12 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، القاهرة، مصر - اختُتِمت اليوم الدورة السبعون للَّجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. وقد عُقدت اللجنة الإقليمية السبعين وسط طوفان من حالات الطوارئ في الإقليم، بما في ذلك تصاعد وتيرة الأعمال العدائية وتدهور الوضع الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة، وازدياد حدة النزاع في شمال غرب سوريا، والزلازل المتعاقبة في أفغانستان. وقد تركزت المناقشات على تأثير هذه الأحداث والاحتياجات الصحية للسكان المتضررين.
ومع اقتراب اللجنة الإقليمية السبعين من اختتام أعمالها، فقد اعتمدت التقرير المُعَد عن 5 سنوات بشأن تنفيذ الأولويات الاستراتيجية لرؤية 2023: «الصحة للجميع وبالجميع - دعوة للتضامن والعمل». كما أصدرت اللجنة مقررات إجرائية وقرارات مهمة بشأن القضايا الصحية ذات الأولوية، والتي ستُمهّد الطريق لترجمة هذه الكلمات القوية إلى سياسات وإجراءات ملموسة.
وقد رشَّحَت الدول الأعضاء هذا العام المدير الإقليمي القادم لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: وستكون الدكتورة حنان بلخي أول سيدة تتولى قيادة العمل الصحي للمنظمة في جميع أنحاء بلدان الإقليم وأراضيه البالغ عددها 22 بلدًا وأرضًا لخدمة سكان الإقليم البالغ عددهم 745 مليون نسمة. وسيُحال هذا الترشيح إلى المجلس التنفيذي للمنظمة خلال دورته الرابعة والخمسين بعد المائة والتي ستُعقَد في الفترة من 22 إلى 27 كانون الثاني/ يناير 2024، في جنيف، سويسرا. وستباشر المديرة الإقليمية الجديدة مهام منصبها في 1 شباط/ فبراير 2024.
وسوف يصبح الدكتور أحمد المنظري، بعد انتهاء فترة ولايته، مديرًا إقليميًا فخريًا، وهو لقب منحته اللجنة الإقليمية تقديرًا لقيادته المتميزة وإسهامه في الصحة العامة الإقليمية والعالمية.
سلسلة من الاعتمادات المهمة
أدت مناقشات اللجنة الإقليمية السبعين لشرق المتوسط بشأن سلسلة من الورقات التقنية إلى اعتماد عدة مقررات إجرائية وقرارات. فقد أقرت اللجنة الإقليمية إطار العمل الإقليمي بشأن التصدي للأمراض غير السارية في حالات الطوارئ، والذي يشدد على الحاجة إلى إدماج الأمراض غير السارية في الاستراتيجيات والخطط الوطنية للتأهب لحالات الطوارئ والاستجابة لها. وينبغي للبلدان أيضًا أن تُعزز التنسيق والتعاون بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المجتمع المدني، من أجل إيلاء أولوية فعلية للأمراض غير السارية ضمن جهود التصدي للطوارئ.
وثمة إطارٌ إقليميٌ آخر اعتمدته اللجنة الإقليمية يتعلق بتعزيز استعداد الصحة العامة للتجمعات الحاشدة في الإقليم. ويوجّه القرار الدول الأعضاء إلى تعزيز استعدادها في مجال الصحة العامة لتلك الفعاليات وذلك لتقليل مخاطر الصحة العامة إلى أدنى حد، كما يدعو القرار الدول الأعضاء إلى إدماج القدرات التي تطورت خلال هذه الفعاليات في أنشطة أطول أمدًا، لتعزيز النظم الصحية.
وأقرّت اللجنة الإقليمية الدعوة إلى العمل من أجل تعزيز القوى العاملة الصحية المناسبة للغرض المنشود منها في الإقليم والارتقاء بها. وتُحَث الدول الأعضاء على تسريع وتيرة تنفيذ الإطار الإقليمي الحالي لتنمية القوى العاملة الصحية بوسائل منها وضع خطط استراتيجية شاملة تراعي الفوارق بين الجنسين وتستند إلى تحليل سوق العمل الصحي، وإجراء حوارات متعددة القطاعات بشأن السياسات، وحماية القوى العاملة الصحية وتمكينها.
ويُعدُّ تغير المناخ أحد أكبر التهديدات للصحة العالمية في الوقت الراهن، ويعكف المهنيون الصحيون في الإقليم بالفعل على الاستجابة للأضرار الصحية الناجمة عن هذه الأزمة الناشئة. ومع تفاقم أزمة المناخ، اعتمدت اللجنة الإقليمية إطار عملٍ إقليميٍ بشأن المناخ والصحة. وتُشجَّع الدول الأعضاء على إعداد خطط عمل وطنية وتنفيذها وتخصيص موارد كافية لها، فضلًا عن ضمان إدراج الأثر الصحي في جميع برامج تغيّر المناخ.
منتدى من أجل الوحدة
اجتمع الشركاء في اللجنة الإقليمية السبعين، واتحدوا من أجل مستقبل أفضلَ صحة. وانضم خمسة مديرين إقليميين لوكالات الأمم المتحدة الشريكة إلى حلقة نقاش حول التحالف الصحي الإقليمي، وهي مبادرة تهدف إلى تسريع التنفيذ المشترك لأهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة. وتزامن ذلك مع إصدار أحدث تقرير مرحلي عن الجهود التي يبذلها الإقليم لتحقيق هذه الأهداف. ويطرح هذا التقرير الاتجاهات والتحديات والإجراءات الرئيسية لتسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق الغايات ذات الصلة بحلول عام 2030.
وكان الشباب محور تركيز حلقة نقاش ثانية بشأن صحة الشباب وعافيتهم. وإلى جانب النظر في الاحتياجات الصحية للشباب، ومنها الاحتياجات الصحية للشباب في الأوضاع الإنسانية، ناقش أعضاء حلقة النقاش سُبُل تمكين قادة الغد من المشاركة في الصحة العامة. وما مبادرةُ المكتب الإقليمي لإنشاء مجلس إقليمي للشباب إلا مسعى جديد ومؤثّر لإعلاء صوت الشباب وإشراكهم في المسائل الصحية. وعندما يتحمس الجيل القادم للمشاركة والابتكار، فسيعود النفع على الجميع.
وأدرجت اللجنة الإقليمية السبعون الاجتماع التاسع للجنة الفرعية الإقليمية المعنية باستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته، والذي جدد فيه شركاء المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال التزامهم بمواصلة اتحادهم للقضاء على شلل الأطفال إلى الأبد. وعلى الصعيد العالمي، لا يزال فيروس شلل الأطفال البري متوطنًا في بلدين فقط من بُلدان إقليم شرق المتوسط هما: أفغانستان وباكستان.
دورة العام المقبل
وختامًا، اتخذت اللجنة الإقليمية قرارًا بشأن مكان انعقاد دورتها الحادية والسبعين وموعده. وستُعقَد اللجنة الإقليمية الحادية والسبعون في الدوحة، قطر، في الفترة من 14 إلى 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2024.