تحتفل البُلدان، في جميع أرجاء العالم كل عامٍ، باليوم العالمي للمتبرعين بالدم في 14 حزيران/ يونيو. وتُركِّز حملة هذا العام على المرضى الذين يحتاجون طوال حياتهم إلى نقل دم أو بروتينات البلازما. وهذه الحملة تسلط الضوء على الدور الذي يمكن أن يؤديه كل شخص، من خلال منح الهدية الثمينة المتمثلة في الدم أو البلازما بانتظام، لضمان وجود إمدادات مأمونة ومستدامة من الدم ومنتجاته لجميع المحتاجين إليه.
فالحصول على إمدادات الدم المضمونة بفضل التبرع الطوعي دون مقابل أمرٌ بالغ الأهمية لجميع المرضى، ومنهم مرضى كثيرون يحتاجون إلى نقل دم بانتظام طوال حياتهم لعلاج أمراض مثل فقر الدم المنجلي والثَّلاسيمِيَّة. وفي بعض بلدان إقليمنا، يُستخدم أكثر من نصف تبرعات الدم لمرضى الثَّلاسيمِيَّة. والتبرع الطوعي بالبلازما بلا مقابل له دورٌ مهم أيضًا في دعم المرضى المصابين بمجموعة متنوعة من الحالات المرضية الطويلة الأمد، مثل الناعور ونقص المناعة.
ولكنَّ خدمات الإمداد بالدم في العديد من بلدان الإقليم تواجه تحديًا في توفير كميات كافية من الدم، مع ضمان جودتها ومأمونيتها . ويؤثر نقص إتاحة الدم المأمون ومنتجاته المأمونة على جميع المرضى، ومنهم المرضى الذين يحتاجون إلى نقل دم بانتظام. وتوجد أيضًا حاجة إلى زيادة التبرع بالبلازما، لكي يُتاح للمرضى القدر الكافي من بروتينات البلازما المُنقذة للأرواح.
ووفقًا لإطارنا الاستراتيجي لمأمونية الدم وتوافره (2016-2025)، والرؤية الإقليمية المتمثلة في الصحة للجميع وبالجميع، أدعو جميع البلدان إلى تحسين إتاحة الدم وبروتينات البلازما في إطار التغطية الصحية الشاملة. فيجب على البلدان: توفير الموارد الكافية وإرساء النُّظُم والبنية الأساسية اللازمة لزيادة عمليات جمع الدم والبلازما من المتبرعين بهما طوعًا وبانتظام وبلا مقابل؛ وتقديم رعاية عالية الجودة للمتبرعين؛ وتعزيز الاستخدام السريري الملائم للدم؛ ووضع نُظُم للرقابة والترصد في جميع مراحل سلسلة الإمداد بالدم والبلازما واستخدامهما السريري.
إن كلَّ تبرع بالدم أو البلازما هديةٌ ثمينة مُنقذة للأرواح، والتبرع الطوعي المنتظم دون مقابل أمرٌ لا غنى عنه لتوفير إمدادات مأمونة ومستدامة من الدم والبلازما بوصفها جزءًا لا يتجزأ من تقديم الرعاية الصحية.
وتدعو منظمة الصحة العالمية جميع بلدان الإقليم إلى الاحتفاء بهذا اليوم المهم والاستفادة منه كفرصة للدعوة إلى التبرع الطوعي بالدم والبلازما، وإلى تشجيع الجميع، وخصوصًا الشباب الذين لم يتبرعوا بعدُ بالدم أو البلازما، على الشروع في التبرع. وفي الوقت ذاته، أودُّ أن أتوجه بالشكر لجميع الأشخاص الذين تبرعوا بالفعل بالدم والبلازما، وساهموا في جعل إتاحة الدم المأمون وبروتينات البلازما المأمونة حقيقةً واقعةً.
فمن فضلك، "تبرَّعْ بالدم والبلازما وكن سخيًّا في مشاركة الحياة".