27 نيسان/ أبريل 2021 - أشكُركم على الانضمام إلينا اليومَ في هذه الإحاطة الإعلامية الخاصة بمناسبة الأسبوع العالمي للتمنيع.
وفي هذا العام، يشهد الأسبوع العالمي للتمنيع تطوير لقاحات كوفيد-19 وطرحها، وهو ما يُمثِّل علامةً بارزةً جديدة. ونستطيع جميعًا الآن أن نُدرك فعليًّا مدى أهمية التمنيع في مكافحة الأمراض القاتلة وإنقاذ الأرواح.
وقبل أن نتحدث أكثر عن التمنيع في إقليمنا، أوَدُّ أن أُطلِعَكم على آخر المستجِدات بشأن وضع كوفيد-19 في إقليم شرق المتوسط. فقد شهدت الأسابيعُ الماضية زيادةً كبيرة في عدد الحالات على الصعيديْنِ العالمي والإقليمي.
وفي العام الماضي، أبلغ إقليمنا عمَّا مجموعُه 5 ملايين حالة إصابة. وفي هذا العام، وخلال الأسابيعِ الثلاثةَ عشرَ الأولى وحدها، أُبلِغ عن 3 ملايين حالة أخرى. وفي الفترة من 17 آذار/ مارس إلى 9 نيسان/ أبريل 2021-أي خلال 24 يومًا- أبلغنا عن عدد من الحالات يُماثل ما أبلغنا عنه خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2020.
وهذا أمرٌ مُثير للقلق، في الوقت الذي تشهد فيه أجزاء أخرى من العالم -منها الهند- تطوراتٍ أخرى بالغة الأهمية، يمكن أن تؤثر تأثيرًا كبيرًا على مسار الجائحة في إقليمنا.
وتبذل البلدان كل ما في وسعها لحماية سكانها. ولكن المجتمعات والأفراد أنفسهم بحاجة إلى بذل مزيدٍ من الجهد، بل بذل كل ما في وسعهم لحماية أنفسهم والآخرين.
وهناك التزام ضعيف بارتداء الكمامات في بعض بلدان الإقليم على نحوٍ يبعث على القلق. كما أن المناسبات الدينية التي تشهد تجمُّعاتٍ اجتماعيةً مثل رمضان وعيد الفصح، فضلًا عن مناسبتَيْ شم النسيم وعيد الفطر المقبلتَيْن، تزيد من فرص الإصابة بالمرض، من خلال المخالطة المباشرة لأشخاص قد يكونون مصابين بالمرض دون أن يعرفوا.
وليس في الإقليم شخصٌ واحد لم يتضرر من كوفيد-19، سواء كان مباشرًا أم غير مباشر. ولا يوجد شخص واحد لم يفقد أحد أحبَّائه، أو لم يسمع عمَّن فقدوا أفراد أُسرهم.
فالواقعُ المُحزِن للمرضِ والموتِ يحيط بنا جميعًا، ويُخيِّم على حياتنا اليومية. لذا أدعو إلى استنهاض مسؤولياتنا الجماعية مجددًا بكل قوة على مستوى الحكومات، وعلى المستوييْنِ الاجتماعي والفردي، لحماية أنفسنا والآخرين.
وأتقدَّمُ بخالص التعازي لكل مَن فقد عزيزًا. وأُجدِّد التزامي العميق بأننا سنبذل معًا قصارى جهدنا لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح.
وبعد مرورِ ستةَ عشرَ شهرًا على اندلاع هذه الجائحة، أصبحت لدينا الآن جميعُ أدوات الوقاية، فضلًا عن الكفاءة والالتزام القوي بالعمل من أجل إنهاء سراية هذا المرض. فلْنستخدِمْ جميعَ هذه الوسائل المتاحة بكامل طاقتنا، حتى نتمكَّنَ مِنِ اتخاذِ خطواتٍ لاستئناف حياتنا الطبيعية.
واسمحوا لِيَ الآن أن أنتقل إلى موضوع اللقاحات. فبينما نحتفي بالأسبوع العالمي للتمنيع هذا العام، أصبح لدينا الآن مزيدٌ من اللقاحات التي تحمي أعدادًا أكبر من الناس من أمراض أكثر.
وقد أسهمت اللقاحات على مر التاريخ إسهامًا كبيرًا في الحد أو القضاء على العديد من الأمراض المُعْدية، التي كانت سببًا معتادًا في موت الرُّضَّع والأطفال والبالغين، أو إلحاق الأذى بهم. ولا تزال بعض الفيروسات والجراثيم التي تُسبِّب هذه الأمراض موجودة، وما زلنا مُعرَّضين للإصابة بهذه الأمراض إذا لم نتلقَّ التطعيم.
ومع ذلك، يُصاب آلافُ الناس كلَّ عام بأمراض جسيمة، ويدخلون المستشفيات بسبب الأمراض التي يمكن توقِّيها باللقاحات. بل إن الكثير من الأطفال والكبار يموتون من جرَّاء هذه الأمراض.
ويمكننا، عن طريق التطعيم، أن نساعد في حماية أنفسنا من الكثير من هذه المعاناة التي لا داعي لها. والتمنيع من أفضل الطُّرق التي نحمي من خلالها أنفسَنا وأطفالَنا وأجيالَ المستقبل من الأمراض المُعْدية.
وفي هذا العام، أتاح تسريعُ وتيرة الابتكارات العلمية والتكنولوجية أن تكون اللقاحاتُ أداةً رئيسية للقضاء على جائحة كوفيد-19.
ولكن، على الرغم من إعطاء اكثر من 36 مليون جرعة من لقاحات كوفيد-19 في جميع أنحاء الإقليم، لم يحصل الناس على التطعيم بالمعدل المستهدَف لتقريبنا من وقف انتشار كوفيد-19.
ورغم أن ذلك قد يرجع إلى نقص اللقاحات على المستوى العالمي، فإن التردد في أخذ اللقاح في إقليمنا لا يزال مرتفعًا. واللقاحات فعَّالة. وأحُثُّكم جميعًا على الحصول على اللقاح المضاد لكوفيد-19 متى توفَّر. وهذا ليس اختيارًا شخصيًّا؛ بل هو مسؤولية تقع على عاتق كل فرد منا. فحرمان نفسك من اللقاح لا يعني سوى أنك تحرم نفسك والآخرين من الحق في عيش حياة خالية من المرض.
والأدواتُ المتاحة لدينا لمكافحة كوفيد-19 فعَّالةٌ، وتزداد فعاليتها عندما تُستخدَم جميعُها. فالكمامات واللقاحات جزءٌ من حُزمة كاملة لا تؤتي ثمارَها إلا عندما تكون جنبًا إلى جنب مع التباعد البدني، وغسل اليدين، واتباع آداب السعال والعطس. وفي المقابل، نعلم أيضًا أن التهاونَ والجهل والتقاعس سلوكياتٌ غير مُجدية، وتؤدي إلى تفاقم الوضع.
والحَلُّ بسيط، وفي متناول البُلدان والسكان على حدٍّ سواء: لكي نتمكَّن من العودة إلى عالَمٍ خالٍ من كوفيد-19، يتعيَّن علينا اتخاذ الخطوات اللازمة لإظهار اهتمامنا بحياتنا، وحياة الآخرين، ومستقبل إقليمنا.