23 آب/أغسطس 2018 ، مكة المكرمة-- أدى بسلامة وأمان أكثر من 2.7 مليون مسلم من 109 دولة احتشدوا في منطقة مكة المكرمة مناسك الحج، الذي يعد أكبر التجمعات الدينية الحاشدة في العالم. وأثمرت شهور من الاستعدادات من قِبل وزارة الصحة السعودية لاختتام موسم الحج لهذا العام (1439/ 2018) بنجاح دون وقوع أية حوادث صحية جسيمة.
وقد استثمرت وزارة الصحة، بدعم تقني من منظمة الصحة العالمية، في تحسين قدرات الاستعداد والتأهب والاستجابة على كافة المستويات بهدف توقي أية تهديدات صحية يحتمل وقوعها خلال موسم الحج واكتشافها مبكراً، ووضعت خطة شاملة ومتكاملة لضمان سلامة الحجاج الزائرين وكذلك المواطنين السعوديين والمقيمين في المملكة. وقد ركزت تلك الخطة، تماشياً مع اللوائح الصحية الدولية (2005)، على إجراءات الحد من المخاطر من أجل التصدي لأي سراية محتملة للأمراض المعدية مثل الكوليرا، أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، أو الإنفلونزا، أو الحمى الشوكية أو غيرها من الأمراض المعدية.
وحدثت وزارة الصحة السعودية في وقت مبكّر من العام الاشتراطات الصحية المتعلقة بالحج، وأطلعت عليها سائر الدول عبر سفاراتها وعبر المكاتب الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، وعملت على ضمان الالتزام بتطبيق تلك الاشتراطات الصحية. كما أجرت تقييماً للمخاطر الصحية باستخدام أداة التقييم المخاطر المتعلقة بطب الحشود. وتم تخصيص 12 نقطة دخول منها 9 نقاط برية ومطارين جويين وميناء بحري- وتجهيزها لاستقبال الحجيج.
ونشرت وزارة الصحة أكثر من 30 ألف عامل صحي، ودرَّبت فرق الخدمات الصحية على تشخيص المشكلات الصحية المتعلقة بالحرارة والتعامل معها. وتم التوسع في نطاق تشغيل شبكة الترصد الصحي الإلكترونية لتشمل كافة المستشفيات وأغلب مرافق الرعاية الصحية الأولية، كما تم تعزيز أنشطة التطعيمات بين الحجاج ضد الأمراض التي يمكن توقيها باللقاحات مثل الإنفلونزا الموسمية، والحمى الشوكية المخية، وشلل الأطفال، والحمى الصفراء وغيرها من الأمراض.
وكان من ثمار التعاون المشترك بين وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إنشاء نظام إلكتروني للإنذار المبكر يقوم على ترصد المتلازمات والأحداث الصحية، ليكمل هذا النظام الإلكتروني النظام القائم. وقد تم تطبيق النظام الجديد في ثمانية مستشفيات و25 مرفقاً من مرافق الرعاية الصحية الأولية في المشاعر المقدسة. واستهدف هذا النظام اكتشاف التهديدات الصحية التي قد تفضي إلى فاشيات للأمراض أو تؤدي إلى حالات طوارئ تتعلق بالصحة العامة، وتنبيه السلطات الصحية كي تشرع في تطبيق الإجراءات الفعالة التي من شأنها الحد من التداعيات الصحية السلبية. وقد جرى تجريب هذا النظام الجديد ميدانياً في 25 مرفقاً من مرافق الرعاية الصحية الأولية في الأماكن المقدسة (مكة، والمدينة المنورة، ومنى، والمزدلفة، وعرفات).
وقد وفرت وزارة الصحة هذا العام خدمات صحية متخصصة وخدمات الرعاية الصحية الأولية لأكثر من مليوني حاج، بالإضافة إلى 25 مستشفى، و18 مركز استقبال متطوراً، و155 مركز رعاية صحية أولية و180 سيارة إسعاف ومستشفى ميداني متنقل موزعة على مختلف الأماكن المقدسة.
ونفذت وزارة الصحة أنشطة فعالة للإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية، فتم بث رسائل صحية رئيسية بلغات متعددة حول سبل الوقاية من ضربات الشمس، كما تم تنفيذ إجراءات للحد من الآثار المترتبة على الإجهاد الحراري.
ووفقاً لبيانات الترصد المبدئي، لم تسجل أية فاشيات للأمراض أو أحداث قد تشكل شاغلاً من شواغل الصحة خلال موسم الحج هذا العام .فلم يسجل وقوع حالات إصابة بالكوليرا أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية أو غيرهما من الأمراض المعدية بين الحجاج. وتظهر المعلومات المتاحة عن المشكلات الصحية التي تسببها الحرارة انخفاضاً في عدد حالات الإصابة بالإجهاد الحراري بنسبة 12٪ عن العدد المسجل في العام الماضي. وقد تم إعداد الخدمات الصحية إعداداً جيداً وتوفير المعالجة العاجلة لمن يحتاجون إليها. كما انخفضت هذا العام حالات المراضة والوفيات التي تسببها الإنفلونزا الموسمية مقارنة بالأعوام الماضية.
ويود المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أن يعرب عن أسمى آيات التقدير للسلطات الصحية في المملكة العربية السعودية على ما نفذته من استعدادات للوقاية من أي تهديدات للصحة العامة خلال موسم الحج لهذا العام والحد من الآثار المترتبة عليها.