تعصف الصراعات بإقليم شرق المتوسط ، وتدفع الآلاف - كل يوم- للفرار من منازلهم بحثاً عن الأمان. وهؤلاء يخوضون في فرارهم رحلة صعبة؛ يواجهون خلالها أعمال العنف والطرق المسدودة بل والموارد الشحيحة في بعض الأحيان. وفي رحلة عبورهم الحدود على أمل الوصول إلى بيئة آمنة، يصارع كثير من اللاجئين من أجل أن يحيوا حياة طبيعية،
وينافسون بعضاً من المجتمعات المضيفة المدقعة الفقر بغية الحصول على وظائف وفرص للتعليم ومكان يأويهم ورعاية صحية.
وعاماً إثر عام، يتزايد عدد اللاجئين في الإقليم بوتيرة أسرع من قدرة البلدان المضيفة على دعمهم. وفي حين يختار بعض اللاجئين الإقامة في بيئتهم الجديدة ويحاولون الاندماج فيها، يختار غيرهم مواصلة الرحلة التي تنتهي في بعض الأحيان بعواقب كارثية. وما ببعيد عن أسماعنا الأنباء المفجعة عن العديد من الرجال والنساء والأطفال الذين يبتلعهم البحر بينما يخوضون رحلتهم على ظهر مركب متجه لأوروبا.
لقد مر اللاجئون الذين فروا من الصراعات والعنف بويلات شديدة وعانوا الكثير. وبينما تواصل مجموعات من سكان الإقليم الفرار عبر الحدود، فمن واجب الحكومات والمجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني أن يتضامنوا لإيجاد حلول تلبي للاجئين وسائر النازحين من ديارهم احتياجاتهم الأساسية. إنها مسؤولية تضامنية بيننا جميعاً، كي نكفل لهم الحماية ونقدم المساعدات التي يحتاجونها لمواصلة حياتهم بما يحفظ معافاتهم النفسية والبدنية ، وبما يصون كرامتهم ويمنحهم الأمل.