16 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، الدوحة، قطر - تُعَدُّ الصحة النفسية أمرًا بالغ الأهمية للأفراد والمجتمعات والأمم لتحقيق إمكاناتهم الكاملة.
ويعيش في إقليم شرق المتوسط 40% من سكان العالم الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، كما يستضف الإقليم 55% من اللاجئين في العالم. وعلى مدار العقود السبعة الماضية، شهد كثيرٌ من بلدان الإقليم وأراضيه حروبًا وصراعات أهلية وكوارث طبيعية واضطرابات اقتصادية كان لها آثارٌ كبيرةُ على صحة سكانها وعافيتهم.
ويعاني معظم المتضررين من حالات الطوارئ من الضغوط التي تتجلى في القلق والحزن والتعب وسرعة الانفعال وغير ذلك. وفي حين سيشهد الكثيرون تحسنًا بمرور الوقت، إلا أنه من المرجح أن تتطور حالة نسبة كبيرة منهم - أكثر من شخص واحد من كل 5 أشخاص - إلى حالات صحة نفسية، منها الاكتئاب والفصام واضطراب التوتر التالي للصدمات واضطراب القلق، وسيواجه شخص واحد من كل 11 شخصًا اضطرابات نفسية شديدة بما يكفي لإضعاف قدرته على العمل في بيئات الأزمات.
وفي سياق الجهود المستمرة التي تبذلها منظمة الصحة العالمية لتحسين الصحة النفسية والعافية النفسية والاجتماعية، لا سيّما في حالات الطوارئ، فقد وضعت المنظمة أدلة وأدوات عملية لتعزيز الصحة النفسية وحمايتها والعناية بالأفراد والمجتمعات المحلية المحتاجة.
وقد وُضعت خطة عمل إقليمية، بالتشاور الوثيق مع الدول الأعضاء والشركاء، تهدف إلى تحسين الصحة النفسية والعافية النفسية والاجتماعية والحد من معاناة السكان في جميع مراحل حالات الطوارئ. وتتمثل أغراض خطة العمل الإقليمية فيما يلي:
دمج الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي في السياسات والخطط والأطر الوطنية، مع توفير التمويل الكافي والمستدام لها؛
تعزيز نُظُم الرعاية الصحية والاجتماعية لتقديم خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي على امتداد سلسلة الرعاية؛
زيادة تعزيز الصحة النفسية والوقاية من الاضطرابات النفسية والعصبية والإدمانيَّة؛
تمكين المجتمعات المحلية ذات التجارب المعيشة وإشراكها؛
تعزيز الرصد والتقييم للاسترشاد بهما في وضع وتنفيذ برامج الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي.
واستنادًا إلى الخبرات المكتسبة والبيّنات والممارسات الجيدة المتراكمة في بلدان إقليمنا وخارجه، تقترح خطة العمل الإقليمية غايات طموحة لتحقيق هذه الأهداف.
الدورة الحادية والسبعون للجنة الإقليمية لشـرق المتوسط مدعوَّة إلى اعتماد خطة العمل الإقليمية للصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في حالات الطوارئ للوفاء بالتزامنا المشترك نحو صحة بلا حدود.
لا صحة بدون الصحة النفسية.