10 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 - وقد نُقِل إلى الدول الأعضاء في الاجتماع التاسع للّجنة الفرعية الإقليمية المعنية باستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته في إقليم شرق المتوسط، والذي عُقد خلال الدورة السبعين للّجنة الإقليمية لشرق المتوسط، الضرورةَ المُلحةَ للقضاء على شلل الأطفال. ويتوطن فيروس شلل الأطفال البري في بلدين فقط في إقليم شرق المتوسط هما: أفغانستان وباكستان. ولا يوجد علاج لشلل الأطفال، وتقوم استراتيجية استئصاله على تطعيم كل طفل من خلال حملات تطعيم متعددة عالية الجودة.
وخلال الاجتماع، أعربت الدول الأعضاء وشركاء المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال عن تقديرهم للقيادة الحكيمة للدكتور أحمد المنظري في مجال استئصال شلل الأطفال خلال فترة عمله مديرًا إقليميًا لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. وتنتهي فترة ولاية الدكتور المنظري في كانون الثاني/ يناير 2024.
وقد حثَّ الدكتور المنظري، الذي كان له دورٌ محوريٌ في إنشاء اللجنة الفرعية الإقليمية وقيادتها، الدولَ الأعضاء على تقديم دعمها الكامل لجميع البلدان التي لا يزال انتشار المرض مستمرًا فيها. وقال الدكتور المنظري: «إن فيروس شلل الأطفال البري منتشرٌ الآن في أصغر حيِّز جغرافي على الإطلاق، الأمر الذي تحقق بمزيجٍ من التحسينات التي أُدخِلت على البرامج، والإرادة السياسية القوية، والعمل الشاق للغاية.» «ولا يمكننا أن ندع هذه الفرصة التاريخية دون أن نغتنمها.» «فالآن هو الوقت المناسب لنعمل بكل ما أوتينا من جهدٍ وقوة.»
وفي كلمتها، أشارت معالي الدكتورة حنان محمد الكواري، وزيرة الصحة العامة في قطر، والرئيسة المشاركة للّجنة الفرعية الإقليمية، إلى أن استئصال شلل الأطفال لن يتحقق إلا بالعمل الجماعي. وقالت: «إن الوضع الوبائي واضحٌ: هذا هو الوقت المناسب.» «فالفرصة متاحة الآن - ولن تظل هكذا إلى الأبد.» والاستفادة القصوى من هذه الفرصة ليست بمهمة أفغانستان وباكستان وحدهما؛ بل إن الإقليم كاملًا مسؤولٌ عن تقديم يد العون إليهما، ليتمكنا من التغلب على هذا المرض. ومتى يتحقق ذلك، فسنَشهد أخيرًا على خلوِّ إقليمنا من شلل الأطفال.»
وحث معالي الدكتور عبد الرحمن محمد العويس، الرئيس المشارك للجنة الفرعية الإقليمية ووزير الصحة ووقاية المجتمع بالإمارات العربية المتحدة، الدولَ الأعضاءَ على الاهتمام بقضية شلل الأطفال بعيدًا عن السياسة لإنجاز هذه المهمة. «وعلينا ألا نتردد في: دعوة جميع الأطراف المعْنِيَّة لمناصرة الوصول إلى جميع الأطفال. واكتشاف سريان المرض أينما كان. وتنفيذ حملات تطعيم عالية الجودة باستمرار.»
وقد أشاد الدكتور كريس إلياس، رئيس مجلس مراقبة شلل الأطفال التابع للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال ورئيس التنمية العالمية في مؤسسة بيل وميليندا غيتس، الذي حضر الاجتماع، بنقاط القوة التي تتمتع بها اللجنة الفرعية الإقليمية في الدعوة إلى حماية الأطفال في جميع أنحاء الإقليم.
وقال الدكتور إلياس: "لا يمكن لأي بلد أو شريك أن يحل مشكلة استئصال شلل الأطفال بمفرده." "إن اللجنة الفرعية الإقليمية منتدى مهم للاطلاع على التقدم المُحرَز والتحديات التي تواجه المرحلة الأخيرة من استئصال شلل الأطفال، ولاستعراض أداء بعضنا البعض من أجل القضاء على شلل الأطفال إلى الأبد. ومن دواعي سروري أن أكون في القاهرة هذا الأسبوع لأشارك في هذه المحادثات التي تركز على الحلول، وأعلم أننا سوف نقضي معًا على شلل الأطفال."
التحديث التقني يسمح بالتفاؤل الحذر
بعد الجهود المتواصلة في أفغانستان وباكستان، ليس لدى كل بلد سوى مجموعة جينية واحدة من فيروسات شلل الأطفال البري المنتشرة، وذلك حتى تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأشار الدكتور حامد جعفري، مدير برنامج استئصال شلل الأطفال في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، في تحديثه التقني إلى أن 16 مجموعة من فيروسات شلل الأطفال كانت تنتشر في البلدين في عام 2020.
ويتواصل تعزيز الترصُّد في جميع أنحاء الإقليم. ويساعد توسيع نطاق الترصُّد البيئي على تعزيز قدرة برنامج شلل الأطفال على اكتشاف الفيروس - أينما كان مختبئًا - والتصدي له بقوة في الوقت المناسب. وقال الدكتور جعفري: "إن الفحص المستمر لنظام الترصد، بوسائل تشمل المراجعات الخارجية، قد مَكّن البرنامج من الحفاظ على هذه الحساسية وتصحيح المسار بسرعة، حسب الحاجة".
وفي عام 2023، رحب برنامج شلل الأطفال بإجراء استعراضات مستقلة صارمة من هيئات الرصد الخارجية مثل المجلس المستقل للرصد، والفريق الاستشاري التقني لأفغانستان وباكستان. وقد قدَّم كلٌ منهما توصيات للمساعدة في صقل جهود استئصال شلل الأطفال وتحسينها.
وفي حين أشار الدكتور جعفري إلى التحديات الكبيرة التي لا تزال تحول دون خلوّ العالم من شلل الأطفال، فقد أعرب عن تفاؤله الحذِر إزاء قدرة البرنامج على وقف انتقال الفيروس. كما أشار إلى العلامات الوبائية المبشرة، وقدرة البرنامج على الصمود، والالتزام السياسي بالقضاء على شلل الأطفال في كلا البلدين اللذين يتوطنهما المرض.
الدَفعة الأخيرة للقضاء على شلل الأطفال
حضر الاجتماعَ ممثلون عن الدول الأعضاء من جميع أنحاء الإقليم، وقد أشاد الكثيرون في ملاحظاتهم بدور الدكتور المنظري في الدعوة إلى برنامج عمل لمكافحة شلل الأطفال.
وتُردّد هذه الآراء رسائل فيديو مُسجلة من شركاء المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال ومن المديرين الإقليميين للمكاتب الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. وتطرقت هذه الرسائل أيضًا إلى الدعم المتجدد من الكيانات للدول الأعضاء في الإقليم ونحن نقترب من مستقبلٍ خالٍ من شلل الأطفال.
ووافقت الدول الأعضاء في هذه الدورة على التركيز خلال الفترة المتبقية من عام 2023 وحتى عام 2024 على العمل من أجل:
الإبقاء على الالتزامات الإقليمية والوطنية لوقف شلل الأطفال المتوطن وزيادة التركيز عليها؛
تعزيز تولي مقاليد الأمور على الصعيد الوطني بشأن عملية الانتقال في مجال شلل الأطفال؛
دعم خطة عمل لإيصال اللقاحات إلى الأطفال في اليمن لحمايتهم من الفاشيات المُنهكة والمستمرة لفيروس شلل الأطفال والحصبة والدفتريا.
وأشار المجلس المستقل للرصد في تقريره الصادر في أيلول/ سبتمبر 2023، والذي تناول المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال بالفحص الدقيق، إلى أن اللجنة الفرعية قد أدّت دورًا حيويًا في ضمان المسؤولية الجمعية بشأن أولوية القضاء على شلل الأطفال في البلدان الموطونة والبلدان التي تشهد فاشيات هذا المرض في الإقليم. وتمنّى الدكتور المنظري، المدير الإقليمي المنتهية ولايته، للجنة الفرعية الإقليمية النجاح في طي صفحة استئصال شلل الأطفال تحت قيادة الرئيسين المشاركين، وبدعمٍ من المدير الإقليمي المقبل.
وقال الدكتور المنظري: «لقد ناصَرَ أعضاءُ هذه اللجنة الفرعية قضية استئصال شلل الأطفال بنشاطٍ على جميع المستويات. وأدى الرئيسان المشاركان دورًا محوريًّا بحق في جمع التمويل للبلدان التي يتوطن فيها شلل الأطفال وعقد الحوار الصحي الذي تشتد الحاجة إليه.» «ويحدوني الأملُ حقًّا في أن تواصل هذه اللجنة الفرعية الإقليمية إيجاد طرق فعالة لمناصرة وصول اللقاحات إلى جميع الأطفال، وألَّا تترك سبيلًا إلى هذه الغاية ونحن قاب قوسين أو أدنى من القضاء على شلل الأطفال.»