مقديشيو، 14 آب/أغسطس 2017 - حضر رئيس الصومال وأعضاء البرلمان ومندوبون من وزارة الصحة الصومالية ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف مناسبة عقدت اليوم في مقديشو للاحتفال بحدث هام؛ فقد مرت 3 سنوات ولم تكتشف أي حالة جديدة منذ الكشف عن آخر حالة مصابة بفيروس شلل الأطفال البري في البلد.
وأشاد المدير الإقليمي لشرق المتوسط الدكتور محمود فكري في كلمته في هذه المناسبة بجهود الصومال لوقف سراية الفيروس شديد العدوى والمسبب للشلل ولكنه حث على استمرار توخي الحذر.
وقال "إن عدم وجود حالات شلل الأطفال في الصومال اليوم يشهد علي القيادة والالتزام الجادين والعمل الشاق لحكومة الصومال وشعبها والدعم والتعاون الفعّالين من العديد من الشركاء". وأضاف "أننا بحاجة إلى أن نتذكر أن الصومال معرّض لخطر عودة سراية المرض وهذا يحتم علينا أن نظل يقظين".
وقد نجح الصومال في وقف سراية فيروس شلل الأطفال المتوطن فيه في عام 2002 ولكنه تأثر مرتين بوفادة الفيروس إليه. وأدت الفاشية التي اندلعت في القرن الإفريقي منذ 3 أعوام إلى شلل قرابة 200 طفل. وكان الصومال في مركز الفاشية وكان الأكثر تضرراً منها، وقد استأثر بأكثر من 90% من هذه الحالات.
وقال فكرى "إن برنامج شلل الأطفال في الصومال كافح كفاحاً شديداً لرفع مستويات المناعة لدى السكان [ضد شلل الأطفال] في جميع أنحاء البلد وتحسين حساسية نظام الترصد لتقفي أثر المرض". وأضاف "هذا أمر جدير بالثناء، ولكن لا تزال هناك ثغرات يجب أن نواصل العمل على معالجتها".
ويُعَدُّ انعدام الأمن وصعوبة الوصول تحديين رئيسيين للشركاء العاملين في المجال الإنساني في الصومال، ولا سيما في المنطقتين الجنوبية والوسطي. وفيما يخص برنامج شلل الأطفال، فإن النهج المبتكرة قد أثبتت فعاليتها في بلوغ هدف الوصول المتكرر لكل طفل دون الخامسة من العمر للحصول على اللقاح.
وقال الدكتور غلام بوبال، ممثل منظمة الصحة العالمية في الصومال: "لقد طُوِّرَت أدوات لمساعدتنا على رسم حركة المجتمعات الرعوية المتنقلة وتتبعها، حتى نتمكن من الوصول إلى الأطفال الرّحل". وبالإضافة إلى ذلك، يساعدنا متطوعو القرية المعينين محلياً للعمل في مجال شلل الأطفال على إعطاء لقاح شلل الأطفال في الأماكن التي لا يمكننا الوصول إليها والمناطق المحيطة بها. وأضاف أن هؤلاء المتطوعين يلعبون دوراً رئيسياً في المساعدة في العثور علي حالات الشلل الرخو الحاد التي تعد مؤشراً لشلل الأطفال والإبلاغ عنها.
ويأتي الاحتفال بالخلو من شلل الأطفال لمدة ثلاث سنوات وسط أسوأ فاشية للحصبة يشهدها الصومال منذ سنوات. ولا يزال الصومال يتصدى لفاشية الإسهال المائي الحاد/والكوليرا التي بدأت في كانون الثاني/يناير. ويستفاد حالياً من أنظمة شلل الأطفال وشبكاتها في كلا التدخلين.
وقال فكري: « إن البنية الأساسية الخاصة بشلل الأطفال كانت هامة في الاستجابة للفاشيات الخطيرة الأخرى» وأضاف «نحن نشكر المانحين ونحث المجتمع الدولي على مواصلة جهود الدعم للإبقاء على الصومال خالياً من شلل الأطفال واستمرار التدخلات الصحية الأخرى الأشد احتياجاً لها في البلد.
وقُدمت شهادات تقدير إلى أفراد مختارين نظير إسهاماتهم الفائقة في جهود الصومال لمكافحة شلل الأطفال.
وكانت الحالة الأخيرة المصابة بشلل الأطفال في الصومال لطفل من منطقة هوبيو، في إقليم مودونج.
وقد وردت بلاغات بشأن 9 حالات فقط لشلل الأطفال في جميع أنحاء العالم في عام 2017.