أربيل، العراق، 14 أذار/مارس 2015 – زار الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق وشهد مراسم التسليم الرسمي لأكثر من 15 سيارة إسعاف وعيادتين طبيتين متنقلتين إلى السلطات الصحية في المحافظة. وسوف تُوفِّر هذه المنحة الخدمات الصحية والعلاجات الطبية إلى ما يربو عن 60000 مستفيد لمدة ثلاثة أشهر.
وتوجه الدكتور العلوان عقب مراسم التسليم الرسمي إلى مخيم بيت كاندلا للنازحين حيث التقى بالأُسر هناك وتعرَّف منهم مباشرة على الحاجات الصحية العاجلة التي يحتاجون إليها، كما افتتح الدكتور العلوان مركز الرعاية الصحية الأولية الذي أُنشِئ بدعمٍ مالي من منظمة الصحة العالية. و كان بصحبة الدكتور العلوان في زيارته إلى المخيم الدكتور رقوات هاماراشيد وزير الصحة في اقليم كردستان، و والفنان العراقي المشهور نصير شمة الذي يعمل عن كثب مع المنظمة لإذكاء الوعي بالوضع الإنساني الخطير الذي يعيش فيه النازحون داخلياً.
وثمن الدكتور هاماراشيد "اللإلتزام الكبير والجهود الجبارة التي تبذلها منظمة الصحة العالمية من أجل الأستجابة السريعة للأحتياجات الصحية للنازحين". وقال:" إن المنحة التي تسلمناها الان والتي تضم 15 سيارة اسعاف وعيادتين متنقلتين، ستحسن من تقديم الخدمات الصحية للمجتمعات الأكثر ضعفا ولا سيما تلك المتواجدة في المناطق النائة التي يصعب الوصول اليها."
وقال الدكتور العلوان "إن الوضع جِد خطير، ومن الأهمية البالغة التصدِّي فوراً للنقص في الخدمات الصحية الأساسية التي يحتاج إليها النازحون داخلياً في المجتمع العراقي. فالملايين من الرجال والنساء والأطفال يرون حياتهم تتحطم دون داعٍ، ويواجهون مستقبلاً مجهولاً. والكثير من هؤلاء الأفراد أكثر تأثراً بالمخاطر وأشد ضعفاً من غيرهم مثل الأطفال الصغار والحوامل والأشخاص ذوو الإعاقة وكبار السن ومن يحتاجون إلى معالجات مُنقِذة للحياة لأمراضٍ مثل السرطان والسكري وأمراض القلب. وما لم تتوافر الخدمات الصحية الفعالة، ستزيد خطورة إصابتهم بالأمراض بل ووفاتهم. وتتواجد منظمة الصحة العالمية على الأرض في محافظة دهوك، وتعمل مع السلطات الصحية هناك والشركاء لتحسين إتاحة خدمات الرعاية الصحية التي يحتاج إليها جميع السكان المتضررين بشدة."
وشهدت محافظة دهوك على مدار السنوات الثلاثة الماضية زيادة في عدد سكانها بنسبة 20% تقريباً، إذ تستضيف المحافظة 50% من جميع اللاجئين السوريين في العراق، وتستقبل ما يزيد على نصف مليون نازحٍ عراقي منذ حزيران/يونيو 2014، بما يعادل 30% من إجمالي إعداد النازحين داخلياً في جميع أجزاء البلاد. ويوجد بالمحافظة الآن 17 مخيماً للنازحين داخلياً، حيث يعيش الكثير من النازحين داخلياً وسط المجتمعات المضيفة وفي الأماكن العامة مثل المباني التي هجرها ذووها والمدارس التي توقفت بها أنشطة الدراسة. وقد أربك هذا التدفق الكبير للنازحين النظام الصحي بالمحافظة، فزاد حِمْل الحالات المرضية التي تستقبلها المرافق الصحية الموجودة حالياً بنسبة تزيد عن 65%، وهو ما أدَّى إلى نقصٍ في الطواقم الصحية والأدوية الأساسية والإمدادات الطبية، ليرتفع تباعاً عدد المخاطر الصحية التي تشهدها المحافظة.
وهناك مخاوف رئيسية تتعلق بالصحة العمومية يعبر عنها السكان المتضررون في محافظة دهوك، ومن هذه المخاوف زيادة خطر الإصابة بالأمراض السارية بسبب ظروف العيش في أماكن شديدة الاكتظاظ، وارتفاع خطر الوفاة أو الإصابة بالمضاعفات نتيجة عدم علاج الحالات المرضية المزمنة مثل السكري والأمراض التنفسية المزمنة والسرطان، وزيادة الحاجة إلى خدمات الصحة النفسية للأشخاص الذين يعانون من الحزن، والكرب لأسباب غير مرضية، والاكتئاب، واضطرابات القلق بما في ذلك اضطراب الكرب التالي للصدمات.
وفي سعيها للوقاية من انتشار الأمراض السارية لا سيَّما في المناطق التي يرتفع فيها تركُّز النازحين داخلياً الذين يعيشون ظروفاً معيشية قاسية في المخيمات المكتظة، قامت منظمة الصحة العالمية بتقوية نظام ترصُّد الأمراض السارية في جميع أنحاء المحافظة. كما قامت المنظمة، بالشراكة مع اليونيسف والمديرية العامة للصحة بمحافظة دهوك، بتطعيم أكثر من 254000 طفل دون سن الخامسة ضد شلل الأطفال، و 216000 طفل دون الخامسة ضد الحصبة، وذلك خلال أحْدَث حملة للتطعيم انطلقت في المدة من 22 شباط/فبراير إلى 10 أذار/مارس 2015، واستهدفت المجتمعات المضيفة والنازحين داخلياً واللاجئين السوريين.
كما قدَّمت المنظمة أربع عيادات طبية متنقلة موَّلت المملكة العربية السعودية تجهيزها من أجل تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية إلى النازحين داخلياً في المناطق النائية، فضلاً عن 15 سيارة إسعاف لدعم نظام الإحالة في مخيمات النازحين، والأدوية والإمدادات الطبية لحوالي 1.2 مليون مستفيد. وقامت المنظمة، بالتعاون مع السلطات الصحية العراقية، بتطعيم أكثر من 5.6 مليون طفل ضد شلل الأطفال و3.9 مليون طفل ضد الحصبة خلال حملات التمنيع على المستويين الوطني ودون الوطني.
وصرَّح الدكتور العلوان أنه "على الرغم من الإنجازات التي تحققت في العراق، فلا يزال هناك الكثير للقيام به"، وأضاف أن "الوضع الصحي في العراق حرج، وأن التمويل المتاح حالياً لا يساعد المنظمة وشركاءها على إنجاز المزيد. وسيكون في وسعنا، متى توافر مزيد من التمويل، الوصول إلى الكثير من الناس وإنقاذ المزيد من الأرواح". كما نبه الى النتائج الكارثية التي قد تحدث نتيجة عدم استمرارية توفير الخدمات الصحية ولا سيما في ما يتعلق بالوقاية من الأمراض المعدية والأوبئة.
ويوجد بالعراق ما يزيد عن 5 مليون شخص في حاجة إلى الخدمات الإنسانية والصحية. كما يحتاج القطاع الصحي العراقي إلى 314.2 مليون دولار، لم يتوافر منها سوى 95.5 مليون دولار (بما يعادل 30.4%)، لتصل الفجوة التمويلية الحرجة إلى 218.7 مليون دولار.
وتدعو منظمة الصحة العاليمة الجهات المانحة الى تقديم الدعم المالي بشكل سريع من أجل تفادي المزيد من المعاناة الانسانية للنازحين في العراق. علما أن الفنان شمة سيطلق حملة مشتركة مع المنظمة لدعم النازحين العراقيين عبر حفلات موسسيقية يعود ريعها كليا الى تغطية جزء من إحتياجاتهم الصحية.
لمزيد من المعلومات، الرجاء التواصل مع:
رنا صيداني، مسؤولة قسم الأعلام، المكتب الأقليمي، هاتف: 00201099756506
بولين أجيلو، مسؤولة إعلامية، هاتف: 009647809288618
أجيال سلطاني: مسؤولة إعلامية، هاتف: 009647510101469