بمناسبة اليوم العالمي للسمنة، الموافق 4 آذار/ مارس 2025، تدعو منظمة الصحة العالمية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لمشكلة السمنة المتزايدة التي بات يُعترَف بها الآن بوصفها أحد أهم تحديات الصحة العامة في عصرنا.
وقد جاء موضوع هذا العام "بناء مستقبل صحي: التصدي للسمنة من خلال الوقاية والرعاية" ليُمثِّل نداءً حاشدًا للحكومات والنظم الصحية والمجتمعات المحلية من أجل إعطاء الأولوية للوقاية من السمنة ورعاية المصابين بها.
فالسمنة مرض مزمن ومعقد، ويؤدي إلى الإصابة بأمراض أخرى. وسيساعد اتخاذ إجراءات بشأن السمنة على تخفيف العبء العالمي للأمراض المزمنة الأخرى، ومنها السكري وأمراض القلب والسرطان.
وإقليم شرق المتوسط يعاني أزمة سمنة آخذةٌ في التفاقم. ووفقًا لبيانات المنظمة، فقد شهدت معدلات السمنة في الإقليم ارتفاعًا حادًا خلال العقود القليلة الماضية. وفي عام 2023، كان ما يقرب من 60% من البالغين في بعض بلدان الإقليم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
وبالإضافة إلى إسهام السمنة في زيادة الإصابة بالأمراض غير السارية على نحو مثير للقلق، ومنها مرض السكري من النمط 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان، فإنها أيضًا تُخلّف آثارًا اجتماعية واقتصادية عميقة. ويؤثر ارتفاع معدلات السمنة على البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط تأثيرًا كبيرًا حيث تكون فرص الحصول على الأغذية الصحية، وإتاحة الأماكن الآمنة لممارسة النشاط البدني، وخدمات الرعاية الصحية بتكلفة ميسورة، محدودةٌ في كثيرٍ من الأحيان.
وتعكف المنظمة على الاستجابة لأزمة السمنة العالمية على جبهات عديدة، منها رصد الاتجاهات العالمية ومعدل الانتشار، ووضع مجموعة واسعة من المبادئ التوجيهية بشأن الوقاية والعلاج، وتقديم دعم التنفيذ والتوصيات مثل تلك الواردة في تقرير اللجنة المعنية بالقضاء على سمنة الأطفال.
وتماشيًا مع موضوع هذا العام، تواصل المنظمة التأكيد على أهمية اتباع نُهُج شاملة ومتعددة القطاعات لمكافحة السمنة. كما أن خطة العمل العالمية للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها 2013-2020 الصادرة عن المنظمة، وإطار العمل بشأن الوقاية من السمنة، وإطار تقديم الخدمات الصحية للوقاية من السمنة وتدبيرها العلاجي تنطوي على مبادئ توجيهية واضحة للحكومات والأطراف المعنية للحد من عبء السمنة من خلال:
التشجيع على اتباع النظم الغذائية الصحية
التشجيع على اتباع نظم غذائية متوازنة ومغذية ميسورة التكلفة ومتاحة للجميع، خصوصًا في المجتمعات الحضرية والمجتمعات التي تعاني من نقص الخدمات.
التشجيع على ممارسة النشاط البدني
ضمان تشجيع البيئات المحيطة على ممارسة النشاط البدني، بما في ذلك الطرق الآمنة والأحياء المناسبة للمشي والأماكن العامة.
تنظيم تسويق الأغذية
تنفيذ سياسات تهدف إلى الحدّ من تسويق الأغذية غير الصحية، خصوصًا للأطفال.
تحسين إتاحة الرعاية والعلاج لمرضى السمنة
توسيع نطاق خدمات السيطرة على الوزن، ومنها المشورة والتدخلات الطبية، لضمان حصول جميع الأفراد على الرعاية المناسبة.
وتدعو المنظمة أيضًا إلى إدماج الاستراتيجيات الرامية إلى الوقاية من السمنة بشكل أقوى في السياسات الصحية الوطنية، لا سيّما في إقليم شرق المتوسط الذي تفوق فيه معدلات السمنة المتزايدة الجهود الرامية إلى مكافحتها.
ومن خلال تعزيز البيئات التي تشجع على اتباع أنماط الحياة الصحية وضمان إتاحة الرعاية، يمكن الحد من الخسائر الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن السمنة، وتحسين الحصائل الصحية لملايين الأشخاص.
وقد تركزت الاستجابات لأزمة السمنة على الفرد على مدى زمن طويل. واليوم العالمي للسمنة هو دعوة إلى لفت الانتباه إلى النُظُم وثيقة الصلة بهذه المشكلة الصحية. فينبغي أن تلتزم النظم الصحية والنظم الحكومية والنظم الغذائية ووسائل الإعلام بإجراءات محددة من شأنها كبح جماح معدلات السمنة، مع التركيز على ما يلي:
وضع السياسات
ينبغي للحكومات أن تدمج الوقاية من السمنة في الخطط الصحية الوطنية، مع التركيز على الاستراتيجيات المسندة بالبيّنات التي تتناول النظام الغذائي والنشاط البدني والبيئة.
التثقيف والتوعية
هناك حاجة مُلحّة إلى زيادة الوعي العام بمخاطر السمنة وفوائد الحفاظ على وزن صحي. وينبغي أن تستهدف حملات الصحة العامة الأفراد والمجتمعات على حد سواء.
إمكانية الحصول على الرعاية
يجب أن توسع النظم الصحية نطاق إتاحة خدمات الوقاية من السمنة وعلاجها، لا سيّما بين الفئات السكانية التي تعاني من نقص الخدمات.
الشراكات
تُعدُّ الشراكات بين القطاعات المتعددة ضرورية لتنفيذ التدخلات واستدامتها. وينبغي أن تشمل هذه الشراكات الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص، والجمهور.
وفي يوم السمنة لعام 2025، تلتزم منظمة الصحة العالمية بدعم البلدان في الإقليم وحول العالم في تنفيذ السياسات التي تعزز الصحة وتقي من السمنة وتوفر الرعاية الفعالة للمصابين بها.