الكلمة الافتتاحية في الإحاطة الإعلامية في قصر الأمم المتحدة في 21 ديسمبر 2023

الدكتور ريتشارد بيبركورن، ممثل المنظمة في الأرض الفلسطينية المحتلة

شون كيسي، منسق الفرق الطبية للطوارئ بالمنظمة

في بعثة مشتركة أخرى شديدة الخطورة، وصل أمس، 20 كانون الأول/ ديسمبر 2023، فريقٌ من المنظمة وبعض الشركاء الآخرين من الأمم المتحدة منهم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ودائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام وإدارة الأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن، إلى المستشفى الأهلي العربي ومستشفى الشفاء في شمال غزة.

وكانت الخطة الأولية هي تسليم الوقود إلى المستشفيين، ولكن كان لا بد من تغييرها والاقتصار على الإمدادات فحسب بسبب عدم وجود ضمانات للسلامة ومشكلات تتعلق بالموافقات.

وسَلَّمت أفرقتنا 7 منصات من اللوازم الطبية للجراحة وعلاج الجروح ومستلزمات لدعم النساء أثناء الولادة وسوائل وريدية وأدوية. ‏وقد شهدوا بأنفسهم تأثير الهجمات الأخيرة على المستشفيين وحجم الدمار الذي حل بهما‎.

ولا يجد موظفونا كلمات تكفي لوصف وضع المرضى والعاملين الصحيين المتبقين في المستشفيين، والذي يفوق مرحلة الكارثة.

وكان فريق من المنظمة قد زار المستشفى الأهلي العربي منذ أكثر من أسبوع، ووجدها في ذلك الوقت في حالة فوضى عارمة، ومكتظة تمامًا، وفي وضع كارثي. ولكن المستشفى كان لا يزال يعمل جزئيًا في ذلك الوقت، وتوجد فيه غرف عمليات، واختصاصيان صحيان يجريان العمليات الجراحية باستمرار. أما الآن، فإن المستشفى الأهلي أصبح أطلال مستشفى. وقبل يومين، كان المستشفى الأهلي هو المستشفى الوحيد الذي يمكن للمصابين التوجه إليه لإجراء عمليات جراحية في شمال غزة، وكان يعاني تحت ضغط العدد الكبير من المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طارئة. أما الآن، فلم تَعُد هناك غرف عمليات بسبب نقص الوقود والتيار الكهربائي واللوازم الطبية والعاملين الصحيين، ومنهم الجراحون وغيرهم من المتخصصين. وقد توقف المستشفى تمامًا عن العمل ولا يتجاوز دوره حاليًا دار الرعاية في مرحلة الاحتضار، ولا يقدم إلا القليل جدًا من خدمات الرعاية والتي يعجز عن تقديمها أحيانًا.

وفي قطاع غزة بأكمله، لا توجد إلا 9 مرافق صحية فقط تعمل ، من أصل 36 مرفقًا، وهذه التسعة لا تعمل إلا جزئيًا. وجميعها في الجنوب. أما الشمال، فلا توجد فيه مستشفيات عاملة. وكان المستشفى الأهلي آخر مستشفى يعمل ولكنه لا يعمل حاليًا إلا في الحد الأدنى، أي أنه لا يزال يعالج المرضى ولكنه لا يقبل مرضى جدد، ومعه مستشفيات الشفاء والعودة والصحابة. وما تزال هذه المستشفيات تأوي آلاف النازحين.

وفي المستشفى الأهلي، يواصل طاقم مكون من 10 موظفين تقريبًا، جميعهم من الأطباء والممرضين المبتدئين، تقديم خدمات الإسعافات الأولية الأساسية، وتخفيف الألم قدر الإمكان، ورعاية الجروح، وإسعاف الإصابات الشديدة. كما يحتمي في قسم العظام في المستشفى وكنيسة داخل سوره 80 مصابًا منهم كبار السن والنساء والأطفال الصغار، وكان عددهم في الأسبوع الماضي 250 شخصًا. والكثير من هؤلاء المرضى فقدوا أفراد أسرهم، وليس لديهم أي أحد يمكن أن يساعدهم بإحضار الماء أو الطعام لهم. وبعض هؤلاء المرضى جروحه بليغة وينتظر إجراء عمليات جراحية منذ أسبوعين، أو أجريت له عمليات جراحية لكنه الآن معرض لخطر الإصابة بعدوى بعد العملية بسبب نقص المضادات الحيوية والأدوية الأخرى. وهؤلاء المرضى جميعًا لا يستطيعون الحركة ويلزم نقلهم على وجه السرعة للحفاظ على حياتهم.

أما جثامين ضحايا الهجمات الأخيرة، فقد تُركت في الفِناء لأنه لا يمكن دفنها الدفن اللائق بها بأمان.

وقد أُلقي القبض على أكثر من 20 من العاملين بالمستشفى الأهلي في 18 كانون الأول/ ديسمبر. ثم أُفرج عن ستة منهم وأجبروا على الانتقال إلى الجنوب. أما الباقون قيد الاحتجاز فلا تتوفر معلومات عنهم. وتجدد المنظمة دعوتها لجميع أطراف النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي، وحماية العاملين الصحيين والمرضى والمرافق الصحية وسيارات الإسعاف في جميع الأوقات.

وستواصل المنظمة سعيها لإمداد المرافق الصحية في شمال غزة بما يلزمها. ولكن ما لم يتوافر الوقود والعاملون الصحيون والاحتياجات الأساسية الأخرى، فلا قيمة للأدوية، وسيواجه جميع المرضى الموت ببطء وهم يتجرعون الألم.

وحتى الآن، قُتل في الأعمال العدائية في غزة أكثر من 20 ألف شخص، أي ما يقرب من 1٪ من إجمالي عدد سكان القطاع.

هذا، وتكرر المنظمة الصحة العالمية دعوتها إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية. وهذا الوقف ضروري الآن لتعزيز المرافق الصحية المتبقية وإعادة تجهيزها، وتقديم الخدمات الطبية التي يحتاج إليها آلاف المصابين وغيرهم ممن يحتاجون إلى رعاية أساسية أخرى، وقبل كل شيء، لوقف إراقة الدماء وإزهاق الأرواح.

الخلفية:

الوفيات والإصابات:

في غزة (البيانات حتى 21 كانون الأول/ ديسمبر): ما يقرب من 20 ألف حالة وفاة (وفقًا للمكتب الإعلامي في غزة)، 70% منهم من الأطفال والنساء، وما يقرب من 8 آلاف طفل؛ وأكثر من 52,500 إصابة، و7600 شخص مفقود أو تحت الأنقاض.

136 قتيلًا من الزملاء في الأونروا منذ بدء الأعمال العدائية

ما لا يقل عن 198 قتيلًا بين العاملين الصحيين الفلسطينيين، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

في الضفة الغربية: 291 وفاة، ما يقرب من 30% منهم من الأطفال، و3600 إصابة.

في غزة: تشير التقديرات إلى نزوح أكثر من 1.9 مليون، أو 85% من السكان، نصفهم من الأطفال، ومنهم أكثر من 1.4 مليون نزحوا إلى مرافق الأونروا وغيرها من الأماكن العامة، ومنها المستشفيات.

في الضفة الغربية‬: 2000 نازح منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر

الاحتياجات الصحية:

في قطاع غزة بأكمله، لا توجد إلا 9 مرافق صحية فقط، من أصل 36 مرفقًا، تعمل جزئيًا.

الجنوب: توجد 9 مرافق صحية تعمل جزئيًا. هناك ثلاثة مستشفيات فقط تستطيع إجراء جراحات.

المستشفيان الرئيسيان في جنوب غزة يعملان بمعدل ثلاثة أضعاف السعة السريرية لهما.

بلغت معدلات إشغال المستشفيات الآن 206% في أقسام المرضى الداخليين و250% في وحدات العناية المركزة، بالإضافة إلى توفير المأوى لآلاف النازحين داخليًا.

يوجد مستشفيان ميدانيان يعملان بكامل طاقتهما في الجنوب (تديرهما فرق طبية للطوارئ من الأردن والإمارات العربية المتحدة)، وتبلغ إجمالي سعتهما 200 سرير.

الشمال: المستشفيات في الشمال أغلقت بالكامل تقريبًا. توجد 4 مستشفيات تعمل بالحد الأدنى، أي لا تزال تعالج المرضى لكنها لا تقبل مرضى جدد. وتقدم هذه المستشفيات الإسعافات الأولية للمرضى الموجودين بالفعل داخل المستشفى، ولكن قدراتها محدودة للغاية مع عدم وجود وقود لتشغيل المستشفى.

السعة السريرية المتاحة تبلغ 38% مما كانت عليه قبل اندلاع الصراع. وتستقبل المستشفيات أعدادًا من المرضى تفوق بكثير السعة السريرية لها.

ومن بين العاملين الصحيين الذين كانوا يعملون قبل التصعيد، لا يعمل حاليًا إلا 30% فقط.

الأرض الفلسطينية المحتلة: 493 هجومًا صحيًا مؤكدًا في الأرض الفلسطينية المحتلة:

غزة (حتى 20 كانون الأول/ ديسمبر): 246 هجومًا في قطاع غزة أسفرت عن مقتل 582 شخصًا وإصابة 748 آخرين. ‏وقد أثَّرت الهجمات على 61 مرفقًا من مرافق الرعاية الصحية، (منها 26 مستشفى تدمر من أصل 36 مستشفى بالقطاع)، وأثَّرت على 76 سيارة إسعاف، (منها 38 سيارة تعرضت لتلفيات)

الضفة الغربية (حتى 15 كانون الأول/ ديسمبر): 251 هجومًا في الضفة الغربية أسفرت عن 7 قتلى و 45 مصابًا. ‏وقد أثَّرت على 20 مرفقًا صحيًا و 193 سيارة إسعاف‎. ومن بين هذه الهجمات، كان هناك 157 واقعة انطوت على عرقلة تقديم الرعاية الصحية، و 133 وقائع انطوت على استخدام القوة، و36 واقعة انطوت على الاحتجاز، و 32 واقعة انطوت على تفتيش سيارات إسعاف.

البيانات السابقة:

منظمة الصحة العالمية تُسلِّم إمدادات صحية إلى مستشفى الشفاء، وتدعو إلى استمرار إتاحة الوصول إلى غزة لتلبية الاحتياجات العاجلة في شمال غزة، 17 كانون الأول/ ديسمبر 2023

منظمة الصحة العالمية تدعو إلى حماية الحيز الإنساني في غزة بعد وقوع حوادث خطيرة في بعثة محفوفة بمخاطر عالية لنقل المرضى وتسليم إمدادات صحية، 12 كانون الأول/ ديسمبر 2023