القاهرة، 25 آذار/ مارس، 2023: مع استمرار النزاع والأزمات الإنسانية لمدة ثماني سنوات، صار أكثر من ثلثَي سكان اليمن - 21.6 مليون شخص - في حاجة ماسَّة إلى المساعدة الإنسانية، ومنهم أكثر من 20 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة صحية عاجلة.
ولا يزال النظام الصحي بهذا البلد قاصرًا عن تلبية احتياجات السكان؛ فالمرافق الصحية العاملة بكامل طاقتها تمثل 54% فقط من المرافق الصحية، في حين أن 46% من المرافق الصحية تعمل بشكل جزئي فقط أو خارج الخدمة.
ويقول الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: "لا يمكن للعالم الاستمرار في تجاهل اليمن. وإننا لنطلق دعوة إلى تقديم دعم دولي موسع ومستدام للنظم الصحية والعاملين الصحيين الشجعان في الخطوط الأمامية. وقد شهدت بنفسي، عندما زرت هذا البلد، معاناة المدنيين الأبرياء الذين وقعوا في شَرَك هذه الأزمة ومرضهم بل وحتى فقدانهم حياتهم جراء تلك الأزمة. ويظل هدفنا النهائي هو بناء مستقبل أكثر أمنًا وصحة لجميع اليمنيين. ومع ذلك، لا يمكن تأمين الصحة دون إحلال السلام. والسلام أمر ممكن، وهو الحل الوحيد، ولكنه يحتاج إلى التزام الجميع.
إن المرافق الصحية المثقلة بما يفوق طاقتها تجد صعوبة في تقديم حتى أبسط الخدمات، لأنها تعاني نقص الموظفين والأموال والكهرباء والأدوية والإمدادات والمعدات الطبية.
ويتقاضى العاملون الصحيون أجورًا أقل من السنوات السابقة بسبب النقص الحاد في التمويل، الأمر الذي جعل المرافق الصحية تواجه تدهورًا مستمرًا في القدرات الصحية. واستمر العاملون الصحيون اليمنيون يخدمون بتفانٍ وإنكار للذات. ويعتمد ملايين الأطفال والأسر عليهم في بقاء الأمل والشفاء والنجاة.
وقد خلفت الحربُ أضرارًا فادحة بقدرة الناس على الصمود وبصحتهم النفسية، فلقد رافقت الحرب قصصٌ محزنة عن تدمير المنازل، وخسائر في الأرواح، وإعاقة الشباب، والنزوح، والتدهور الاقتصادي، وتفاقم ذلك كله بسبب جائحة كوفيد-19، والكوليرا، وغيرها من الفاشيات، والكوارث الطبيعية المتكررة.
وتناشد منظمة الصحة العالمية، وشركاؤها في مجموعة الصحة في اليمن، توفير 392 مليون دولار أمريكي لإتاحة المساعدة الصحية الأساسية إلى 12.9 مليون شخص في عام 2023.
إن استجابة منظمة الصحة العالمية منذ أمد طويل للأزمة الصحية في اليمن، والمتاحة بدعم من الجهات المانحة والشركاء، كان لها دور أساسي في إنقاذ الأرواح وتجنب الانهيار الوشيك للنظام الصحي عبر نهج متكامل للإبقاء على التدخلات الصحية ذات الأولوية.
ويشمل ذلك دعم أكثر من 4500 مرفق رعاية صحية ومختبر وطني بالإمدادات والأدوية والوقود والمياه وخدمات الإصحاح والنظافة الصحية؛ وتنسيق عمل المجموعة الصحية الوطنية؛ والإبقاء على عمل مراكز التغذية العلاجية؛ وتعزيز ترصد الأمراض من أجل التصدي لجميع فاشيات الأمراض المعدية.
وعلاوة على ذلك، تمكَّنت المنظمة من تحسين تقديم خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي. ومنذ عام 2021، قُدم تدريب على الصحةِ النفسية والدعمِ النفسي الاجتماعي لأكثر من 3500 من موظفي الرعاية الصحية، والمستجيبين الأوائل، والعاملين في الخطوط الأمامية، ومعلمي المدارس، والمديرين المعنيين بحالات العنف القائم على نوع الجنس وحماية الأطفال.
ولا تزال منظمة الصحة العالمية ملتزمة التزامًا تامًا بدعم صحة الشعب اليمني ورفاهه في إطار رؤيتها الإقليمية لتحقيق الصحة للجميع وبالجميع، وتدعو إلى التضامن واتخاذ الخطوات المناسبة. وفي فترة تسودها أزمات عديدة وتشتد فيها الاحتياجات على مستوى الإقليم والكوكب بأسره، تناشد المنظمة الجميع إيلاء المحنة المستمرة للشعب اليمني مزيدًا من الاهتمام، وتدعو إلى تقديم المزيد من المساعدات لواحدة من أكثر أزمات العالم إهمالاً.
للاتصال الإعلامي:
إيناس همام
مدير الاتصالات في حالات الطوارئ
المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط
كيفن كوك:
مستشار الاتصالات
منظمة الصحة العالمية، اليمن