7 تشرين الأول/أكتوبر 2015- واصلت الدورة 62 للجنة الإقليمية لشرق المتوسط مناقشاتها أمس في الكويت حول الأولويات الصحية الاستراتيجية الإقليمية والعالمية. وتركز جلسات اليوم على تنفيذ الإعلان السياسي للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها مع التركيز على استخدام التبغ في الإقليم؛ والأمن الصحي العالمي والتأكيد الخاص على متلازمة الشرق الأوسط التنفسية لفيروس كورونا وفيروس أنفلونزا الطيور A ((H5N1، وتنفيذ اللوائح الصحية الدولية (2005)؛ والتأهب للطوارئ والاستجابة لمعالجة الأزمات المستمرة التي طال أمدها في الإقليم.
وبالنسبة للأمراض غير السارية، سلّطت منظمة الصحة العالمية الضوء على العمل في مجال تعزيز النشاط البدني وأهمية النظم الغذائية الصحية، والحد من الملح والدهون غير المشبعة في الغذاء، وتنفيذ المدونة الدولية لتسويق بدائل لبن الأم. وهناك مبادرة جديدة لمنظمة الصحة العالمية تهدف إلى منع التسويق غير المُجَابَه للأغذية والمشروبات غير الصحية للأطفال. كما نوقشت جهود مكافحة التبغ. ومع نمو عدد السكان في العالم، من المتوقع أن يزيد عدد المدخنين الذين يلقون حتفهم من جراء الأمراض المرتبطة بالتبغ. ومن المنتظر أن نرى أكبر زيادة في استهلاك التبغ في إقليم شرق المتوسط من بين جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية. ويُعَدُ رفع الضرائب المفروضة على التبغ أحد أكثر التدابير الفعّالة لمكافحته. وتعتبر الضرائب على التبغ في الإقليم من أدنى المعدلات في العالم مع التردد في رفع الضرائب بناء على الخرافة القائلة بأن زيادة الضرائب على التبغ ستؤثر سلبًا على أرباح المطاعم والمقاهي، وتؤدي إلى فقدان الوظائف، وزيادة الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ، وستؤثر على الفقراء على نحو غير متناسب. مع أن الآثار المدمرة لتعاطي التبغ على صحة الناس، تؤدي إلى فقدان الإنتاجية، وزيادة الإنفاق على الرعاية الصحية، والوفاة المبكرة، وهذا أكثر تكلفة بكثير.
إن ظهور متلازمة الشرق الأوسط التنفسية لفيروس كورونا والارتفاع الأخير في حالات العدوى البشرية في مصر بالفيروس الشديد الإمراضH5N1 يشكلان أكبر خطرين يهددان الأمن الصحي العالمي منذ فاشية مرض فيروس ايبولا في غرب أفريقيا. وقد أبرزت هذه التهديدات الصحية الناشئة حاجة البلدان إلى تعزيز نظم الصحة العمومية والحفاظ عليها من أجل الوقاية من التهديدات الصحية الناشئة واكتشافها والاستجابة لها، وذلك كجزء من المسؤولية المشتركة بين البلدان والمساءلة الجماعية لحماية الصحة العالمية وفقا للوائح الصحية الدولية .
إن الإقليم يواجه أزمات إنسانية على نطاق لم يسبق له مثيل حيت يتضرر أكثر من نصف البلدان و 60 مليون شخص في الإقليم من الطوارئ وهم في حاجة إلى مساعدات إنسانية. ويستضيف الإقليم 6 ملايين لاجئي مسجل و 21 مليون نازح داخلي. وقد صُنفت الجمهورية العربية السورية والعراق واليمن، ضمن المستوى 3 للأزمة - وهو أعلى مستوى على مقياس الطوارئ. ولضمان الحفاظ على القدرة التنظيمية ومرونة الاستجابة في بيئة متغيرة، استعرضت منظمة الصحة العالمية الطريقة التي تعمل بها في حالات الطوارئ لتكون أفضل تجهيزا للاستجابة وإنقاذ الأرواح.
وقد سلطت المناقشات الضوء على أهمية النُهُج المتعددة القطاعات لتحسين الصحة العمومية والتي تشرك القطاعات غير الصحية، والقطاع الخاص، والمنظمات غير الحكومية، والمرضى والأسر في الأنشطة الرامية إلى تعزيز الصحة العمومية.
المواقع ذات الصلة