جنيف، 10 كانون الأول/ديسمبر 2023
الزملاء الأعزاء، السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أود أن أبدأ بطلب دقيقة صمت لتخليد ذكرى زميلتنا في المنظمة ديما الحاج وجميع العاملين في المجال الإنساني الذين لقوا مصرعهم في غزة، وبعضهم لقوا مصرعهم مع العديد من أفراد أسرهم، على مدار الشهرين الماضيين.…
يعيش في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الذي يعاني من بعض أسوأ حالات الطوارئ الإنسانية في العالم، ما يقرب من 40% من مجموع المحتاجين إلى المساعدات على مستوى العالم. والناس في إقليمنا، وغالبيتهم من النساء والأطفال، هم من أكثر الفئات تعرضًا للمخاطر وأشد تأثرًا بها على مستوى العالم، علاوة على حرمان الكثير منهم من أبسط حقوق الإنسان الأساسية.
وقد كان تصاعُد الأعمال العدائية في إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة إيذانًا ببدء أزمةٍ إنسانيةٍ عميقةٍ.
ومع استمرار القصف، يقول فريقنا في غزة أن أقسام الطوارئ في المستشفيات تبدو وكأنها ساحات معارك إذ تمتلئ بالناس الذين يعانون من جروح الحرب، ومنهم أطفال يعانون من حروق شديدة - وأرضياتها مغطاةٌ بالدماء. ويموت كثير من الناس بسبب إصاباتهم قبل أن يتمكنوا حتى من العثور على مستشفى لديه القدرة أو الموارد اللازمة لإنقاذهم.
وتنتشر حالات الإصابة بالأمراض المُعدية بسرعة، وثمة مجاعة على وشك الحدوث حيث تشير التقارير إلى أن بعض الأسر المعيشية تستغرق ما يصل إلى 24 ساعة بدون طعام أو ماء.
وإلى جانب الحاجة المُلحَّة لوضع نهاية لهذه المعاناة المُروِّعة، فقد لا يكون إقليمنا قادرًا على الصمود أمام مزيد من التهديدات التي تُحدِق بأمنه الصحي.
فالبلدان المتأثرة بانتشار الأعمال العدائية، ومنها العراق ولبنان وسوريا واليمن، تكافح بالفعل من أجل الحفاظ على استمرار عمل نُظُمها الصحية، وتعاني من ضعف البنية الأساسية والموارد الصحية المحدودة. ولا يسعهم أن يتحملوا المزيد من التحديات.
ويساورنا القلق إزاء تصاعد الأعمال العدائية في الضفة الغربية، وكذلك في جنوب لبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل، مما يؤدي إلى المزيد من الخسائر في الأرواح والإصابات والنزوح والأضرار التي تلحق بالبنية الأساسية الصحية.
إن الوضع الكارثي الحالي - إن لم يتوقف على الفور - من شأنه أن يزيد من زعزعة الاستقرار في مجال الصحة العامة ويُعرِّض حياة عدد لا يحصى من الناس للخطر.
فوقف إطلاق النار الفوري هو وحده القادر في نهاية المطاف على وقف المعاناة ومنع الأمن الصحي في الإقليم بأسره من مواصلة التدهور.