8 كانون الأول/ديسمبر 2020 - لا تزال الجائحة تأخذ مساراً يبعث على القلق مع حلول فصل الشتاء في جميع أنحاء الإقليم.
وأحرز عددٌ قليل من البلدان مزيداً من التقدُّم في مكافحة الجائحة، بينما لا تزال بلدان أخرى تشهد ارتفاعاً غير مسبوق في عدد الحالات، بل وفي الوفيات أحياناً.
وقد وصلت إيران إلى مرحلة هامة عقب الزيادة الحادة التي شهدتها في عدد الحالات على مدى الأسابيع القليلة الماضية، حيث سجَّلت مليون حالة إصابة حتى 3 كانون الأول/ديسمبر منذ اندلاع الجائحة. ولا تزال الحالات في غزة والضفة الغربية في ازدياد، حيث أُبلغ عن أكثر من 1000 حالة في اليوم الواحد خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وأُبلغ عن أكثر من 2700 حالة في يوم 3 كانون الأول/ديسمبر وحده.
وتشهد مصر زيادة منتظمة في عدد الحالات والوفيات، حيث يزيد عدد الحالات على 400 حالة في اليوم الواحد. كما تُبلغ باكستان عن تزايد الحالات والوفيات، ومعظمها في مقاطعة السند.
ونعمل، منذ اندلاع الجائحة، مع جميع بلدان الإقليم لتقديم الإرشادات والتوصيات اللازمة للتصدِّي الفعَّال لها.
وقد وفَّرنا الإمدادات والمعدات والخبرة التقنية. وقدَّمنا التدريب للعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية وحرصنا على تثقيف المجتمعات المحلية. وظللنا على اتصال وثيق ومتواصل مع وزراء الصحة للتصدِّي للتحدِّيات ولاستعراض الدروس المستفادة.
واليوم أودُّ أن أركِّز على الدعم الذي يقدِّمه المكتب الإقليمي للبلدان من خلال البعثات التقنية. وتتيح لنا هذه البعثات الاطلاع المباشر على الإجراءات التي يجري اتخاذها على أرض الواقع، حتى نتمكن من توجيه البلدان على نحو أفضل بشأن كيفية زيادة فعالية الاستجابة في جميع مجالات العمل.
فعلى مدار الشهور القليلة الماضية، ومنذ تخفيف البلدان للقيود المفروضة على السفر، توجَّه خبراء الصحة العامة الذين يمثّلون مختلف التخصصات من المكتب الإقليمي في القاهرة إلى سبعة بلدان.
وينضَم إليَّ بعض الزملاء الكرام الذين سيعرضون لنا بإيجاز مستجدات آخر البعثات التي أرسلناها إلى أفغانستان وباكستان وسوريا وتونس، وسيجيبون عن أسئلتكم في هذا الصدد.
ولكنني أودُّ أولاً أن أقول بضع كلمات حول موضوع يحظى حالياً بأكبر قدر من التغطية الإخبارية والاهتمام العام؛ وهو لقاح كوفيد-19.
أعلنت بعض البلدان عن تقديم لقاح لسكانها للاستخدام الأولي. وتُعطينا هذه الخطوة بارقة أمل في أن تصبح نهايةُ الجائحة حقيقةً واقعةً قريباً.
وبينما سمعنا أخباراً مشجِّعة مؤخراً بشأن مأمونية وفعالية ثلاثة لقاحات على الأقل، لا تزال عدة لقاحات تمر بتجارب المرحلة الثالثة.
وتسعى منظمة الصحة العالمية وشركاؤها، من خلال مرفق كوفاكس، إلى ضمان التوزيع العادل للقاحات الفعَّالة على البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بمجرد إدراجها في قوائم اللقاحات المُستعمَلة في حالات الطوارئ أو حصولها على تصريح من هيئة تنظيمية مختصَّة. وسيمنح مرفق كوفاكس أولوية الحصول على اللقاح لما يقرب من 20٪ من السكان الأكثر عُرضة للخطر.
وعليه، سيظل كثير من الناس معرَّضين للخطر وستُتاح للفيروس فرصة لمواصلة الانتشار. ولذا، علينا أن نظل ملتزمين التزاماً كاملاً بتعزيز جميع تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية التي نعلم أنها فعَّالة واتباعها، ومن بينها اختبار جميع الحالات المشتبَه فيها، وعزل جميع الحالات المؤكَّدة، وتتبُّع المخالطين.
ولن يكون لقاح كوفيد-19 حلاً سحرياً للوضع الذي نمر به جميعاً في الوقت الحالي – وهو وضع نجَم عن ضعف التزام السكان بالتدابير الوقائية، والحاجة إلى بذل جهود أكبر من جانب البلدان.
ومع اقتراب موسم العطلات واستمرار انخفاض درجات الحرارة، يزداد خطر انتقال العدوى بسبب التساهل في الالتزام بالتباعد البدني واستخدام الكمامات وغيرهما من التدابير.
وقد أصدرت المنظمة في الآونة الأخيرة إرشادات محدَّثة بشأن استخدام الكمامات تنصح باستخدامها في الأماكن المغلقة عند التواجد مع أشخاص آخرين، وعندما تكون التهوية رديئة أو عندما تكون نوعية الهواء غير معروفة.
وأهيب بنا جميعاً أن نظل متيقِّظين، وأن نتخذ جميع الاحتياطات، وأن ندرك أن الوضع الذي نمر به حالياً لا يمكن تغييره إلا من خلال اتباع التدابير التي ثبتت فعاليتها لنا جميعاً.
شكراً لكم جميعاً، ودُمتم سالمين.