيح في الإقليم متواصلة، إلا أن التغطية باللقاحات في الإقليم ما زالت متأخرة عن تحقيق الغايات العالمية التي حددتها منظمة الصحة العالمية لتلقي اللقاحات، والتي تستهدف تلقيح 70% من جميع السكان، وتغطية الفئات ذات الأولوية بنسبة 100%، مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية كامنة.
واعتباراً من 18 تموز/ يوليو 2022، لم يحصل سوى 45٪ من سكان الإقليم على التطعيم الكامل، بينما حصل 8٪ على التطعيم الجزئي، ولم يتلقَّ 47٪ منهم جرعة واحدة بعد، وذلك مما يعرضهم لخطر متزايد، ويسمح للفيروس بمواصلة الانتشار والتحوُّر.
وعلى الرغم من هذه التحديات، فقد أحرزنا تقدمًا ملموسًا وجوهريًّا في استجابتنا الجماعية الإقليمية لمرض كوفيد-19، معزِّزين بذلك القيادة والتنسيق على الصعيدين الإقليمي والوطني، والتشخيص المختبري، وأنظمة الترصد، وبناء قدرات التدبير العلاجي السريري.
وللمضي قدمًا، سوف نواصل إعطاء الأولوية لدعم العاملين في مجال الرعاية الصحية بكل السُّبُل لضمان قدرة النظام الصحي على الصمود. وسنواصل أيضًا إيلاء الأولوية للحفاظ على وتعزيز قدرات ترصُّد الأمراض واختبارها، ورصد تسلسلها الجيني، فضلًا عن تسريع وتيرة جهود التطعيم ضد كوفيد-19.
غير أن هذه الجهود وحدها لن توقف الجائحة. ويتعين على البلدان، إذا عمدت إلى إرخاء شدة تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية، أن تضمن استناد هذه القرارات إلى تقييمات راسخة وموثوق بها للمخاطر. أيضًا، ينبغي أن يدرك الأفراد أن الفيروس لا يزال قيد الانتشار، وأن عليهم مواصلة حماية أنفسهم باتخاذ التدابير الوقائية المعروفة، مثل ارتداء الكمامات، والحفاظ على التباعد الاجتماعي، والتهوية الجيدة، واتباع آداب السعال السليمة وغيرها.
وننتقل الآن إلى التحديث الإقليمي للمنظمة بشأن جدري القردة
حتى 25 تموز/ يوليو 2022، أُبلغ عن 26 حالة إصابة مؤكدة بجدري القردة في 5 بلدان في الإقليم.
فقبل بضعة أيام، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تفشي جدري القردة في عدة بلدان بوصفه طارئة صحية عامة تسبب قلقًا دوليًّا. وفي إقليمنا، سوف يساعدنا هذا الإعلان على تعزيز الوعي بالمرض، وحشد المزيد من الاستجابة الجماعية في التوقيت المناسب.
ونحن نأخذ هذه الطارئة الصحية العامة التي تُسبب قلقًا دوليًّا على محمل الجد، ونتعلم من الدروس المستفادة من استجابتنا لمرض كوفيد-19. وعلى الرغم من الإبلاغ عن عدد قليل من حالات الإصابة بجدري القردة في إقليمنا، فإننا لا نزال عُرضة للخطر، ونعمل مع البلدان والشركاء على زيادة مستويات التأهب، وفي الوقت نفسه دعم الاستجابة في البلدان التي لديها حالات إصابة مؤكدة.
وقبل بضعة أسابيع، قدم إقليمنا مجموعات أدوات تشخيص لجدري القردة في التوقيت المناسب إلى 20 بلدًا لتحسين التأهب وسد الفجوات في القدرات الحالية للترصُّد والكشف.
وقد عقد المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، الأسبوع الماضي، مشاورة طارئة مع ممثلين من مجموعات المجتمع المدني الوطنية والإقليمية، ممن يعملون مع الفئات الشديدة التعرض لمخاطر الإصابة بالمرض، سعيًا لتحديد سُبُل ضمان تقديم خدمات صحية آمنة، وسرية، وغير تمييزية، بما في ذلك الوقاية، والكشف المبكر، وتتبُّع المُخالِطين، والتدبير العلاجي للحالات بسرية.
إن الفيروسات لا تعرف حدودًا، أو نوعًا، أو جنسيةً، ولذا، فجدري القردة يُمكن أن يُصيب أي شخص في أي مكان. وكما أشار الدكتور تيدروس، وكما رأينا أيضًا في بداية جائحة كوفيد-19، فإن خطورة الوصم والتمييز يمكن أن تصل للخطورة نفسها التي يُشكلها أي فيروس.
ونحث البلدان أولًا أن تعمل مع المجتمعات المحلية لضمان حصول الأشخاص الأكثر عرضة للخطر على ما يحتاجون إليه من معلومات ودعم لحماية أنفسهم وغيرهم، وثانيًا، أن توسع نطاق الترصُّد لوقف استمرار انتقال العدوى فيما بعد. وثالثًا، أن تُبلغ البلدان منظمة الصحة العالمية بجميع حالات الإصابة وفقًا لالتزامات البلدان بموجب اللوائح الصحية الدولية.
الزميلات والزملاء الأعزاء،
إن العالم الذي نعيش فيه اليوم هو عالم تترابط فيه صحة البشر والحيوانات والنظم الإيكولوجية. ومع انتشار الأمراض بين الحيوانات والبشر، فإن نهج "الصحة الواحدة" يُعد أمرًا حاسم الأهمية من أجل تحقيق الحصائل الصحية المُثلى والمُستدامة للأفراد، والحيوانات، والنظم الإيكولوجية.
ويتطلب هذا النهج أن تعمل قطاعات وتخصصات ومجتمعات متعددة على جميع مستويات المجتمع معًا للتصدي للأخطار القائمة والمستجدة على الصحة والنظم الإيكولوجية، وفي الوقت ذاته تلبية حاجتنا الجماعية إلى الغذاء الصحي، والمياه، والطاقة، والهواء، فضلًا عن اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن تغير المناخ، وتعزيز التنمية المستدامة.
ومن الضروري أن نجتمع كلنا معًا للسيطرة على هذه الفاشية. فلنستعِد الروح والعزيمة والتصميم والزخم الذي جمعنا معًا في بداية جائحة كوفيد-19، حتى نضمن الحماية لجميع الناس في كل مكان في إطار رؤيتنا الإقليمية «الصحة للجميع وبالجميع».