يَمرُّ إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بمرحلةٍ حاسمةٍ للاستفادة من الزخم الناتج عن الاستجابة لمرض كوفيد-19. ومن شأن تحويل القدرات التي جرى تعزيزها وتوسيع نطاقها مؤقتًا في البلدان والأراضي إلى قدرات وبرامج وشبكات دائمة أن يعزز الأمن الصحي والنُظُم الصحية في المستقبل.
ويُعد الوقاية من العدوى ومكافحتها أحد المجالات التي حقق فيها الإقليم مكاسب كبيرة خلال جائحة كوفيد-19. ولطالما كان الإقليم مُعرَّضًا لظهور فاشيات الأمراض والجوائح وسرعة انتشارها بسبب عوامل ديموغرافية وبيئية واجتماعية واقتصادية مختلفة. وتشمل هذه الفاشيات متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وأنفلونزا الطيور A (H5N1) والكوليرا وحمى الضنك.
وقبل جائحة كوفيد-19، كان 50% فقط من بلدان الإقليم وأراضيه (11 من أصل 22 بلدًا وأرضًا) قد أنشأت وحدة أو برنامج للوقاية من العدوى ومكافحتها، وكان 45% فقط (10 من أصل 22 بلدًا وأرضًا) قد وضعت مبادئ توجيهية وطنية للوقاية من العدوى ومكافحتها. ومنذ آذار/ مارس 2020، أنشأت 5 بلدان أخرى وحدة أو برنامجًا مخصصًا للوقاية من العدوى ومكافحتها (ليصل المجموع إلى 16 بلدًا من أصل 22 بلداً). وبحلول تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، كان 77٪ من البلدان والأراضي (17 من أصل 22 بلدًا وأرضًا) قد وضعت مبادئ توجيهية للوقاية من العدوى ومكافحتها.
وسيؤدي تحديد أولويات هذه المكاسب الكبيرة التي تحققت في معظم أنحاء الإقليم والحفاظ عليها إلى تعزيز تنفيذ الوقاية من العدوى ومكافحتها والتأهب للاستجابات في المستقبل. وسيؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى دعم قدرة النُظُم الصحية على الصمود.
ولتوجيه هذه الجهود، نُظمت حلقة عمل تدريبية لمدة 10 أيام لمراكز الاتصال الوطنية المعنية بالوقاية من العدوى ومكافحتها في وزارات الصحة في 8 بلدان هشة ومتضررة من النزاعات ومُعرضة للخطر، وهي: أفغانستان وجمهورية إيران الإسلامية والعراق والأردن وليبيا والصومال وسوريا واليمن. وتواجه البلدان الهشة والمتضررة من النزاعات والمُعرضة للخطر تحديات فريدة من نوعها مثل البنية التحتية الصحية الممزقة أو المُدمَرة ونقص المياه المأمونة والإصحاح والنظافة العامة. وبالتالي، يتطلب تعزيز قدرات الوقاية من العدوى ومكافحتها في مثل هذه البيئات اتباع نهجٍ متميز.
رَتَّبَ المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط هذا التدريب مع المركز التقني والسريري المعني بالوقاية من العدوى ومكافحتها، ومستشفى مدينة الملك عبد العزيز الطبية (وهو مركز متعاون مع المنظمة للوقاية من العدوى ومكافحتها ومقاومة مضادات الميكروبات في الرياض، المملكة العربية السعودية). وأُجرِي التدريب في عَمّان، الأردن، في الفترة من 16 إلى 26 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
حلقة العمل:
- قَدَّمَت أدوات ومؤشرات جديدة إلى القيادات الوطنية للوقاية من العدوى ومكافحتها لقيادة وتنفيذ المكونات الأساسية للوقاية من العدوى ومكافحتها بما يتماشى مع الاستراتيجية العالمية للمنظمة بشأن الوقاية من العدوى ومكافحتها؛
- ناقشت كيفية تعزيز تدخلات الوقاية من العدوى ومكافحتها أثناء التأهب للطوارئ الصحية والاستعداد والاستجابة لها؛
- أنشأت جماعة ممارسين إقليمية للوقاية من العدوى ومكافحتها.
واستُخدمت استراتيجيات تعليمية مختلفة، مع التركيز على المناقشات التفاعلية، والعمل الجماعي، وتمثيل الأدوار، وتبادل الخبرات القُطرية والدروس المستفادة، والزيارات الميدانية، وتمارين المحاكاة. وقد استمتع الدكتور جمال عابد كاظم، رئيس الوقاية من العدوى ومكافحتها في وزارة الصحة العراقية، بالتدريب وفرص التعارف: "لم تكن حلقة العمل مجرد تجربةً فريدةً للتعلم والخبرة العملية، ولكنها أتاحت لنا أيضًا فرصةً عظيمةً لبدء شبكة تعلم قوية مع الزملاء الآخرين على مستوى الإقليم".
وقُدِّم طلب إلى كل بلد من البلدان الثمانية أن تصمم مشروعًا صغيرًا ومستقلًا لتحسين الوقاية من العدوى ومكافحتها، على أن يبدأ في غضون شهرين إلى 3 أشهر من نهاية التدريب، لضمان النمو المستمر وتعزيز الشراكة القائمة بين المكتب الإقليمي والدول الأعضاء. وتهدف هذه المشاريع الصغيرة إلى تحويل التركيز الإقليمي من دعم تنفيذ التدريب على الوقاية من العدوى ومكافحتها إلى بناء القدرات الداخلية داخل البلدان.
وأوضحت الدكتورة إليزابيث تايلر، المستشارة الإقليمية بالإنابة لمقاومة مضادات الميكروبات والوقاية من العدوى ومكافحتها، بالمكتب الإقليمي، أهمية تنفيذ تدابير قوية للوقاية من العدوى ومكافحتها في المرافق الصحية حيث قالت: "لقد كانت فرصةً رائعةً للقاء الزملاء من الأقطار التابعة للمنظمة ومسؤولي التنسيق الحكوميين لقاءً مباشرًا وإجراء حوار صريح وبناء القدرات. وسيضمن ذلك دمج الوقاية من العدوى ومكافحتها وغيرها من برامج الصحة العامة الشاملة لعدة قطاعات، مثل المياه والإصحاح والنظافة العامة؛ ومقاومة مضادات الميكروبات؛ وحالات الطوارئ؛ وسلامة المرضى، وربطها جميعًا بنُظُم الرعاية الأولية والخدمات الصحية الأساسية من أجل رعاية أعلى جودةً وأكثرَ مأمونية."