القاهرة، 7 تموز/ يوليو 2022 - في غضون أيام قليلة، سيحتفل عشرات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم بعيد الأضحى المبارك، وهو العيد الإسلامي الذي يتوِّجُ مناسك الحج السنوي إلى مكة المكرمة، ويُحيي ذكرى تضحية النبي إبراهيم عليه السلام، فأتمنى لكم جميعًا احتفالات صحية وسعيدة وآمنة.
وتأتي هذه المناسبة الدينية في وقت لا تزال فيه بلدان إقليم شرق المتوسط تواجه حالات طوارئ صحية كبرى، منها جائحة كوفيد-19 المستمرة. فلا يزال أكثر من 100 مليون شخص في جميع أنحاء الإقليم بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، منهم ما يقرب من 32 مليون نازح قسري.
وسيحتفل ملايين الناس هذا العام بعيد الأضحى، وهم يَرْثُون أحباءهم المفقودين، أو يعانون من العِلل أو الأمراض، أو يتحسرون على ما فقدوه من منازل أو سُبلِ عيشٍ. وأنا أشارك أولئك الذين واجهوا معاناة لا يمكن تصورها مشاعرَهم، وأدعو لهم بخالص الدعوات. كما أتقدم بخالص التعازي وصادق المواساة إلى أُسر العاملين الصحيين والعاملين في المجال الإنساني الذين فقدوا حياتهم بشكل مأساوي بسبب جائحة كوفيد-19 أو غيره من الأخطار أثناء تأديتهم لعملهم الدؤوب لإنقاذ حياة الآخرين.
ولكن في كل أزمة، تثبت البشرية دائمًا قدرتها على التكيف وعزمها على البقاء. فعلى الرغم من المخاطر والمشاق التي لا تزال تواجه ملايين الناس في إقليمنا، فإن عيد الأضحى المبارك يحمل معه روح التضامن والتفاؤل والأمل المتجدد.
وانسجامًا مع رؤيتنا الإقليمية 2023 المتمثلة في "الصحة للجميع وبالجميع"، كشفت لنا جائحة كوفيد-19 أننا لا يمكننا أن نتغلب على ما نواجهه جميعًا من مِحنٍ وشدائدَ إلا من خلال التضامن والتنسيق والعمل. وقد رأينا تأثير هذه الإجراءات في حالات طوارئ أخرى في شتى أنحاء الإقليم على المستوى الفردي والمجتمعي والوطني: بدايةً من العاملين الصحيين المتطوعين الذين يسافرون إلى الأماكن النائية في باكستان لتطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال، وصولًا إلى المجتمعات المحلية التي تتكاتف لمساعدة الناجين من الزلزال في أفغانستان، وإلى سلطنة عُمان التي تقدم الدعم التقني للعاملين الصحيين في اليمن.
وفي هذه المناسبة، أودُّ أن أتوجَّه بخالص الشكر إلى دولنا الأعضاء والجهات المانحة الدولية التي دعمت عملنا المنقِذ للأرواح في إقليم شرق المتوسط، في وقت نواجه فيه حالات طوارئ وكوارث أكثر من أي وقت مضى. وأحثكم على مساندة ملايين الناس المحتاجين الذين يعتمدون على دعمكم، برغم تزاحُم الأولويات الصحية العالمية.
وأود أن أتوجه بالشكر إلى موظفي منظمة الصحة العالمية والشركاء في مجال الصحة، والعاملين الصحيين الذين يعملون في الميدان على مدار الساعة لتقديم المساعدات الصحية والخدمات الصحية لمن هم في أمسِّ الحاجة إليها، مُعرِّضين حياتهم للخطر في بعض الأحيان.
وأود أيضًا أن أعرب عن امتناني لجميع الناس الذين يعيشون في إقليم شرق المتوسط، الذين يؤدي كلٌّ منهم دوره في إقامة روابط إنسانية، وحماية حياتهم وحياة الآخرين، والحفاظ على الصحة العامة والعافية في مجتمعاتهم المحلية.
ولا تنفك الجائحة تذكِّرنا بأن بقاءنا وعافيتنا لا يعتمدان على أفعالنا فحسب، بل أيضًا على أفعال المحيطين بنا. فالملايين من الناس على قيد الحياة اليوم بفضل هذا التضامن والعمل الجماعي. فلنضع ذلك في الاعتبار عند احتفالنا بالطقوس الدينية والاجتماعية بأمان هذا العام.
دُمتم سالمين ورحماء، وعيدكم مبارك!