القاهرة، 12 كانون الثاني/ يناير 2023- انتشرت فاشية إمبوكس، أو جدري القردة، على نطاق محدود في إقليم شرق المتوسط، إذ أبلغت 10 بلدان عن 80 حالة مؤكَّدة مختبريًّا، علاوة على حالة وفاة واحدة، وارتبط معظمها بالسفر إلى مناطق تنتشر فيها الفاشية على نحو ثابت.
واستجابت منظمة الصحة العالمية للفاشية منذ بدأت في الإقليم من أجل تعزيز تأهُّب البلدان واستجابتها للفاشية المستجِدَّة بصورة فعالة.
ومع الإعلان عن أول حالة إصابة في الإقليم في أيار/ مايو 2022، شكَّلت المنظمة فريقًا تقنيًّا إقليميًّا عاملًا ضمن فريق دعم إدارة أحداث فاشيات الأمراض المتعددة لتنسيق الاستجابة الإقليمية والقُطرية لفاشية إمبوكس. وتتمثل ولاية الفريق التقني العامل، الذي يتألف من خبراء تقنيين من منظمة الصحة العالمية، في رصد الوضع عن كثب، وتنسيق الدعم الإقليمي العام، وتقديم أي مساعدة قُطرية، بما يشمل أنشطة التخطيط وبناء القدرات.
واتسم الدعم الذي قدَّمه الفريق التقني العامل إلى جميع الدول الأعضاء بالتنسيق الدؤوب مع وزارات الصحة والمؤسسات الأكاديمية والشركاء التقنيين والماليين لتعزيز الترصُّد، والاستقصاء الميداني، والتشخيص المختبري، والتدبير العلاجي للحالات، والوقاية من العدوى ومكافحتها، والإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية.
وتُوِّجت هذه الجهود الشاملة بإصدار الفريق التقني العامل أول توجيه تقني إقليمي محدد بشأن التدبير العلاجي لفاشيات إمبوكس بعد إمعان النظر في السياق الإقليمي.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: «لقد أُبلِغنا رسميًّا بوجود عدد محدود من حالات الإصابة بإمبوكس في إقليمنا، وكان الاستثمار في الاستعداد للأوبئة والتأهُّب لها أحد أهم المحركات في استجابتنا للفاشية، بالتوازي مع تقديم الدعم للاستجابة في البُلدان التي فيها حالات مؤكدة».
فقد أتاحت المنظمة الدعم التقني واللوجستي اللازميْن في الوقت المناسب. إذ قدَّمت الإمدادات المختبرية التي تشتدُّ الحاجة إليها، مثل عتائد الاختبار والكواشف، ودعمت بناء قدرات العديد من المختبرات الوطنية لتعزيز الكشف المبكر عن المرض وتشخيصه. وفي البلدان التي نال الضعف من قدرات مختبراتها، قدمت المنظمة الدعم لنقل العيِّنات إلى المختبرات المرجعية من أجل اختبارها وتحديد تسلسلها.
ونظرًا لطبيعة المرض الذي استجدَّ حديثًا في الإقليم، فقد اشتدت الحاجة إلى توعية راسمي السياسات ومقدمي الرعاية الصحية والمجتمعات المحلية. لذا، عقدت المنظمة العديد من الدورات التدريبية على بناء القدرات، ونشرت مواد إعلام واتصال بشأن التدابير الوقائية والحمائية.
كما تعاون المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية مع المركز الخليجي للوقاية من الأمراض ومكافحتها في دعم تنظيم حلقة عمل لتقييم المخاطر استمرت يومين، بهدف تحقيق فهم أفضل لعوامل الخطر الأساسية لنقل عدوى إمبوكس، والتوصية باتخاذ تدابير فعالة من حيث التكلفة ومحددة السياق لمكافحة الأمراض، والحدّ من زيادة معدلات المراضة.
ويردف الدكتور المنظري قائلًا: «إن التهديدات الصحية المستجدَّة حقيقة من حقائق الطبيعة، وستزداد حتمًا في ضوء الأزمات المُتفاقمة التي يشهدها العالم، الأمر الذي يُعرِّض أي شخص للخطر، ولكن ما زال الأمل معقودًا على قدرتنا على الحد من ذلك الخطر. ونحن بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى توخِّي نهج أكثر قوة في البحث والتطوير المتعلق بتدابير مكافحة المُمْرضات التي يمكن أن تتحول إلى أوبئة وجوائح. إذن، لنتعهَّد جميعًا بتحقيق ذلك».
إمبوكس، أو جدري القردة، هو مرض يسببه فيروس يُعرف باسم إمبوكس. ويتسبب في حدوث عدوى فيروسية حيوانية المصدر يمكن انتقالها من الحيوانات إلى البشر. وقد تنتشر من شخص إلى آخر من خلال مخالطة سوائل الجسم، أو الآفات الموجودة على الجلد أو في الفم أو الحلق، أو الرذاذ التنفسي، أو الأغراض المُلوَّثة.
ويُسبِّب إمبوكس مجموعة من العلامات والأعراض تتراوح شدتها بين الخفيفة والوخيمة. وتشمل الأعراض الأكثر شيوعًا الحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر وانخفاض النشاط وتورُّم العقد اللمفِيَّة، وتعْقُبها أو ترافقها الإصابة بطفح جلدي قد يستمر ما بين أسبوعيْن إلى 3 أسابيع. ومن بين الأشخاص الأكثر عرضة للخطر النساء الحوامل والأطفال والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة وقد يصابون بأمراض خطيرة ويحتاجون إلى تلقِّي الرعاية في مرفق صحي.
ولا تتوافر اللقاحات والعلاجات اللازمة للوقاية من فاشيات إمبوكس ومكافحتها في أي مكان. ومن ثَم، فإن الشراكة والتعاون مع المعاهد الأكاديمية/ البحثية وشركات المستحضرات الصيدلانية داخل الإقليم وخارجه، مع الارتقاء بالقدرات التشخيصية والقضاء على مركزيتها، لهو أمرٌ بالغ الأهمية.
الروابط ذات الصلة
للاطلاع على المزيد عن الاستجابة الإقليمية
Mpox (monkeypox) outbreak 2022 - Global