وتأتي حمص بين أكثر المدن السورية تأثراً بالفاشية مع وجود عدد من المواقع بداخل المدينة وحولها تتنازع عليها الحكومة وجماعات المعارضة المسلحة. ويبلغ عدد سكان محافظة حمص الكبرى 1,8 مليون نسمة وتستضيف فوق ذلك 500 ألف من الأشخاص النازحين عن ديارهم. وتشير التقديرات إلى احتياج 40% من هذا العدد إلى مساعدات إنسانية..
وكانت جولة التلقيح الأخيرة ضد شلل الأطفال خلال شهر كانون الثاني/يناير المنقضي قد وصلت لما يزيد على 164 ألف طفل بمحافظة حمص. وتقول الدكتورة هالة بدوي من مكتب منظمة الصحة العالمية بحمص: "تمكنا بالأمس من تلقيح ما يزيد على 28 ألف طفل، ونأمل أننا بنهاية الأسبوع سوف نصل لعدد من الأطفال يتجاوز العدد الذي وصلنا إليه في الجولات السابقة"، مضيفة أن التلقيح لم يجر في ثلاث بلديات في المحافظة نظراً لتعذر الوصول إليها.
إنجازات مهمة
تفيد النتائج الأولية المأخوذة من الجولة الأخيرة من حملة التلقيح التي أجريت في شهر كانون الثاني/يناير حصول 2,5 مليون طفل على لقاح شلل الأطفال في سورية، وهو ما يزيد عن عدد الأطفال الذين حصلوا على اللقاح في أي وقت خلال العامين الماضيين. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية واليونيسف بوضوح إلى أن التغطية بأنشطة التلقيح كانت قد انخفضت من 90% عام 2010 إلى أقل من 70% عام 2012 في شتى أرجاء البلاد.
وبرغم هذا، فلم يزل هناك بعض الأطفال الذين يتعذر الوصول إليهم، ومنهم من يعيش بالمجتمعات المحاصرة، وهو الأمر الذي يتطلب مزيداً من الجهد لضمان إتاحة اللقاحات في شتى أنحاء سورية حتى يتسنى حصول جميع الأطفال السوريين على اللقاح..
ويقول الدكتور بروس أيلورد، المدير العام المساعد لمنظمة الصحة العالمة لشلل الأطفال وحالات الطوارئ: "ونحن في منتصف الطريق نحو الاستجابة لفاشية شلل الأطفال في سوريا، يشهد كثير من المؤشرات الهامة ببرنامج شلل الأطفال تحسناً، ولا سيما فيما يتعلق بإتاحة اللقاح، والتغطية، وأداء الترصد"..
وكان وزراء الصحة من مختلف بلدان الإقليم، عقب تأكيد اندلاع فاشية شلل الأطفال، قد أعلنوا شلل الأطفال حالة طارئة إقليمية في الصحة العمومية في الثلاثين من تشرين الأول/أكتوبر، وصاحب ذلك إعداد خطة استراتيجية متعددة البلدان للتعامل مع الفاشية تهدف إلى الوصول إلى ما يزيد على 23 مليون طفل لمرات متعددة عبر سبعة بلدان، وهي الاستجابة الأكبر على الإطلاق بأنشطة التمنيع في منطقة الشرق الأوسط.
روابط ذات صلة
اقرأ مجلة لانست حول استجابة منظمة الصحة العالمية لأزمة شلل الأطفال في سورية