11 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 - الأمراض غير السارية هي الأشدُّ فتكًا بالأرواح في العالم، وهي سبب رئيسي للوفاة في إقليم شرق المتوسط، إذ تقتل ما يزيد عن 2.8 مليون إنسان كل عام.
ويُعدُّ معدل انتشار الأمراض غير السارية في الإقليم مرتفعًا: إذ يُعزى ما يُقدَّر بنحو 66.5% من الوفيات إلى هذه الأمراض. ويتفاقم هذا الوضع المنذر بالخطر في الأماكن التي تشهد حالات الطوارئ. وتُشكِّل الأمراض غير السارية تحديًا جسيمًا أثناء الطوارئ وبعد انتهائها لأن الأمر يتطلب تفاعلًا مستمرًّا مع النظام الصحي ومُقدِّمي الخدمات من أجل توخِّي المستوى الأمثل من التدبير العلاجي والحصائل الصحية.
ويشهد إقليمُ شرق المتوسط مستوى غير مسبوقٍ من حالات الطوارئ الناجمة عن أخطار طبيعية وأخرى من صنع الإنسان، وهو ما يؤثر سلبًا على صحة ملايين الأشخاص. وتؤدي حالات الطوارئ إلى تعطل النُظُم الصحية، الأمر الذي يجعل تقديم خدمات الخدمات الصحية الكافية أمرًا شديد الصعوبة، مما يؤدي إلى زيادة معدلات المراضة والوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية. كما تزيد حالات الطوارئ من خطر حدوث مضاعفات مرتبطة بالأمراض غير السارية: فحالاتُ النوبات القلبية والسكتات الدماغية ونوبات الربو قد تكون أكثر شيوعًا بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات مقارنةً بما هي عليه في الأوضاع المستقرة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن معدل الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية أعلى بكثير في حالات الطوارئ (25.1٪) مقارنةً بالسياقات غير الطارئة (17.8٪).
إن ما يقرب من نصف بلدان الإقليم وأراضيه البالغ عددها 22 بلدًا وأرضًا في حالة هشاشة أو متضررة من النزاعات أو مُعرَّضة للخطر. وعلاوة على ذلك، لا يوجد بلد بمنأى عن حالات الطوارئ، ويمكن أن تؤدي أحداث من قبيل الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة والنزوح، بل والتجمعات الحاشدة، إلى تعطيل تقديم الرعاية الخاصة بالأمراض غير السارية. وفي الوقت الحالي، يضم الإقليم العدد الأكبر من الأشخاص المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية على الصعيد العالمي بنسبة 37% من الإجمالي العالمي، كما يستضيف الإقليم أكبر عدد من النازحين من جميع أقاليم المنظمة.
استراتيجية لضمان استمرار خدمات الأمراض غير السارية في أوقات الأزمات
على الرغم من العبء المتزايد للأمراض غير السارية، وزيادة معدلات المراضة والوفيات الناجمة عن حالات الطوارئ والأزمات، فإن الأمراض غير السارية لم تُدمَج بعدُ إدماجًا كاملًا في معظم الخطط الوطنية للتأهب والاستجابة في مجال الصحة. وقد أكدت جائحة كوفيد-19 ضعف استمرارية خدمات الأمراض غير السارية وإمكانية تعرضها للمخاطر أثناء الأزمات. وعطَّلت الجائحة الخدمات الأساسية الخاصة بالأمراض غير السارية على الصعيد العالمي وكذلك في الإقليم، مع تعطُّل بعض البلدان عن تقديم الخدمات لأكثر من 12 شهرًا.
وينطوي ضمان التدبير العلاجي للأمراض غير السارية في حالات الطوارئ على الحفاظ على استمرارية خدمات الأمراض غير السارية وأدويتها، وضمان الرعاية المتخصصة، مثل الغسيل الكٌلوي، ورعاية الحالات المرضية ومنها أمراض السرطان. كما ينطوي على التصدي للمضاعفات الحادة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية. ويتطلب هذا النهج الشامل استراتيجية عملية المنحى وشاملة تشمل الحد من مخاطر الطوارئ والتأهب والاستجابة لها والتعافي منها. وهذا النهج مدفوع بالتزام مكثف بتقديم خدمات صحية عالية الجودة إلى جميع المصابين بالأمراض غير السارية.
وستُناقش ورقة تقنية عن الأمراض غير السارية في البيئات الهشة والأماكن المتضررة من النزاعات في الدورة السبعين للّجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. وتعرض الورقة إطار عمل إقليمي مُقترَح مع مجموعة من التدخلات والمؤشرات الاستراتيجية ذات الأولوية التي من شأنها أن تُيسِّر إحراز التقدُّم والعائد على الاستثمار في 5 مجالات:
القيادة والتنسيق والمناصرة؛
تعبئة الموارد وحشد التمويل؛
استمرارية الخدمات الصحية؛
المعلومات، والبيانات، والبحوث، واستخدام التكنولوجيا الرقمية في مجال الصحة؛
المشاركة المجتمعية وبناء الثقة.