إن المياه الراكدة الناتجة عن الأمطار تفاقم خطر انتشار الأمراض المنقولة عن طريق المياه والمنقولة بالنواقل. وقد تم تنشيط نظام الإنذار والاستجابة المبكرة للأمراض عبر المناطق المتضررة من الفيضانات، وتتصدى فرق الاستجابة السريعة لمنظمة الصحة العالمية لتحذيرات تفشي المرض في المناطق المتضررة من الفيضانات بالتنسيق الوثيق مع وزارة الصحة والشركاء والمنظمات غير الحكومية. وحتى الآن، أبلغ نظام الإنذار والاستجابة المبكرة عن حالات الملاريا، والإسهال، وأمراض الجهاز الهضمي والجلد في المناطق المتضررة في البنجاب وبلوشستان، والإسهال المائي الحاد والحصبة والكزاز الوليدي والدفتيريا في المناطق المتضررة في كراتشي وثاتا. وقد تم التصدي لجميع الحالات المبلغ عنها.
وأفادت البلاغات عن تفشي مرض الحصبة في 19 آب/أغسطس عام 2013 في نصير أباد وحدوث وفاة واحدة وستة حالات مشتبه فيها. وقد جمعت عينتان من الدم للتأكد مختبريا وأعطيت قطرات فيتامين أ للمرضى. وأجريت دورة تثقيفية صحية في المنطقة تتعلق بأهمية التحصين الروتيني وعزل الحالات المصابة. كما أرسل فريق التطعيم إلى المناطق المتضررة من قبل وزارة الصحة لتقييم حالة التطعيم ولتحصين المزيد من الأطفال غير المطعمين.
ولتقليل خطر تفشي الأمراض، وفرت منظمة الصحة العالمية الأدوية المضادة للملاريا، واختبارات التشخيص السريع لتجنب انتشار الملاريا وحمى الضنك؛ ووفرت الصابون ومستلزمات النظافة وأملاح الإمهاء الفموي ومجموعات تنقية المياه لتقليل خطر انتشار الأمراض المنقولة عن طريق المياه؛ ووفرت الأدوية لعلاج الإسهال.
وفي أفغانستان أدت الفيضانات السريعة وارتفاع مستويات المياه في منطقة سوروبي في مقاطعة كابول إلى تضرر 519 أسرة في 17 قرية، ودمرت 458 منزلاً، وخلفت 30 قتيلا، وهناك 22 شخصا في عداد المفقودين. وقد تضرر مستشفى المنطقة بأضرار بالغة، مما تسبب في تعليق بعض الخدمات. وهناك قدر كبير من الأضرار الزراعية، وتم الإبلاغ عن تلوث آبار المياه في جميع القرى.
وقد شاركت منظمة الصحة العالمية في البعثة المشتركة بين الوكالات التي زارت المناطق المتضررة لتحديد احتياجات السكان المتضررين، والتقت مع الموظفين في مستشفى المنطقة، وشيوخ المجتمع، والمتطوعات من المجتمع المحلي. وقدمت منظمة الصحة العالمية، مباشرة بعد بعثة التقييم، مجموعة تكميلية واحدة وثلاث مجموعات صحية أساسية تكفي لـ 13000 شخص لمدة ثلاثة أشهر، فضلا عن خيمة مستوصف واحد. ونسقت منظمة الصحة العالمية أيضا مع منظمة أطباء بلا حدود ومنظمة دعم الحياة لضحايا الحرب من المدنيين لضمان إحالة المرضى في حالات الطوارئ إلى كابول حتى يستأنف مستشفى المقاطعة وظيفته كاملة. وستقوم منظمة الصحة العالمية بإعادة تأهيل البنية الأساسية وتوفير المعدات اللازمة لتشغيل غرف الجراحة ومركز التغذية العلاجية.
وتشمل جهود خدمة المجتمع التي تنظمها منظمة الصحة العالمية وشركاؤها توفير أقراص الكلور لتنقية المياه وتنظيم الزيارات المنزلية لرفع مستوى الوعي حول تجنب مخاطر الأمراض المنقولة عن طريق المياه. وتواصل منظمة الصحة العالمية مراقبة الوضع وسوف توفر الإمدادات الطبية الأساسية والخدمات الصحية والتنسيق حسب الحاجة.
وفي السودان، أدت الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة إلى وقوع 48 وفاة وتأثر ما يقرب من 320000 نسمة. وقد تعرض أكثر من 52000 منزل للتلف في جميع أنحاء الولايات الأربعة عشرة المتضررة. ومن المتوقع أن تتدهور الأوضاع مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة في أجزاء كثيرة من البلاد.
وهناك خطر متزايد من تفشي الأمراض المعدية نتيجة للفيضانات، وبخاصة الإسهال المائي الحاد، والملاريا، وحمى الضنك، وحمى الوادي المتصدع. وبالإضافة إلى عدم استمرار كلورة المياه، وحركة السكان، وانغمار المراحيض وضعف ممارسات النظافة المجتمعية فهذا كله يشكل عوامل خطر محتملة لاندلاع وانتشار الإسهال المائي الحاد.
وبعد انتشار شائعات عن وجود حالات مشتبه فيها من الإسهال في منطقة أومبادا، في ولاية الخرطوم، تم إعداد فريق تقصي على الفور من قبل وزارة الصحة الاتحادية وأبلغ عن عدم وجود أي حالات للإسهال في المنطقة. وطوال 72 ساعة الماضية، ظلت اتجاهات الإبلاغ عن الأمراض المعدية ضمن معدلها الطبيعي.
كما لوحظ كثافة عالية من الذباب والبعوض خلال الأسبوعين الماضيين في ولايات الخرطوم، والبحر الأحمر، وشمال دارفور. وحاليا، يبحث المتطوعون عن أماكن توالد الحشرات في الولايات التي تم تحديدها وسيلي ذلك مباشرة حملات الرش والتثقيف الصحي من منزل إلى منزل، وكذلك توزيع الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات طويلة الأمد.
حدد القطاع الصحي المجالات التي تحتاج إلى تدخلات عاجلة، بما في ذلك المرافق الصحية المتنقلة، والأدوية والإمدادات الأساسية، وإدارة النفايات الصلبة، ورصد نوعية المياه، ومكافحة ناقلات الأمراض، وتعزيز النظافة، فضلا عن تدريب المتطوعين على الكلورة. وتنسق منظمة الصحة العالمية مع وزارة الصحة الاتحادية (على المستوى الوطني) ووزارات الصحة في الولايات (على مستوى الولايات)، أنشطة الشركاء في مجال الصحة على أرض الواقع لتجنب التداخل في الأنشطة، وتجمع البيانات اللازمة للاستجابة.
وحتى الآن، هناك 96 مرفقا صحيا مؤقتاً يعمل في مختلف المناطق المتضررة من الفيضانات مع عدد كاف من العاملين في مجال الصحة، بما في ذلك الأطباء والمساعدين الطبيين، والممرضين وفنيي المختبرات. ومع ذلك، فقد سلطت وزارة الصحة الاتحادية الضوء على الحاجة الملحة إلى المزيد من المرافق الصحية المؤقتة، وكذلك العيادات الصحية المتنقلة، لتوفير الخدمات الصحية للمجتمعات المحلية المتضررة.
وتعمل منظمة الصحة العالمية في تعاون وثيق مع الشركاء ووزارات الصحة في الخرطوم، وفي خمس ولايات هي دارفور، وكسلا، والنيل الأزرق، وجنوب كردفان، وأبيي. وتدعم المنظمة المسوحات الحشرية جنبا إلى جنب مع حملات الرش التي تستهدف أماكن توالد البعوض في دارفور. وقدمت منظمة الصحة العالمية الأدوية، والمستلزمات، وكذلك المطهرات، لاستعادة الخدمات في مستشفى الفاشر للأمومة والذي تضرر في وقت سابق نتيجة للأمطار الغزيرة.
وقدمت منظمة الصحة العالمية أيضا اثنين من مجموعات الطوارئ الصحية الأساسية تحتوي على أدوية ومستلزمات طبية تكفي لـ 20000 شخص لدعم أنشطة العيادة الصحية المتنقلة في منطقة الدمازين. وعلاوة على ذلك، ستقوم منظمة الصحة العالمية بدعم المتطلبات المالية العاجلة لوزارة الصحة لتنفيذ الأنشطة المحددة في خطة الاستجابة لمدة 10 يوما. وبالإضافة إلى ذلك، قدمت الأدوية الأساسية اللازمة لتشغيل العيادة الصحية المتنقلة في ألكاو، في منطقة أروما.
روابط ذات صلة
آخر الأخبار عن فيضانات باكستان
آخر الأخبار عن فيضانات السودان
آخر الأخبار عن فيضانات أفغانستان