تفتتح الدورة الرابعة والستون للّجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أعمالها مساء يوم الاثنين الموافق 9 تشرين الأول/أكتوبر 2017، في إسلام أباد، باكستان. واللجنة الإقليمية هي الجهاز الرئاسي لمنظمة الصحة العالمية على المستوى الإقليمي، وتتألَّف من ممثلين عن جميع بلدان إقليم شرق المتوسط، والبالغ عددها اثنان وعشرون بلداً.
وبحضور صاحب الفخامة السيد ممنون حسين، رئيس دولة باكستان، سوف يفتتح الدكتور تيدروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الجلسة الافتتاحية للّجنة الإقليمية بمشاركة الدكتور محمود فكري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم لشرق المتوسط، ومعالي الدكتور أحمد عماد الدين راضي، وزير الصحة والسكان بجمهورية مصر العربية ورئيس الدورة الثالثة والستين للّجنة الإقليمية.
وسوف يناقش السادة الوزراء وممثّلوهم أولويات الصحة العامة التي تهُم بلدان الإقليم، وسوف يحضر الاجتماع أكثر من 250 مُـشاركاً من القادة والخبراء في مجال الصحة العامة، بمن فيهم ممثلو المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية، فضلاً عن أمانة منظمة الصحة العالمية التي تضم موظفين من المقر الرئيسي للمنظمة، ومن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.
وسوف يعرِض المدير الإقليمي على اللجنة الإقليمية تقريرَه السنوي حول أعمال منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط خلال عام 2016. ويركِّز التقرير السنوي على الإنجازات الرئيسية التي تحقَّقت استجابة للأولويات الاستراتيجية الخمس التي أقرَّتها بلدان الإقليم في عام 2012.
وهذا هو الاجتماع الأول للّجنة الإقليمية منذ انتخاب الدكتور محمود فكري مديراً إقليمياً لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. وأُعلِن عن رؤية المدير الإقليمي بشأن العمل الذي ستضطلع به منظمة الصحة العالمية في الإقليم في خارطة طريق تقدِّم مجموعة من الإجراءات الاستراتيجية التي تسترشد بها منظمة الصحة العالمية فيما تنجزه من عمل مع الدول الأعضاء للسنوات الخمس المقبلة. وانصبَ التركيز على خمسة مجالات ذات أولوية في مجال الصحة العامة؛ وهي: الطوارئ والأمن الصحي، والأمراض السارية، والأمراض غير السارية، وصحة الأمهات وحديثي الولادة والأطفال والمراهقين، وتقوية النُّظم الصحية - وهي المجالات التي تتواءم مع الغايات المنصوص عليها في أهداف التنمية المستدامة، والتي من شأنها أن تكفُل تحرُّك البلدان صَوْب بلوغ التغطية الصحية الشاملة.
وستكون اللجنة الإقليمية مَدعوّةً إلى إقرار إطار عمل إقليمي مُقترح للوقاية من السرطان ومكافحته. ويُعَدُّ السرطان ثاني الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، إذْ يتسبَّب في وفاة واحدة من بين كل ست وفيات عالمياً. وغالباً ما تُشخَّص أكثر حالات السرطان في إقليم شرق المتوسط في مراحل متأخرة تقل فيها فعالية العلاج، ولا تحقِّق النتائج المأمولة للمرضى. وسوف يساعد إطار العمل الـمُقترح البلدانَ على اتخاذ قرارات بشأن التدخُّلات ذات الأولوية التي ينبغي تنفيذها للوقاية من السرطان ومكافحته بما يتفق والسياق الوطني.
وستُدعَى اللجنة الإقليمية أيضاً للموافقة على نسخة مُحدَّثة من إطار عمل مُـقتَرح بشأن تغيُّر المناخ والصحة. ويمثل تغيُّر المناخ أحد أكبر التهديدات التي تُحدِق بالصحة على الصعيد العالمي في القرن الحادي والعشرين. إذْ يؤثِّر ارتفاع درجات الحرارة العالمية على شدة موجات الحرارة وتواترها، وانتشار ظواهر الطقس القاسية مثل الفيضانات ونوبات الجفاف. ويتسبَّب تغيُّر المناخ في آثار خطيرة، وإن كان يمكن الوقاية منها، على صحة الإنسان، ويؤدِّي إلى تفاقم معدلات المراضة والوفيات، لا سيَّما في صفوف الفئات السكانية الضعيفة. وترى منظمة الصحة العالمية أن تغيُّر المناخ يشكِّل تهديداً أساسياً لحياة البشر ورفاهيتهم، ودعت إلى تحرُّك عالمي عاجل لحماية الصحة من المخاطر المرتبطة بالمناخ.
ولن تتحقَّق أهداف التنمية المستدامة، التي تسعى إلى إدراك التنمية المستدامة للعالم اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً بحلول عام 2030، من دون الاستثمار في صحة المراهقين وعافيتهم. وكثير من أمراض المراهقين وإصاباتهم يمكن الوقاية منها أو علاجها، إلا أن مصير أغلبها الإهمال. ويُعتبَر معدل وفيات المراهقين في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل في الإقليم ثاني أعلى معدل في العالم. والهدف من الإرشادات الخاصة بتسريع العمل العالمي في مجال صحة المراهقين لتنفيذ الدعم القُطري أن تكون أداة لراسمي السياسات ومديري البرامج الوطنيِّين، تساعدهم على تخطيط البرامج الصحية للمراهقين وتنفيذها ورصدها وتقييمها. وسوف تركِّز الدول الأعضاء على هذا المجال خلال انعقاد الدورة الرابعة والستين للّجنة الإقليمية، إذ تحثّ المنظمة الدول الأعضاء على ترجمة تعهداتها في الاستراتيجية العالمية لصحة المرأة والطفل والمراهق 2016-2030 إلى أفعال ملموسة بإعداد خطط استراتيجية وطنية في مجال صحة المراهقين وتنفيذها.
ومن البنود الـمُدرجة على جدول أعمال اللجنة الإقليمية موضوع مقاومة مضادات الميكروبات، التي ظهرت كمشكلة صحية عامة كبرى تُهدِّد ما أحرزه الطب الحديث من تقدُّم. وبينما تقرُّ بلدان الإقليم بأن مقاومة مضادات الميكروبات تمثِّل مشكلة صحية عامة ذات أهمية وتلتزم بالتصدي لها، فهي تواجه في ذلك طيفاً من التحديات، بما في ذلك نقص البيانات حول نطاق المشكلة.
وأثناء اجتماع اللجنة الإقليمية، سوف تُبلغ منظمة الصحة العالمية الدول الأعضاء بالتقدم الـمُحرز في عام 2016 في المجالات التالية: استئصال شلل الأطفال؛ وتحسين الصحة والبيئة؛ والتصدِّي للآثار الصحية السلبية الناجمة عن تلوث الهواء؛ وتنفيذ خطة عمل شرق المتوسط الخاصة باللقاحات 2016-2020؛ ونُظُم تسجيل الأحوال المدنية والإحصاءات الحيوية؛ والوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها؛ والرعاية في مجال الصحة النفسية؛ وتنفيذ اللوائح الصحية الدولية (2005)؛ وتنفيذ خطة العمل الإقليمية لمكافحة الملاريا.
وفي اليوم الأخير من اجتماع اللجنة الإقليمية، سوف ينظر ممثلو الدول الأعضاء في اعتماد القرارات والـمُقرّرات الإجرائية الخاصة بتنفيذ الأنشطة البرمجية الرامية إلى الدفع ببرنامج العمل الصحي العام في الإقليم والنهوض بصحة سكانه.
للمزيد من المعلومات، يُرْجَى الاتصال بـ:
الدكتور إبراهيم الكرداني
المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية
هاتف: 21005666155+