15 تشرين الأول/ أكتوبر 2024-عُقِد الاجتماع الثاني عشر للجنة الفرعية الإقليمية المعنية باستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته خلال الدورة الحادية والسبعين للّجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، ويمثل ذلك خطوة حاسمة أخرى في سعي الإقليم نحو مستقبلٍ خالٍ من شلل الأطفال. وقد شهدت الجلسة مشاركة قوية، مع عدد كبير من التدخلات من الدول الأعضاء وأعضاء اللجنة الفرعية الإقليمية، إذ سلط كلٌ منهم الضوءَ على جهوده الفردية والجماعية لاستئصال شلل الأطفال وضمان القضاء عليه بشكل دائم.
وخلال الجلسة، أقر المشاركون بأنه على الرغم من إحراز تقدم كبير في مكافحة شلل الأطفال، فإن العديد من التحديات المستمرة لا تزال تعيق تحقيق هدف استئصال شلل الأطفال. ولا تزال العقبات الرئيسية تشمل تعذُّر الوصول إلى بعض المناطق، والتحركات السكانية الواسعة، وتدني جودة الحملات في بعض المناطق إلى دون المستوى الأمثل، والإرهاق المجتمعي، والخطر المستمر لانعدام الأمن والصراعات. وقد حالت هذه القضايا دون وصول العاملين الصحيين إلى كل طفل باللقاحات المنقذة للحياة، لا سيما في المناطق المتضررة بالنزاعات والمناطق التي يصعب الوصول إليها في جميع أنحاء الإقليم.
وفي بيان أُدلي به نيابةً عن الرئيس المشارك للجنة الفرعية الإقليمية المعنية باستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته، ورئيسة جلسة شلل الأطفال الدكتورة حنان الكواري، أشار أحد أعضاء الوفود من قطر إلى أنه على الرغم من الانتكاسات، فقد أظهرت البرامج في أفغانستان وباكستان القدرة على الصمود، والتكييف المستمر، والاستجابة للسياقات المعقدة للغاية التي تعمل داخلها.
وقال الدكتور صالح المري: «تُذكِّرنا هذه الاتجاهات الوبائية بأن الرحلة نحو استئصال شلل الأطفال ليست طريقًا ممهدًا، ولهذا يجب أن نجتمع على التصدي سريعًا لأي ثغرات في الترصد والتغطية بالتطعيم وأساليب الحملات وجودتها»
وكان هناك خلال الجلسة التزامٌ واضحٌ لا يتزعزع من الدول الأعضاء والمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال للمُضي قُدُمًا. وأدلى الدكتور كريس إلياس، رئيس مجلس مراقبة شلل الأطفال، ببيان نيابة عن شركاء المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، معربًا عن تقديره لكل من الإنجازات والكفاح المستمر داخل الإقليم. وأشاد بالجهود الدؤوبة التي يبذلها الإقليم لاحتواء الفاشيات، لكنه أكَّد على أنه لا يزال هناك الكثير من العمل، لا سيّما في مواجهة حالات شلل الأطفال الجديدة والعقبات التي يفرضها الصراع وعدم الاستقرار.
«على الرغم من الاتجاهات الحافلة بالتحديات في مجال الخصائص الوبائية لشلل الأطفال، إلا أنه ما زال يحدوني الأمل. ومن الضروري الآن أن تجتمع جميع الدول الأعضاء لتجديد التزاماتها ومناقشة الأساليب الرامية إلى القضاء على شلل الأطفال، حتى لا يعاني أي طفل من العواقب المدمرة لهذا المرض. وإنني على ثقة بأننا معًا نستطيع القضاء على شلل الأطفال إلى الأبد».
وقد أبرزت المناقشات أهمية استمرار التركيز على استئصال شلل الأطفال، حتى في الوقت الذي يواجه فيه الإقليم تحديات صحية مُلحّة أخرى. وأكدت الدول الأعضاء مجددًا التزامها بالرؤية المتمثلة في عالمٍ خالٍ من شلل الأطفال، إدراكًا منها أنها قد حافظت على التركيز السياسي والاستثمار والتعاون على جميع الجبهات.
واختتمت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الجلسة بدعوة الدول الأعضاء إلى التفكيرِ مليًا فيما يمكنها عمله لدفع عجلة استئصال شلل الأطفال، ومضاعفة جهودها والتزاماتها.
وقالت الدكتورة حنان بلخي: "يجب أن نواصل العمل على وجه السرعة، وأن نضمن وصول هذا الإلحاح والالتزام إلى العاملين في الخطوط الأمامية الذين يمثلون عملنا، والمجتمعات المحلية التي تتطلع إلينا من أجل صحة أفضل وحياة أكمل وأكثر إنتاجية".
وكانت الرسالة الجماعية واضحة: إن شلل الأطفال يمكن، بل يجب، استئصاله في إقليم شرق المتوسط، ويجب الحفاظ على الوظائف الأساسية التي تدعم هذا الهدف لضمان النجاح الدائمٍ لهذه المهمة التاريخية للصحة العامة في العالم.
وفي الدورة الحادية والسبعين للّجنة الإقليمية، أطلق برنامج استئصال شلل الأطفال حملة دعوة إقليمية لتسليط الضوء على الإجراءات التي تتخذها الدول الأعضاء لتسريع وتيرة التقدم نحو استئصال شلل الأطفال. وتعرض حملة: "متحدون للقضاء على شلل الأطفال: إظهار التضامن الإقليمي من أجل عالمٍ خالٍ من شلل الأطفال» قصص نجاح من جميع أنحاء الإقليم. وسيجري نشر قصص النجاح خلال اللجنة الإقليمية في معرض شلل الأطفال وفي احتفالات اليوم العالمي لشلل الأطفال بالبرنامج، وهناك خطط للعمل مع الدول الأعضاء العام المقبل لتسليط الضوء على الخطوات الجريئة التي تتخذها لجعل شلل الأطفال ذكرى من الماضي.