29 أيار/ مايو 2024 - يحتفل العالم باليوم العالمي لنظافة الأيدي منذ 16 عامًا للدعوة إلى نظافة الأيدي بوصفها نهجًا عمليًا مسندًا بالبيّنات للوقاية من العدوى ومكافحتها في مرافق الرعاية الصحية. وهذا يساعد على الحد من خطر الأوبئة والجوائح ومكافحة انتشار مقاومة مضادات الميكروبات.
ويجب على بلدان العالم أجمع، ومنها بلدان إقليم شرق المتوسط، أن تعطي الأولوية لنظافة الأيدي على كل مستوى من مستويات النظام الصحي، بدءًا من راسمي السياسات إلى مديري المرافق، والمهنيين الطبيين، والمرضى الذين يستخدمون الخدمات الصحية. فنظافة الأيدي جزءٌ لا يتجزأ من الاستراتيجية العالمية للوقاية من العدوى ومكافحتها، التي أطلقتها المنظمة في عام 2023، بالتشاور الوثيق مع الدول الأعضاء.
وبينما يموج الإقليم بالصراعات المستمرة والأزمات الإنسانية، تتضح الحاجة إلى الوقاية الفعالة من العدوى ومكافحتها بشكل أكبر. وهذه لحظة حاسمة للاستفادة من المكاسب التي تحققت من الاستجابة لجائحة كوفيد-19 وتحويل الحلول المؤقتة إلى قدرات طويلة الأجل لتعزيز النُظُم الصحية والأمن الصحي.
وغالبًا ما تُلقي التغطية الإعلامية للصراعات وغيرها من حالات الطوارئ في الإقليم بظلالها الكثيفة على الرسائل المتعلقة بالوقاية المسندة بالبيّنات من الأمراض. ومع ذلك، فإن للمنابر الإعلامية دورًا حاسمًا في الوصول إلى شرائح جماهيرية متنوعة وتثقيفها بشأن أهمية الوقاية من العدوى ومكافحتها، بما في ذلك نظافة الأيدي.
وتنظر منظمة الصحة العالمية إلى وسائل الإعلام بوصفها طرفًا معنيًا رئيسيًا في استجابة الصحة العامة، ولا سيّما في مجال الوقاية من الأمراض. ولذلك، استضاف المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط دورة تدريبية إعلامية مخصصة حول أهمية الوقاية من العدوى ومكافحتها ونظافة الأيدي. وعُقد الحدث بالحضور الشخصي والمشاركة عبر الإنترنت في 7 أيار/ مايو 2024، على هامش اليوم العالمي لنظافة الأيدي لعام 2024، في القاهرة، مصر.
وقد أُجري تخطيط للتغطية الإعلامية للوقاية من العدوى ومكافحتها ونظافة الأيدي قبل حلقة العمل. وقد ساعد ذلك على تحديد الثغرات المعرفية وكذلك الزوايا التي يوليها الصحفيون اهتمامهم الأكبر.
وقد انضم إلى التدريب بالحضور الشخصي في القاهرة عشرون صحفيًا متخصصًا في إعداد التقارير عن قضايا الصحة العامة في الإقليم. وتضمنت الجلسات مناقشات مفتوحة وعروضًا من خبراء إقليميين يعملون في مجال الوقاية من العدوى ومكافحتها وغيرها من البرامج الشاملة، مثل مقاومة مضادات الميكروبات؛ والمياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية؛ وسلامة المرضى؛ والتأهّب لحالات الطوارئ.
وتبادل العاملون في المجال الإنساني من ذوي الخبرة في السياقات المتضررة من النزاعات، وكذلك العاملون الصحيون وممثلو الشباب، سيناريوهات واقعية لتسليط الضوء على قيمة الوقاية من الأمراض على أرض الواقع.
وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز نشر تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها وتشجيع تلك التدابير لإبرازها واستدامتها على الصعيد الإقليمي، بما في ذلك نظافة الأيدي، وجمع الناس معًا لدعم تعزيز قدرات الوقاية من العدوى ومكافحتها وخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية. وتشمل فوائد ذلك تحسين الاستعداد للاستجابة لفاشيات الأمراض المُعدية والكوارث والنزاعات في جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط.
وقد أثبت التدريب نجاحه، ويتضح ذلك من الزيادة الكبيرة في حجم الطلبات الإعلامية لإجراء مقابلات مع خبراء منظمة الصحة العالمية بشأن الوقاية من العدوى ومكافحتها في أعقاب حلقة العمل. وسُجِّل مزيد من البرامج التلفزيونية والإذاعية ونُشِر مزيد من المقالات عن الوقاية من العدوى ومكافحتها، بما في ذلك نظافة الأيدي، والمياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية، ودورها الحاسم في الطوارئ الصحية والبرامج الشاملة.
وأعرب الصحفيون الذين شاركوا في التدريب عن حماسهم الكبير لمواصلة التوضيحات عن الوقاية من العدوى ومكافحتها. ورأوا أن حلقة العمل ليست مجرد تجربة تعلّم وتواصل فريدة، بل هي أيضًا منتدى يوفر لهم ثروة من المعلومات. واطلع الحاضرون على وجه الخصوص على الأثر الاقتصادي للوقاية من العدوى ومكافحتها ودورها الفريد في الاستجابة لطوارئ الصحة العامة المستمرة والأزمات الإنسانية في الإقليم.
وقد قَدَّمَ هذا التدريب منبرًا مثاليًا وتجربة تعلُّم فريدة للمساعدة في سد الفجوة المعرفية بشأن الوقاية من العدوى ومكافحتها في هذا الوقت الحاسم في إقليم شرق المتوسط. كما أنه يُعد نقطة انطلاق لمواصلة توسيع نطاق التواصل بشأن الوقاية من العدوى ومكافحتها وتعزيزه في جميع أنحاء الإقليم.