إربيل، 16 حزيران/يونيو، 2014 – تعمل منظمة الصحة العالمية مع الشركاء المحليين والدوليين في العراق للوفاء بالاحتياجات الصحية العاجلة للسكان المتضررين من الأزمة الحالية.
تدهورت الحالة الإنسانية في العراق تدهوراً هائلاً خلال الأيام القليلة الماضية، لا سيما في مناطق نينوى، ومحافظتي صلاح الدين وديالى. ويقدر أن أكثر من 500 ألف شخص قد فروا من ديارهم في الموصل والمناطق المحيطة بها. وأن ما يقدر بـ 100 ألف شخص قد دخلوا إلى إربيل وفر 200 ألف شخص إلى دهوك. وأن ما يقرب من 25 ألف شخص يبحثون عن المأوى في المدارس والمساجد في مدينة الموصل، مع عدم تمكنهم من الحصول على مياه للشرب، حيث إن محطة المياه الرئيسية في المنطقة قد تم تدميرها بالقصف، وتصل بلاغات عن نقص الغذاء. ومع استمرار القتال، هناك المزيد من مئات الآلاف من الأشخاص تقطعت بهم السبل في نقاط التفتيش بدون أمتعة ولا مال للسكن، أو الغذاء، أو الماء، أو الرعاية الطبية. والأرقام الدقيقة للخسائر البشرية غير متوفرة، لكنها تصل إلى المئات.
وتشعر منظمة الصحة العالمية بالقلق إزاء الحالة الصحية، التي من المتوقع أن تشهد تدهوراً نظراً لتزايد عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، والصعوبات في توجيه الموارد البشرية والنقل والإمداد من بغداد إلى المناطق المتضررة.
وتشتمل المخاطر الصحية الفورية والحرجة التي تثير قلق منظمة الصحة العالمية على انتشار الحصبة، وهو مرض متوطن في الموصل، ويمكن أن يؤدي إلى وقوع فاشيات، لا سيما في المناطق المكتظة التي يوجد فيها النازحون. كما أن انتشار شلل الأطفال يشكل خطراً كبيراً حيث تم الإبلاغ عن حالات جديدة في البلاد في مطلع العام الجاري نتيجة للأزمة في سوريا.
ولمراقبة فاشيات الأمراض، تم تعزيز نظام الإنذار والاستجابة المبكر في كردستان والموصل. وتطلق منظمة الصحة العالمية أيضا أنشطة تلقيح طارئة بشأن شلل الأطفال والحصبة للنازحين الداخليين بالتعاون مع مديريات الصحة في دهوك وأربيل.
ونظراً لتوقف خدمات المياه والصرف الصحي نتيجة للأزمة، هناك خطر متزايد للإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه، مثل الإسهال المائي الحاد، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة خلال أشهر الصيف القادمة. وهناك فريق من منظمة الصحة العالمية موجود حاليا في الميدان يجري تقييماً لخطر انتشار الأوبئة في المناطق المتضررة، ويتأكد من فعالية نظم الاستجابة السريعة واحتواء فاشيات الأمراض.
ووفقا للتقييم الأولي السريع للمرافق الصحية في الموصل، هناك ثلاثة من سبعة مستشفيات في المدينة تعمل جزئيا نظراً لافتقارها إلى الموارد البشرية والتمويل، بينما تعمل المستشفيات المتبقية بكامل طاقتها، بما في ذلك مستشفى طب أطفال ومستشفى جراحي. ومن أصل 40 من عيادات الرعاية الصحية الأولية في مدينة الموصل، تعمل 37 عيادة بكامل طاقتها من الموظفين مع وجود إمدادات الأدوية والمياه والكهرباء. ولكن مع استمرار الأزمة، قد يشكل وصول السكان إلى المرافق الصحية في الموصل تحدياً. وقد قامت منظمة الصحة العالمية بإرسال أحد خبراء الصحة العامة إلى الموصل للعمل مع الشركاء في مجال الصحة بغية تقييم الثغرات الصحية واحتياجات السكان المتضررين.
لضمان تقديم الرعاية المناسبة للإصابات والمرضى، تدعم منظمة الصحة العالمية مديرية الصحة في دهوك، وتقدم الإمدادات الطبية للعيادات المتنقلة وأيضا توفر المجموعات الصحية الطارئة المشتركة بين الوكالات والتي تحتوي على الأدوية واللوازم الطبية لـ 20 ألف شخص لمدة ثلاثة أشهر، وكذلك مجموعات علاج الصدمات لعلاج 200 شخص، ومستلزمات مكافحة أمراض الإسهال لعلاج 200 شخص مصابين بإسهال حاد أو 400 شخص مصابين بإسهال معتدل.
"لا يمكن الاستهانة بتأثير النزاع المسلح في الموصل والمناطق المجاورة على صحة السكان المتضررين. وهذه التطورات من المتوقع أن تسفر عن عواقب صحية حرجة" هكذا قال ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق الدكتور سيد جعفر حسين، وأضاف قائلاً: "إن الاستجابة للاحتياجات الصحية للمتضررين من الأزمة تتطلب اتخاذ إجراءات متضافرة الجهود من جميع الشركاء".
وسوف تركز منظمة الصحة العالمية في استجابتها للأزمة على: التنسيق بين الجهات الصحية، بما في ذلك السلطات الصحية المحلية، و "جمعية الهلال الأحمر العراقية" والمنظمات غير الحكومية؛ ورعاية الصدمات النفسية (بما في ذلك الصحة العقلية)؛ ومراقبة الفاشيات، وحماية المستشفيات والعاملين الصحيين؛ وضمان استمرار سلسلة توريد الأدوية واللوازم الطبية؛ وسد الثغرات في خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، وأنشطة صحة الأم والطفل، والوظائف الرئيسية في مجال الصحة العامة.
للمزيد من المعلومات، يمكن الاتصال بـ:
إليانا مراد، المسؤولة التقنية في منظمة الصحة العالمية
إيناس همام، مسؤولة إعلام في منظمة الصحة العالمية