3 كانون الأول/ديسمبر 2018، بيروت، لبنان - يعقد مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط اجتماعًا اليوم وغدًا لمجموعة العمل البرلمانية الإقليمية المعنية بالتغطية الصحية الشاملة وذلك في بيروت، لبنان. وهذا يمثل علامة بارزة في تعزيز مشاركة البرلمانيين وتقويتها للنهوض بالسياسات الوطنية المتعلقة بالصحة والتنمية من أجل تحقيق التغطية الصحية الشاملة في الإقليم.
وقد افتتح الاجتماع، الذي استضافته الحكومة اللبنانية، الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، ومعالي الدكتور غسان حاصباني، وزير الصحة العامة اللبناني، ومعالي الدكتورة عناية عز الدين، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية، التي بصفتها عضوة في البرلمان تمثل سعادة نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني.
وضم الاجتماع أكثر من 30 برلمانيًا من مختلف بلدان ومناطق الإقليم، بجانب خبراء عالميين وإقليميين في الصحة العامة، فضلًا عن ممثلين عن وزارات الصحة والمنظمات الشريكة والهياكل البرلمانية، من داخل الإقليم وخارجه. ويهدف الاجتماع إلى تعزيز الحوار وتبادل الخبرات البرلمانية المختلفة والتحديات والدروس المستفادة لتمهيد الطريق لإنشاء منتدى برلماني إقليمي للتغطية الصحية الشاملة، وهو الأول من نوعه في الإقليم وخارج الإقليم.
وقد تلقت التغطية الصحية الشاملة دعمًا سياسيًا رفيع المستوى منذ التوقيع التاريخي على الاتفاق العالمي بشأن التغطية الصحية الشاملة 2030 خلال اجتماع وزاري في مدينة صلالة بسلطنة عُمان في أيلول/سبتمبر 2018. وقد حددت الالتزامات العالمية والإقليمية المتعددة أولوية التغطية الصحية الشاملة باعتبارها أولوية قصوى، ومن أبرز هذه الالتزامات خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وبرنامج العمل العام الثالث عشر لمنظمة الصحة العالمية 2023-2019، كما حددت الأولوية القصوى لهدف التغطية الصحية الشاملة المتمثل في ضمان استفادة مليار شخص إضافي من التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2023. إن رؤية 2023 للمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية هي: الصحة للجميع وبالجميع وتدعو إلى الشراكة والتضامن والعمل من الحكومات والمهنيين والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية والمجتمع المدني والهيئات التشريعية والأفراد من أجل تحقيق هدف التغطية الصحية الشاملة.
وقال الدكتور المنظري في كلمته الافتتاحية «إن بناء الشراكات مع البرلمانيين يُعدُّ أمراً حاسماً من أجل التحرك صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة، إذ يلعب البرلمانيون دورًا أساسيًا في مجال الصحة العامة، وذلك من خلال الموافقة على الخطط والسياسات العامة، وسَنّ التشريعات الداعمة، والتفاوض على الميزانيات والموافقة عليها، والرصد وتوفير الإشراف من أجل ضمان مساءلة الحكومة وشفافيتها، وذلك وفقاً للغايات والخطط المتفق عليها». وأضاف «والأهم من ذلك، هو أن البرلمانيين يمثلون الشعب وهم مُساءَلون أمام ناخبيهم الذين يطالبونهم بتعزيز وحماية حقهم في الصحة وتطبيق الدستور.»
وقد أكد هذا أيضًا في حفل الافتتاح الدكتور ظفار ميرزا، مدير تطوير النظم الصحية في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية: "كل بلد يمكنه، بل يجب عليه التحرك صَوب التغطية الصحية الشاملة. فهي مسألة رؤية وإرادة سياسية وترتيب للأولويات. وفي هذا المسعى المشترك، يضطلع البرلمانيون بدور حاسم في النهوض بالتغطية الصحية الشاملة".
ويستند اجتماع مجموعة العمل على الزخَم الذي ولدته مذكرة التفاهم التي وقعت مؤخراً بين الدكتور تيدروس أدهانوم غبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية والاتحاد البرلماني الدولي. وقد نشأت المذكرة نتيجة لسنوات عديدة من التعاون بين منظمة الصحة العالمية والاتحاد البرلماني الدولي. لقد اعتادت منظمة الصحة العالمية، في إقليم شرق المتوسط، أن تعمل مع البرلمانيين من أجل تحقيق حصائل صحية أفضل. وقد أسّس مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط عدداً من الشراكات في كثير من المجالات الصحية ذات الأولوية، بما فيها الصحة الإنجابية وصحة الطفل، والسلامة على الطرق، ومكافحة تعاطي التبغ.
ومن خلال إدارة حلقات النقاش ومجموعات العمل، سيحدد المشاركون اختصاصات واضحة لفريق استشاري متخصص لدعم المنتدى البرلماني الإقليمي المعني بالتغطية الصحية الشاملة، والذي من المقرر عقده في النصف الأول من عام 2019. وستدعم منظمة الصحة العالمية المنتدى تقنيًا وتعمل كأمانة مؤقتة له للسنتين الأولى والثانية.
روابط ذات صلة
رؤية 2023 : الصحة للجميع وبالجميع - دعوة إلى التضامن والعمل