12 آب/أغسطس 2020 - أشكركم على الانضمام إلينا في هذا المؤتمر الصحفي الإقليمي حول الوضع الصحي والاستجابة لانفجار بيروت. ونعرب، من جديد، عن عميق تعاطفنا مع أولئك الذين فقدوا أحبائهم، ومع المصابين.
فلا يزال الناس في بيروت وفي جميع أرجاء لبنان يعانون من تأثير الانفجار الذي، ومن دون مبالغة، قطَّع أوصالَ المجتمعات، ودمَّر المنازلَ والمستشفيات، وأتى على البنية التحتية. وسبَّب جراحاً غائرة لشعبٍ لا يزال متأثراً بسنواتٍ من الحرب الأهلية وأزمة اقتصادية، وعبء اللاجئين الذي طال أمده، وجائحة كوفيد-19 الفتاكة.
وبعد أسبوع على الانفجار، لا تزال منظمة الصحة العالمية تشعر بالقلق إزاء صحة وعافية الأشخاص الذين أُصيبوا أو فقدوا أحبائهم أو غدوا بلا مأوى.
ويتوقَّع أن يستغرقَ التعافي من الأثر النفسي الذي خلَّفه الانفجار وقتاً أطول بكثير.
ويساورنا القلق أيضاً إزاء الحالة العامة للنظام الصحي والقوى العاملة الصحية في لبنان - التي كانت ترزحُ بالفعل تحت ضغطٍ شديدٍ. لقد فقد لبنان الآن القدرة الكاملة لثلاثة مستشفيات، وتعمل ثلاثة مستشفيات أخرى بطاقة جزئية بالإضافة إلى تضرر الكثير من العيادات الصحية، وخسر أطناناً من الإمدادات الطبية.
ونحن قلقون بشكل خاص إزاء عودة كوفيد-19 في لبنان، الذي بات يشهد تزايداً في حالات الإصابة بهذا المرض حتى قبل الانفجار. وإننا ملتزمون بمواصلة استجابتنا لكوفيد-19 في جميع أنحاء لبنان، وندعو الشعب اللبناني إلى الحفاظ على الزخم في جهوده لاحتواء انتقال هذا المرض. وهو أمر أكثر صعوبة من أي وقت مضى في ظل السياق الحالي.
وفي سبيل تلبية الاحتياجات العاجلة، وزَّعت المنظمة في غضون 24 ساعة عقب الانفجار مستلزمات علاج الإصابات الشديدة والمستلزمات الجراحية الكافية لتلبية احتياجات 2000 مريض. وقمنا بالأمس واليوم بشحن ما يقرُب من 25 طناً من معدات الوقاية الشخصية لدعم الاستجابة لكوفيد-19 وتعويض الإمدادات الإنسانية التي دمرها الانفجار.
كما نعمل عن كثب مع السلطات الوطنية لتعزيز رعاية الإصابات الحرجة، وتنسيق إجراء التقييمات وتقديم الاستجابة، والتخفيف من أثر جائحة كوفيد-19، وتلبية الاحتياجات النفسية والاجتماعية، وتسهيل استعادة المرافق الصحية المتضررة عافيتَها في القريب العاجل.
وقد أطلقنا نداءً للحصول على 76 مليون دولار أمريكي، ونطالب المجتمع الدولي أن يدعم الشعب اللبناني ويتضامن معه. وقد لمسنا تضامناً إقليمياً وعالمياً لافتاً حيث أرسلت البلدان الإمدادات بهدف الاستجابة الفعالة والسريعة للحادث، وتعهدت بتقديم الدعم المالي.
وبينما نعمل مع الشركاء على الأرض لتلبية الاحتياجات الصحية، تُدهِشُنا مرة أخرى قدرةُ الشعب اللبناني على الصمود.
فعلى الرغم من معاناتهم في مواجهة الطوارئ الواحدة تلو الأخرى، التأمت المجتمعات معاً على نحو لم يسبق له مثيل وأظهرت تضامناً ملحوظاً وعزماً قوياً على التعافي من هذا الحدث المأساوي.
وتزامناً مع اليوم العالمي للشباب، أود أن أشيد بالجهود التي يبذلها الشباب في جميع أنحاء لبنان، فقد أثبتوا اليوم جدارتهم، وأظهروا الفرق الذي في وسعهم أن يحدثوه في إعادة بناء بلدهم.
وعلينا الآن أن نعمل معاً لدعم الشعب اللبناني وتأمين الاحتياجات الصحية الأساسية.
ومعي اليوم من بيروت الدكتورة إيمان الشنقيطي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان، والدكتور ريتشارد برينان، مدير برنامج الطوارئ الإقليمي اللذان سيساعدان في الإجابة على أسئلتكم بشأن عمل المنظمة في بيروت.
إن رسالة المنظمة في لبنان جلية وواضحة: دعم الاستجابة الصحية للانفجار، ومكافحة جائحة كوفيد-19، والحفاظ على استمرارية جميع الخدمات الصحية الأساسية الأخرى، وضمان أن يستعيد النظام الصحي عافيته وأن يكون قادراً على تقديم الخدمات اللازمة.
ولا يمكننا تحقيق هذه الأهداف إلا بالتعاون مع السلطات الوطنية وشركائنا على الأرض والمانحين الدوليين، والأهم من ذلك، بدعم من الشعب اللبناني نفسه.
الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج، المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، منظمة الصحة العالمية