بيان المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية أمام الدورة السادسة والخمسين بعد المائة للمجلس التنفيذي: الأحوال الصحية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية

rd-statement-for-eb-156-Health conditions in the occupied Palestinian territory, including east Jerusalem

شباط/ فبراير 2025

السيد الرئيس، أصحاب المعالي والسعادة، المدير العام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

إن المعاناة التي يشهدها قطاع غزة قد فاقت حدود التصور.

فقد توفي عشرات الآلاف، وأصيب نحو 30 ألف شخص بإصابات كفيلة بتغيير مجرى حياتهم.

وتعرض النظام الصحي إلى الهدم والخراب.

وأخذت معدلات سوء التغذية في الازدياد. ولا يزال خطر المجاعة يلوح في الأفق.

وتعود الأسر حاليا إلى أحياء مدمرة.

ولم يعد هناك تقريبا مرفق صحي واحد لم تطله آلة الدمار.

وبالرغم من تلك التحديات التي لا يتصورها عقل، فلا يزال العاملون الصحيون يواصلون تقديم الخدمات الصحية بأقل قدر من الموارد.

وما زالوا يبذلون كل ما في وسعهم رغم ما تكبدوه من خسائر شخصية، ورغم صدمة الفظائع التي رأوها رأي العين.

أصحاب المعالي والسعادة،

إننا نبذل كل ما في وسعنا لتخفيف المعاناة.

وفي هذه الأثناء، أي خلال وقف إطلاق النار، تتمثل أولويتنا القصوى في استعادة الخدمات الصحية الأساسية وتشغيل المرافق الصحية.

ونجحنا - بفضل الله - في تنسيق عمليات إجلاء بعض المرضى ونقلهم إلى عدة دول، قدر المستطاع. ونتقدم بجزيل الشكر إلى جميع الدول التي استقبلت هؤلاء المرضى.

ويأتي دعم الصحة النفسية في صميم استجابتنا. وإضافة إلى ذلك، نقوم بتنسيق العمل الصحي من خلال فريق المكتب القطري، ونعمل جنبا إلى جنب مع المنظمات والمؤسسات المعنية بالصحة، لضمان تقديم ما يلزم من المشورة المتخصصة والرعاية الصحية.

ويعد التحالف الصحي الإقليمي من أبرز الأمثلة على ذلك في إقليمنا. فقد أعيد مؤخرا إحياء هذا التحالف الذي تقوده المنظمة بهدف تحسين تبادل المعلومات، وتعزيز القدرات الوطنية، وضمان توجيه الموارد إلى حيث تشتد الحاجة إليها. ويمكن إنشاء آليات مماثلة في أقاليم أخرى وعلى الصعيد العالمي لتعزيز التنسيق والكفاءة.

ولكننا نحتاج على وجه السرعة إلى تيسير وصولنا بشكل منتظم ومستدام إلى السكان في جميع أنحاء غزة، ونحتاج إلى رفع القيود المفروضة على دخول الإمدادات الأساسية.

ولا يقل عن ذلك أهمية حماية المدنيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية، والإسراع في إجلاء المرضى ممن هم في أمس الحاجة إلى الحصول على رعاية متخصصة، وتعزيز نظام الإحالة إلى القدس الشرقية والضفة الغربية.

ونحتاج كذلك إلى زيادة التمويل على نطاق واسع لتلبية الاحتياجات الصحية العاجلة والبدء في استعادة النظام الصحي.

وختاما، أدعو جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها؛ أي تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل، والعمل على إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة التي طال أمدها.

ولا مفر من ذلك حتى يعم السلام وتسترد الكرامة لأولئك الذين عانوا طويلا.

شكرا لكم.