8 آذار/ مارس 2022 - يحتفل العالم، في 8 آذار/ مارس من كل عام، باليوم الدولي للمرأة الذي يسلط الضوء على الإنجازات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية التي تحققها المرأة في كل مكان. ويهدف موضوع هذا العام «المساواة بين الجنسين اليوم من أجل غد مستدام» إلى الإقرار بمساهمة النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، اللائي يقدن الطريق نحو التكيُّف مع تغيُّر المناخ والتخفيف من آثاره والتصدي لها، من أجل بناء مستقبل أوفر صحة وأكثر مساواة واستدامة للجميع.
وفي هذه المناسبة، أشار الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، إلى الصلة الحاسمة بين النوع الاجتماعي والمناخ والصحة والمساهمة الأساسية للمرأة في تحويل خطة التنمية المستدامة لعام 2030 إلى حقيقة واقعة، لا سيما في ضوء التحديات العالمية مثل جائحة كوفيد -19 وتغيُّر المناخ.
وقال الدكتور أحمد المنظري: «تدعو رؤيتنا الإقليمية 2023 -الصحة للجميع وبالجميع- إلى اتخاذ إجراءات شاملة وتعاونية من قبل الجميع، لإحراز تقدُّم لبلوغ أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة، ومن دون مشاركة قوية للمرأة في المجالات الاقتصادية والسياسية والعامة، سيظل العالم بعيدًا عن تحقيق أهدافه».
وتُعَد أزمة المناخ وعدم المساواة بين الجنسين قضيتين أساسيتين في صميم أهداف التنمية المستدامة. ومع ذلك، فإننا نرى النساء يتعرضن للتبعات الأشد لأزمة المناخ، التي تفاقم أوجه عدم المساواة القائمة بين الجنسين، وتزيد المخاطرَ التي تواجهها النساء. وهن من بين أكثر الفئات تعرضًا للآثار الناجمة عن تغير المناخ، إذ يشكلِّن النسبة الكبرى من السكان الذين يعتمدون على الموارد الطبيعية المهددة بسبب مخاطر تغيُّر المناخ. ولذلك، ينبغي أن تسير الاستدامة والجهود المبذولة لتحقيق المساواة بين الجنسين جنبًا إلى جنب، فالنمو الاقتصادي والتنمية يعتمدان اعتمادًا حاسمًا على تمكين النساء والفتيات.
وأشارت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، إلى الدور المهم الذي تؤديه النساء في حماية مجتمعاتهن خلال جائحة كوفيد-19. وقالت: «إن العاملات في مجال الرعاية الصحية، في إقليمنا وفي جميع أنحاء العالم، ضربن أروع الأمثلة على التفاني والشجاعة والمهنية والقيادة في الاستجابة لكوفيد-19. وبينما كن في الخطوط الأمامية للاستجابة، واصلن في الوقت نفسه أداء أدوارهن، بوصفهن مقدمات للرعاية وقائدات داخل مجتمعاتهن. وتتحمل النساء عبئًا غير متناسب، وإننا فخورون برؤية النساء في إقليمنا يتولين أدوارًا قيادية في المجالات الصحية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ بيد أننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتمكين النساء والفتيات لضمان مستقبل أكثر استدامة للجميع».
وبينما نحتفل بالإسهامات الكبيرة للنساء والفتيات، ندعو البلدان إلى العمل الجماعي وتحمُّل المسؤولية المشتركة، حتى يكون اليوم الدولي للمرأة يومًا مؤثرًا في تحسين حياة النساء، وتمكينهن، وضمان مشاركتهن القوية وعلى قدم المساواة في صنع القرار لتحسين وضع الخطط المتصلة بالمناخ، ورسم السياسات، وتنفيذ تدابير فعالة لضمان التنمية المستدامة. ولن نستطيع المضي قدمًا نحو تحقيق السلام والازدهار للجميع إلا بالحد من أوجه عدم المساواة، التي تشمل الإجحاف القائم على النوع الاجتماعي. وتمكين النساء والفتيات هو الضمانة لمستقبل أفضل وأكثر استدامة، وعامل يسهم في تحقيق الرؤية الإقليمية «الصحة للجميع وبالجميع».