13 تشرين الأول/أكتوبر 2021، القاهرة - استأنفت الدورة الثامنة والستون للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط جلساتها اليوم وتناولت فيها قضايا الصحة العامة الأكثر إلحاحًا في الإقليم من خلال تقديم ورقات تقنية وإجراء حلقات نقاش.
وأبرزت الورقات التقنية الثلاث التي تناولتها جلسات اليوم الشواغل الصحية الرئيسية، واقترحت استراتيجية للترصُّد المتكامل للأمراض، وخارطة طريق بشأن كيفية بناء مجتمعات قادرة على الصمود من أجل صحة وعافية أفضل؛ واستراتيجية لمواجهة التحدِّي الإقليمي الذي يفرضه داء السكري في مجال الصحة العامة.
وقد بدأت جلسات صباح اليوم بعرض حول مُقترح باستراتيجية إقليمية للترصُّد المتكامل للأمراض تهدف إلى التغلب على تجزؤ البيانات، وتعزيز نُظُم الترصُّد عبر البرامج الخاصة بأمراض محددة، من خلال استخدام منصة رقمية. ورغم أن هذا الموضوع قد عولج في دورات سابقة، فقد أكدت الجائحة على أهميته البالغة والحاجة الملحة إلى تنفيذ الاستراتيجية الرامية إلى إطلاق المنصة الرقمية بحلول عام 2025.
ويأتي في صميم موضوع هذا العام، خارطة الطريق التي اقترحتها الورقة التقنية الثانية من أجل تعزيز المشاركة المجتمعية والقدرة على الصمود. وسلَّطت المناقشة الضوء على أهمية المشاركة المجتمعية بُغْيَة تقديم تدخلات أكثر فعالية في مجال الصحة العامة، والحاجة إلى إنشاء هياكل واضحة للحوكمة من أجل تمكين المجتمعات المحلية من خلال اتباع نهج متعدد القطاعات. وقد اتُفِق على أن إشراك المجتمعات المحلية عملية ذات اتجاهين تحقق نجاحًا أفضل بمشاركة كلٍ من المجتمعات المحلية والحكومة مشاركة كاملة.
ورغم إثقال كاهل النُظُم الصحية خلال العامين الماضيين وتحويل التركيز عن الشواغل الصحية الخطيرة بسبب جائحة كوفيد-19، فقد خُصصت ورقة لتسليط الضوء على العبء الكبير الذي ينوء به الإقليم من داء السكري وعوامل الخطر المرتبطة به والمضاعفات المسبِّبة للإعاقة. إذ يوجد في إقليم شرق المتوسط أعلى معدلات إصابة بالسكري في العالم، الذي يؤدي سوء التدبير العلاجي السريري له إلى مضاعفات كبرى، منها العمى والفشل الكلوي وبتر الأطراف. ويمكن أن يؤثر تحسين التدبير العلاجي لداء السكري تأثيرًا كبيرًا على انخفاض معدلات الوفيات المبكرة بالمرض. وللوقاية من السكري ومكافحته بشكل أفضل، اقترحت الورقة على الدول الأعضاء اعتماد إطار إقليمي شامل، وتكييفه وفقًا لسياق البلدان.
ونظرًا لصلة هذا الموضوع الوثيقة بموضوع الدورة، فقد استُكمل جدول الأعمال التقني بحلقتي نقاش دعت كلٍ منهما القادة الرفيعي المستوى في مجال الصحة العامة إلى تبادُل خبراتهم الثرية. وتهدف حلقة النقاش الأولى بعنوان - "رسم ملامح مستقبل النُظُم الصحية في إقليم شرق المتوسط: النهوض بالهدفين المزدوجين المتمثلين في التغطية الصحية الشاملة والأمن الصحي" - إلى مناقشة النُهُج الرامية إلى بناء نُظُم صحية قادرة على الصمود في الإقليم. كما ألقى أعضاء حلقة النقاش الضوء على السياسات والإجراءات التي تحتاج إليها الدول الأعضاء والمنظمة وسائر شركاء التنمية من أجل رسم ملامح مستقبل النُظُم الصحية في الإقليم بُغْيَة النهوض بالتغطية الصحية الشاملة والأمن الصحي على حدٍ سواء.
أما حلقة النقاش الثانية بعنوان - "إعادة البناء على نحوٍ أكثر عدلًا: تحقيق الإنصاف الصحي في إقليم شرق المتوسط" - فتجذب الانتباه إلى الحاجة الماسة إلى معالجة الإجحاف الواسع النطاق في مجالي الصحة والتنمية داخل بلدان الإقليم وفيما بينها، الذي تفاقم بسبب جائحة كوفيد-19. وكان الهدف من المناقشة إحاطة المشاركين في اللجنة الإقليمية بالنتائج والتوصيات التي خرجت بها اللجنة المعنية بالمحددات الاجتماعية للصحة في إقليم شرق المتوسط؛ وتشجيع تحديد أولويات الإجراءات المسندة بالبيِّنات للحد من الإجحاف الصحي في الإقليم؛ ومناقشة تفعيل توصيات اللجنة.
وستختتم اللجنة الإقليمية أعمالها غدًا بإجراء استعراض واعتماد قرارات بشأن القضايا ذات الأولوية التي ناقشتها اللجنة الإقليمية في دورتها الثامنة والستين.
لمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع
السيدة منى ياسين
WhatsApp: +201006019284