إطلاق الإطار الإقليمي لشرق المتوسط لتعزيز التمنيع

إطلاق الإطار الإقليمي لشرق المتوسط لتعزيز التمنيع

15 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، الدوحة، قطر – اللقاحات تُنقذ أرواح أكثر من 4 ملايين شخص كل عام. واعترافًا بدورها الحاسم، اعتمدت جمعية الصحة العالمية الثالثة والسبعون في آب/ أغسطس 2020 خطة التمنيع لعام 2030. وتهدف هذه المبادرة العالمية إلى تعزيز جهود التمنيع داخل نُظُم الرعاية الصحية الأولية.

ولا يزال الحصول على اللقاحات الأساسية مسألة مُلحة: وفي الإقليم، لا يحصل طفلٌ من بين كل أربعة طفال على لقاحات المكورات الرئوية والفيروسات العَجَلية، ويقيم معظمهم في البلدان المتوسطة الدخل. ومما يثير القلق أن 90% من المراهقات في الإقليم لا يحصلن على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، ويعيش 63% منهن في البلدان المؤهلة للحصول على دعم التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع.

كما يجب علينا توسيع نطاق التغطية بالتمنيع في جميع مراحل العمر. وتكتسي اللقاحات الجديدة التي تستهدف الفئات الشديدة التعرض للخطر، مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية وكبار السن، أهميةً حيويةً. ومع ذلك، فإن إنشاء منصات لإعطاء اللقاحات بعد مرحلة الطفولة - في أماكن مثل المدارس وأماكن العمل - لا يزال يمثل تحديًا كبيرًا أمام برامج التمنيع الوطنية.

وقد وضع المكتب الإقليمي إطارًا استراتيجيًا للتنفيذ من أجل تكييف خطة التمنيع لعام 2030 مع احتياجات إقليم شرق المتوسط. ويعكس إطار العمل أولويات الدول الأعضاء، نتيجة المشاورات الموسَّعة مع برامج التمنيع الوطنية، والفريق الاستشاري التقني الإقليمي المعني بالتمنيع، والشركاء والأطراف المعنية الرئيسية. ويشمل إطار العمل نظامًا شاملًا للرصد والتقييم سيتتبع التقدم الجماعي المُحرَز نحو تحقيق الأهداف الطموحة المحددة في خطة التمنيع لعام 2030.

وستطلق المديرة الإقليمية، الدكتورة حنان بلحي، هذا الإطار بحضور وزراء الصحة ووفود الدول الأعضاء، وذلك خلال حدث جانبي للدورة الحادية والسبعين للّجنة الإقليمية لشرق المتوسط.

ومن الأهمية بمكان تعزيز الالتزام السياسي وإذكاء الوعي بأهمية التمنيع إذا أردنا الحفاظ على الإنجازات الصحية والتأهُّب للجوائح في المستقبل.

وفي البلدان الهشة والمتضررة من النزاعات والضعيفة، تتعرض نظم الرعاية الصحية غالبًا لاضطرابات شديدة، ويؤثر ذلك تأثيرًا شديدًا على خدمات الرعاية الصحية الأولية والتمنيع. وأدت جائحة كوفيد-19 إلى تكثيف التحديات القائمة، مما أدى إلى تزايد فجوات المناعة. فخلال السنوات الخمس الماضية، لم يتلق 18.5 مليون طفل في الإقليم أي لقاح مضاد للحصبة. ومن بين هؤلاء، هناك 12.6 مليون طفلٍ لم يتلقوا التطعيم الكامل، مما يؤدي إلى اندلاع فاشيات متعددة للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.

ويُعدّ إطلاق الإطار الإقليمي لخطة التمنيع 2030 في اللجنة الإقليمية الحادية والسبعين خطوةً مهمةً نحو ضمان الالتزام السياسي. ولا غنى عن الاعتماد لإذكاء الوعي بالدور الحيوي للتمنيع في الحفاظ على إنجازات الصحة العامة وضمان التأهّب للجوائح في المستقبل.

‏وسيعمل الإطار، بدعمٍ من الدول الأعضاء، على تعزيز خدمات التمنيع في جميع أنحاء الإقليم، وإنقاذ الأرواح، وتحسين الحصائل الصحية للملايين‎.

وبينما نمضي قُدُمًا، يجب أن يظل التزامنا بالتمنيع راسخًا لا يتزعزع. ويعتمد مستقبل الصحة العامة في الإقليم على إجراءاتنا الجماعية في هذا الشأن. ومن خلال الجمع بين الحكومات ومهنيي الرعاية الصحية والشركاء والمجتمعات المحلية، يمكننا ضمان استمرار اللقاحات في حماية الفئات الأكثر ضعفًا بيننا.