لكل بلد من بلدان الإقليم وأراضيه البالغ عددها 22 بلدًا قصة عزيمة ودبلوماسية وإبداع وتفاؤل ونجاح في العمل نحو تحقيق رؤيتنا المشتركة «الصحة للجميع وبالجميع». ويُسَلَّطُ الضوء على هذه القصص خلال اللجنة الإقليمية لهذا العام.
في أفغانستان، حيث تزايدت الاحتياجات الصحية للسكان زيادة مطردة في أعقاب تغيير نظام الحُكم في آب/أغسطس 2021، واجه 40 مليون شخص - مُعرضين للمخاطر بصورة متزايدة - احتمال وضع نظام صحي على حافة الانهيار.
وفي الوقت الذي يركِّز فيه العالم على الرحلات الجوية إلى خارج أفغانستان، تعمل منظمة الصحة العالمية على كيفية إدخال الإمدادات الطبية الأساسية. وبعد أسبوعين من تغيير النظام، هبطت 12.5 مليون طن متري من الإمدادات في مطار مزار الشريف. ومنذ ذلك الحين، جرى نقل 2122 طنًا متريًا من الأدوية والإمدادات والمعدات الطبية جوًا وتوزيعها، ولم تدخر منظمة الصحة العالمية والجهات المانحة جهدًا للمحافظة على استمرار تقديم الخدمات الصحية الحيوية.
وفي البحرين، عمل المختبر الوطني للصحة العامة لأكثر من عِقد من الزمن قبل اندلاع جائحة كوفيد-19 لتعزيز القدرات والاستعداد لطوارئ الصحة العامة، والدعوة إلى تعزيز الشراكات وتعبئة الموارد، وتبنّي الابتكار.
وعندما اندلعت الجائحة، تمكنت شبكة المختبرات من توسيع نطاق الفحوصات بسرعة من 3000 فحص في اليوم إلى 25000، في حين سمحت الحلول المبتكرة للمختبر الوطني للصحة العامة بزيادة قوته العاملة من فنيين اثنين إلى 250 فني.
وقد أتاحت استراتيجية المختبر الوطني للصحة العامة إجراء اختبارات الإصابة بالفيروس على نطاق واسع منذ بداية الجائحة؛ مما كان له أبلغ الأثر في حماية صحة المجتمع وعافيته في البحرين، في حين أن الشراكات مع المختبرات الأخرى والوزارات الحكومية والهيئات الوطنية والعالمية مثل منظمة الصحة العالمية قد زادت من فعالية جميع الأطراف المعنية.
التطعيم لإنقاذ الأرواح
في كانون الثاني/يناير 2022، بعد مرور عِقدين من إعلان جيبوتي خلوها من شلل الأطفال، جاءت نتيجة العينات البيئية التي اختُبرت إيجابية لفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات (cVDPV). وفي غضون شهر، أطلقت جيبوتي حملة من جولتين لإعطاء لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النمط 2 (nOPV2) للأطفال دون سن الخامسة. وبنهاية الجولة الثانية كان 153 189 من أصل 156 194 طفل مستهدف قد تلقوا التطعيم، ونتج عن ذلك تغطية بنسبة 98%.
وخلال الجولة الثانية، تلقى 378 فريقًا من فِرق التطعيم المتعددة التخصصات تدريبًا إضافيًا ودورات تنشيطية يومية لتجديد للمعلومات للتأكد من أنهم كانوا يستخدمون أفضل الممارسات، بينما استُخدمت الإبل التي كانت تحمل صناديق التبريد للحفاظ على اللقاح في درجة الحرارة المطلوبة أثناء الوصول إلى المناطق النائية.
وقد وفَّرت جيبوتي للأطفال، من خلال التدريب والتعاون والإبداع، أفضل حماية ممكنة ضد شلل الأطفال.
وفي مصر، سيستفيد أكثر من 100 مليون مواطن من نظام الرعاية الصحية المبسط وسريع الاستجابة بفضل تبني البلاد للتحول الرقمي للمضي قُدُمًا نحو التغطية الصحية الشاملة.
وقد استثمرت السُلُطات استثمارات ضخمة في تكنولوجيا المعلومات التي تعمل على أتمتة المهام الرئيسية وتبسيط مسارات الرعاية، مع تحليل البيانات المتعلقة بنتائج الصحة العامة للاسترشاد بها في اتخاذ القرارات بشأن تخطيط الرعاية الصحية وتخصيص الموارد.
وفي الأشهر الأولى من جائحة كوفيد-19، ضربت الجائحة جمهورية إيران الإسلامية بشدة. وفي عام 2020 سُجلت أكثر من 1.2 مليون حالة إصابة وأكثر من 55000 حالة وفاة. ولكن بمجرد توفر اللقاحات، غَيّرت الدولة الوضع.
وهناك حملة تطعيم تحقق نجاحًا كبيرًا شملت جميع محافظات البلاد البالغ عددها 31 إقليمًا، وهذا يعني أنه بحلول نهاية عام 2021 كان أكثر من 50 مليون شخص قد تلقوا تطعيمًا كاملًا، منهم أكثر من 2.5 مليون مواطن أفغاني وصلوا إلى جمهورية إيران الإسلامية لاجئين، أو أفراد لا يحملون وثائق.
وبحلول كانون الثاني/يناير 2022، كان أكثر من 75% من السكان المؤهلين قد تلقوا جرعتين من اللقاح، وهو ما يتجاوز الهدف العالمي لمنظمة الصحة العالمية والمتمثل في تغطية 70% من السكان بحلول منتصف عام 2022.
وسجلت حالات دخول المستشفى والوفيات الناجمة عن مرض كوفيد-19 انخفاضًا كبيرًا، مما يدل على أن النظام الصحي القادر على الصمود يمكنه تحقيق أهداف طموحة بسرعة في حالات الطوارئ.