25 حزيران/يونيو 2019، تونس العاصمة، تونس –انطلق بالأمس في الأكاديمية البرلمانية التابعة لمجلس نواب الشعب التونسي بالعاصمة التونسية الاجتماع الأول للمنتدى البرلماني للصحة والرفاهية الذي ينعقد في الفترة من 24 وحتى 26 حزيران/يونيو 2019. وهذا هو أول اجتماع على الإطلاق يُعقَد في البرلمان بدعم من منظمة الصحة العالمية.
ويضُم هذا الاجتماع الأول برلمانيين من معظم البلدان في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، ويهدف إلى تعزيز مشاركتهم في النهوض بالصحة والرفاهية في الإقليم.
وقد ألقَى كل من معالي الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، وممثل معالي السيد محمد الناصر، رئيس مجلس نواب الشعب التونسي، ومعالي الدكتورة سُنية بالشيخ، وزيرة الصحة التونسية بالنيابة، ومعالي السيد محمد الطرابلسي، وزير الشؤون الاجتماعية، كلمات أمام البرلمانيين وغيرهم من الممثلين في الجلسة الافتتاحية للاجتماع.
وقد اكتسب مفهوم الصحة، باعتبارها حقاً أساسياً من حقوق الإنسان ومؤشراً رئيسياً للتنمية المستدامة، زخماً جديداً والتزاماً متجدداً عندما اعتمد قادة العالم في عام 2015 خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، بما فيها الهدف الثالث، الذي يهدف إلى "ضمان تمتُّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار". وتستند الخطة الاستراتيجية لمنظمة الصحة العالمية المتمثلة في برنامج العمل العام الثالث عشر للفترة 2019-2023، إلى أهداف التنمية المستدامة. وتتضمن أولوياتها الاستراتيجية الثلاث - ضمان استفادة مليار شخص آخر من التغطية الصحية الشاملة، وضمان تمتُّع مليار شخص آخر بحماية أفضل من حالات الطوارئ الصحية، وضمان تمتُّع مليار شخص آخر بصحة ورفاهية أفضل - جميع الغايات المتعلقة بالصحة للهدف الثالث.
وفي السياق ذاته، تدعو رؤية منظمة الصحة العالمية 2023 لإقليم شرق المتوسط إلى الشراكة والتضامن والعمل المشترك من جانب الحكومات، والقطاع الخاص، والأوساط الأكاديمية، والهيئات التشريعية، والمجتمع المدني لتحقيق "الصحة للجميع وبالجميع".
وتعقيباً على ذلك، قال الدكتور المنظري "لقد اعتدنا، في إقليم شرق المتوسط، على العمل مع البرلمانيين من أجل تحقيق حصائل صحية أفضل. وقد أسّس مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط عدداً من الشراكات لتحقيق أولويات صحية مختلفة، بما فيها الصحة الإنجابية وصحة الطفل، والسلامة على الطرق، ومكافحة تعاطي التبغ. ويمثل هذا اليوم تبلور شراكة جديدة بين المكتب الإقليمي والبرلمانيين في الإقليم، وهي شراكة تجاوزت القضايا الفردية للنظر في صحة ورفاهية شعوبنا على نحوٍ شامل".
وألقى الدكتور سهيل العلوني، عضو اللجنة الصحية والاجتماعية بمجلس نواب الشعب التونسي، الكلمة الافتتاحية نيابة عن معالي السيد محمد الناصر، رئيس مجلس نواب الشعب. وقد أشاد السيد الناصر في رسالته بالأهداف التي يتوخاها المنتدى البرلماني، وذكر أن عمل البرلمانيين سيدعم تحقيق الأهداف الوطنية للصحة، وسيعزز التعاون الإقليمي لتحقيق التغطية الصحية الشاملة وتحسين الصحة والرفاه."
وأعربَت معالي وزيرة الصحة التونسية بالنيابة، الدكتورة سُنية بالشيخ، في كلمتها الافتتاحية عن اعتزازها بانعقاد الاجتماع الأول للمنتدى البرلماني في تونس. وأضافت أن هذا الاجتماع يمثل فرصة ممتازة لتعزيز حوار مستدام بين البرلمانيين والقطاع الصحي من أجل تحقيق حصائل صحية أفضل لسكان الإقليم. وشكرت المكتب الإقليمي لشرق المتوسط والمدير الإقليمي على دعم هذا الاجتماع.
وقال معالي وزير الشؤون الاجتماعية التونسي، السيد محمد الطرابلسي، إن تونس مستعدة للتعاون في كافة المجالات لما فيه صالح المواطنين في الإقليم. وأكد ضرورة تقوية أواصر التعاون لتعزيز العدالة الاجتماعية وحتى تتحقق للبلدان الفائدة المتبادلة من تبادل خبراتها لتلبية الاحتياجات الأساسية لمواطنيها. وشدد على أهمية وضع سياسات لمحاربة الفقر والتهميش من خلال تعزيز الصحة وتوفير فرص أكثر للعمل وإتاحة الفرص الاقتصادية.
ويُعَدُّ المنتدى البرلماني الإقليمي للصحة والرفاهية منصة للبرلمانيين من إقليم شرق المتوسط الذين يعملون معًا لمعالجة الأولويات الإقليمية الاستراتيجية للصحة العامة من أجل النهوض بصحة ورفاهية السكان. ويقدِّم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، في إطار جهوده الرامية إلى ضمان أنماط عيش صحية للجميع وتعزيز رفاهية الجميع، الدعم التقني للمنتدى ويعمل على تيسير أنشطته.