11 تشرين الأول / أكتوبر 2017، إسلام أباد، باكستان-- ركزت فعاليات اليوم الأول من جلسات عمل اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط على تقرير المدير الإقليمي حول أعمال منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط لعام 2016، والطوارئ الصحية، واستئصال شلل الأطفال.
وعرض الدكتور محمود فكري، المدير الإقليمي لشرق المتوسط، على اللجنة الإقليمية التقرير السنوي وركز في عرضه على الإنجازات الهامة التي تحققت استجابةً للأولويات الاستراتيجية الخمس، مشيراً إلى دعم المنظمة لتعزيز النظم الصحية من أجل تحقيق التغطية الصحية الشاملة. ولفت الانتباه أيضاً إلى برنامج منظمة الصحة العالمية الجديد للطوارئ الصحية الذي سيُسهم في تعزيز قدرة المنظمة على الاستجابة للطوارئ ووافيات الأمراض. وركز المدير الإقليمي بعد ذلك على خارطة الطريق الإقليمية التي تترجم رؤيته إلى مجموعة من الإجراءات الاستراتيجية لتوجيه عمل المنظمة مع الدول الأعضاء في الفترة من 2017- 2021، قائلاً "إن الأولويات التي حددتها خارطة الطريق تأتي اتساقاً مع الأولويات العالمية لضمان استمرار المنظمة في الوفاء بالتزاماتها وتوفير الدعم للبلدان كمنظمة واحدة قوية، وإنني أتطلع إلى العمل مع البلدان لتحويل تلك الرؤية إلى واقع ملموس".
وأوضح الدكتور فكري أنه يهدف لزيادة قدرات منظمة الصحة العالمية على الاستجابة لاحتياجات الدول الأعضاء. وأشار إلى الركائز الأربع التي تُترجَم على أساسها الرؤية المطروحة إلى إجراءات ملموسة لتوجيه عمل المنظمة. وهي: 1- أولويات الصحة العامة، 2- عوامل التمكين، 3- حضور المنظمة في البلدان؛ 3- بيئة العمل في المنظمة.
وخلال فعاليات اليوم الأول، حظيت الأمراض غير السارية باهتمام خاص. فقد أعلن المدير العام الدكتور تيدروس أدهانوم أن المنظمة بصدد تشكيل لجنة عالمية رفيعة المستوى معنية بالأمراض غير السارية، ترأسها الدكتورة سانية نشتار، المناصرة المرموقة لمكافحة الأمراض غير السارية، والوزيرة الفيدرالية السابقة للصحة والعلم والتكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات، في حكومة تسيير الأعمال عام 2013 في باكستان.
وأبرز تحديثٌ حول استئصال شلل الأطفال في باكستان وأفغانستان نجاح أنشطة التمنيع التكميلي ضد شلل الأطفال عام 2017 في الحد من انتقال العدوى.
وتتمثل التحديات المتبقية في ضمان وقف انتقال العدوى بفيروس شلل الأطفال البري في باكستان وأفغانستان في موسم انخفاض السراية المقبل، بالإضافة إلى وقف انتقال العدوى بفيروسات شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات في الجمهورية العربية السورية.
ومع تعرض الإقليم لزيادة غير مسبوقة في حالات الطوارئ سواء بالنظر إلى حجم الأزمات ونطاق انتشارها، أخذت الطوارئ الصحية أيضاً مكاناً بارزاً على جدول أعمال اليوم الأول. إذ إن أكثر من 50٪ من حالات الطوارئ العالمية من الدرجة 3 توجد في الإقليم، فضلاً عن معاناة بلدان أخرى مزيجاً من الطوارئ المزمنة والحادة. ويبلغ عدد اللاجئين في الإقليم 15.7 مليون لاجئ بينما يبلغ عدد النازحين داخلياً 18 مليون نازح. كما أن حركة السكان تُثقل كاهل النظم الصحية في المجتمعات المستضيفة ودول الجوار، وتؤدي ،في بعض الحالات، إلى انحسار المكاسب الصحية التي سبق وأن تحققت. كما أن ارتفاع معدل حدوث الأمراض المعدية المستجدة والتي تعاود الظهور لا يزال يؤثر على الأمن الصحي الإقليمي والعالمي. واستجابة لتلك الظروف، فقد حشد برنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية 293 مليون دولار أمريكي، وقدم 920 طناً من الإمدادات الصحية، إلا أن هناك فجوة في التمويل تبلغ 200 مليون دولار أمريكي.
وشهدت اللجنة الإقليمية منح جائزة مؤسسة الدكتور توفيق شوشة للدكتورة ياسمين أحمد جعفر، من سلطنة عمان، تقديراً لإسهاماتها القيمة في مجال الصحة العمومية في عمان وخصوصاً في مجال صحة الأمهات والأطفال. وتشغل الدكتورة ياسمين جعفر حالياً منصب كبيرة المستشارين في الإدارة العامة للرعاية الصحية الأولية في عمان.
ومن الموضوعات الهامة المطروحة للنقاش في اليومين القادمين للجنة الإقليمية الوقاية من السرطان ومكافحته، وصحة المرأة والطفل والمراهقين، ومقاومة مضادات الميكروبات، وتغير المناخ والصحة.