12 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، القاهرة - يُعدُّ تدخين السيجارة الإلكترونية مدخلًا إلى التدخين. وتُظهِر البيانات أن الذين يدخنون السيجارة الإلكترونية يكونون أكثر عرضة بمقدار خمسة أضعاف لأن يصبحوا من مدخني السجائر الاعتيادية، وهي العادة التي تحصد حياة فرد كل أربع ثوانٍ.
وتستخدم دوائر صناعة التبغ استراتيجيات جديدة لتعزيز مبيعاتها المُقدَّرة بمليارات الدولارات. فهي تغمر الأسواق في جميع أنحاء العالم بمنتجات النيكوتين والتبغ الجديدة والمستجدة التي تبيعها على أنها «خالية من دخان التبغ» و«أقل ضررًا» و«أنظف» و«أكثر أمانًا» من نظيراتها التقليدية، وتزعم أنه يمكن استخدامها كوسائل فعالة للإقلاع عن التدخين.
وقد أتاح اجتماع جانبي -عنوانه: تقرير عن أحدث البيانات عن منتجات التبغ والنيكوتين المستجدة- عُقد خلال الدورة التاسعة والستين للَّجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الفرصة لبلدان الإقليم لتحديد طرق تنظيم تلك المنتجات، والاتفاق بشأنها، استنادًا إلى أفضل الممارسات الدولية وتوصيات مؤتمر الأطراف في اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ.
وفي حين تستخدم تلك الصناعة مفهومَي «الحد من الضرر» و«البدائل الأوفر صحةً للتدخين» لتبرير دخول هذه المنتجات من النيكوتين والتبغ، الجديدة والمستجدة، إلى الأسواق الوطنية على نحو لا يخضع للتنظيم، فإن الحقيقة هي أن تلك المنتجات تحتوي عادة على النيكوتين وغيره من المواد السامة التي يمكن أن يكون لها آثار ضارة على نماء الدماغ، فضلًا عن عواقب أخرى طويلة الأجل، لا سيَّما للأطفال والمراهقين.
إغراق الإقليم
تحاكي تلك المنتجاتُ الجديدة استخدامَ السجائر التقليدية، وهو ما يعزز نمطًا سلوكيًّا يمكن أن يعرقل أولئك الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين عن فعل ذلك بنجاح. بل قد تؤدي تلك المنتجات إلى إقبال غير المدخنين، خاصة الأطفال والمراهقين، على تدخين السجائر التقليدية.
وفي إقليم شرق المتوسط، هناك بلد واحد وحسب يوشك على تحقيق الغاية المتمثلة في خفض تعاطي التبغ بنسبة 30% بحلول عام 2025. ولن يتسنَّى لبلدان أخرى سوى تحقيق انخفاض طفيف في نسبة تعاطي التبغ، بل قد تشهد ارتفاع النسبة، لا سيَّما مع إغراق الإقليم بمنتجات النيكوتين والتبغ الجديدة والمستجدة.
وفي مواجهة الضغوط المتزايدة من جانب دوائر صناعة التبغ للسماح بدخول مثل تلك المنتجات إلى الأسواق على نحو لا يخضع للتنظيم، بات من الأهمية بمكان توسيع نطاق جهود مكافحة التبغ، وخاصة في ظل الحقيقة القائلة بوصول معدل التدخين إلى أكثر من 15% في صفوف الشباب في بعض بلدان الإقليم.
وتحتاج البُلدان إلى النظر في تطبيق التدابير التنظيمية، استنادًا إلى أفضل الممارسات الدولية وتوصيات مؤتمر الأطراف في اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، لحظر أو تقييد تصنيع منتجات النيكوتين والتبغ الجديدة والمستجدة، واستيرادها، وتوزيعها، وعرضها، وبيعها.