15 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، الدوحة، قطر – لقد زاد عبء الأمراض المنقولة بالنواقل في إقليم شرق المتوسط زيادةً كبيرةً خلال العقد الماضي. وتشمل العوامل التي أسهمت في ذلك تغيُّر المناخ، وزيادة التوسُّع الحضري غير المُخطط له، والسفر الدولي وتحركات السكان، وضعف النظم الصحية في البلدان التي تواجه حالات طوارئ وأزمات أخرى، واستمرار عدم كفاية الاستثمار في القدرة على مكافحة النواقل، وتنامي مقاومة المبيدات الحشرية.
ومنذ 1 كانون الثاني/ يناير 2023 وحتى الآن، أبلغ 12 بلدًا في إقليم شرق المتوسط عن فاشيات حمى الضنك - بعد أن كان عدد البلدان المبلغة 3 بلدان في عام 2017 - مما يجعل حمى الضنك المرض المنقول بالبعوض الأسرع انتشارًا. وشهد الإقليم أيضًا تزايد عبء الملاريا في السنوات الأخيرة، حيث أبلغت باكستان عن فاشيات كبرى للملاريا في عامي 2022 و2023.
وفي عام 2023، أعلنت المنظمة عن حالة طوارئ متعددة الأقاليم من الدرجة 3 لحمى الضنك، مما يؤكد الحاجة المُلحة إلى استراتيجيات مبتكرة لمكافحة النواقل في إطار نهج التدبير المتكامل للنواقل. ونحث الدول الأعضاء على التركيز على بناء نَهج متكامل متعدد القطاعات للتصدي لعبء الأمراض المنقولة بالنواقل وتعزيز ذلك النَهج.
وقد حدث ارتفاع عالمي في سريان حمى الضنك. ومنذ أوائل عام 2023، ازداد عدد الفاشيات وحجمها إلى جانب انتشارها جغرافيًا حيث تنتقل نواقل حمى الضنك الغَزْويَّة، وأبرزها بعوضة الزاعجة المصرية، إلى مناطق كانت خالية من حمى الضنك من قبل.
وفي إطار نهج شامل للتصدي للخطر المتنامي للأمراض المنقولة بالنواقل، تُشجَّع الدول الأعضاء على تنفيذ نظم الإنذار المبكر والاستجابة والترصد الفعال للنواقل والخصائص الوبائية المُدمَجة في البيانات المناخية والسكانية، وهي استراتيجية تستخدمها سلطنة عُمان وتحقق نجاحًا كبيرًا. ولنظم الإنذار المبكر والاستجابة سجل حافل في التنبؤ بفاشيات الأمراض المنقولة بالنواقل والتعامل معها، مما يتيح التدخل والوقاية في الوقت المناسب ويُعزز القدرة على التنبؤ بالفاشيات وتنفيذ تدابير المكافحة على الفور.
وتحث الاستجابة العالمية لمكافحة النواقل 2017-2030، التي وضعتها منظمة الصحة العالمية وأقرتها جمعية الصحة العالمية في أيار/ مايو 2017، البلدان وشركاء التنمية على تعزيز مكافحة النواقل. وتستند هذه الاستراتيجية العالمية إلى مبادئ التدبير المتكامل للنواقل، وتدعو إلى تحسين قدرات ترصُّد النواقل ومكافحتها من أجل الوقاية من الأمراض المنقولة بالنواقل والقضاء عليها.
وبينما يُيسِّر التعاون بين الدول الأعضاء ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية الأخرى تبادل التجارب الناجحة والموارد، مما يعزز فعالية جهود المكافحة المتكاملة للنواقل على نطاق واسع، فإن هناك حاجة ماسة إلى أدوات ونُهُج جديدة.
وقد اعتَمَدَ عددٌ من التدخلات الجديدة التي قُدِّمت إلى فريق المنظمة الاستشاري المعني بمكافحة النواقل من أجل تقييمها نُهُجًا جديدةً واعدة.
وثمة حدث جانبي خلال الدورة الحادية والسبعين للّجنة الإقليمية لشرق المتوسط جرى التركيز فيه على نُهُجٍ جديدةٍ للوقاية من فاشيات حمى الضنك وغيرها من الأمراض المنقولة بالبعوض ومكافحتها. وهدف ذلك الحدث إلى إطلاع الدول الأعضاء على أحدث الأدوات التي أتيحت حديثًا لتعزيز التأهّب والوقاية من الأمراض المنقولة بالبعوض ومكافحتها، وتحديد مجالات التعاون والدعم التقني بين الدول الأعضاء ومنظمة الصحة العالمية لتعزيز القدرات الوطنية والإقليمية.
ومن بين أعضاء حلقة النقاش رئيس وحدة الصحة العامة البيطرية في وحدة مكافحة النواقل والبيئة في منظمة الصحة العالمية في جنيف، ورئيس علم الحشرات في المركز الوطني للأمراض الحيوانية المصدر والأمراض المُعدية المستجدة في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، وثلاثة ممثلين من البلدان التي لديها خبرة في التدبير العلاجي لحمى الضنك باستخدام أدوات جديدة.