3 أيلول/ سبتمبر2017، مكة المكرمة-- اختتمت منظمة الصحة العالمية اليوم مهمة عملها في المملكة العربية السعودية التي استهدفت دعم جهود وزارة الصحة لتأمين موسم الحج لهذا العام من المشكلات الصحية الكبرى. تأتي هذه المهمة كجزء من خارطة الطريق للمكتب الاقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة لعالمية تحت إشراف معالي المدير الإقليمي الدكتور محمد فكري، الذي أشرف بشكل يومي على تطورات الصحة العمومية وكذا متابعة الاستعدادات للطوارئ الصحية أثناء الحج.
هذا ولم يشهد موسم الحج لهذا العام أي تفشيات مرضية أو حوادث جسيمة تثير القلق فيما يتعلق بالصحة العمومية بين جموع الحجاج الذين بلغ عددهم هذا العام قرابة 2.4 مليون حاج احتشدوا إلى الأماكن المقدسة خلال موسم الحج، على الرغم من الزيادة في أعداد الحجيج هذا العام.
وكانت وزارة الصحة، في إطار استعداداتها لموسم الحج، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، قد كثفت جهود التأهب والاستعداد والاستجابة لأية تهديدات صحية قد تطرأ خلال مناسك الحج. وقد وضعت الوزارة خطة شاملة للصحة العامة بناءً على متطلبات اللوائح الصحية الدولية (2005)ونفذتها بحيث تغطي كافة الإجراءات الأساسية للحد من المخاطر على الصحة العمومية بما في ذلك تفاصيل الاستعداد والتصدي للكوليرا ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي يسببها فيروس كورونا، وسائر الأمراض المعدية المستجدة. كما تضمنت الخطة وجود نظام ترصد فعال يضمن الإكتشاف المبكر للتفشيات الوبائية وسبل الوقاية من العدوى ومكافحتها، والقدرات المختبرية، والتنسيق، والاتصال المتعلق بالمخاطر والمشاركة المجتمعية.
وقامت وزارة الصحة بنشر 30 ألف من العاملين في المجال الصحي للعمل في 15 مستشفاً و93 مركزاً صحياً توزعت في مكة المكرمة، ومنى والمزدلفة وعرفات لتوفير الرعاية الصحية للحجيج.
وفِي ضوء تفشي الكوليرا حالياً في بعض البلدان، كثفت وزارة الصحة استعداداتها وطبقت إجراءات الحد من المخاطر لتوقي أي احتمالات انتقال عدوى الكوليرا من الحجاج القادمين من تلك البلدان. ولم تسجل أية حالات إصابة مؤكدة بالكوليرا حتى الآن بين الحجاج.
وفي إطارالتوقعات بارتفاع درجات الحرارة أثناء موسم الحج لهذا العام، وضعت وزارة الصحة خطة شاملة للوقاية من أي آثار تؤثر سلباً على صحة الحجاج جراء ارتفاع درجات الحرارة والاستجابة لها في أوساط الحجيج. وتم تزويد الحجاج بالنصائح والتثقيف الصحي المتواصل بسبل الوقاية من ضربات الشمس والإجهاد الحراري. وطبقت الوزارة تدخلات محددة للتخفيف من أثر الإجهاد الحراري وضربات الشمس على الحجاج وتأمين المعالجة الناجعة للمصابين. وتشير التقديرات المبدئية إلى ارتفاع أعداد المصابين بالإجهاد الحراري لكن الخدمات الصحية كانت على أهبة الاستعداد للتعامل مع تلك الزيادة المتوقعة وتوفير المعالجة العاجلة لمن يحتاجونها.
كما إن حالات المرض والوفيات الناجمة عن الإنفلونزا الموسمية أقل هذا العام مقارنة بعدد الحالات المسجلة في الأعوام السابقة ويعزى ذلك إلى ارتفاع معدلات التغطية باللقاح المضاد للإنفلونزا في أوساط حجاج الداخل والخارج. ويذكر في هذا الصدد أن التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية هذا العام كان اشتراطاً إجبارياً لكافة حجاج المملكة العربية السعودية. وأبدى عددٌ كبير من البلدان التزاماً بالتوصيات الصحية المتعلقة بالحج التي أعلنتها المملكة العربية السعودية، بما في ذلك التطعيم ضد الحمى المخية الشوكية وشلل الأطفال والحمى الصفراء وغيرها من الأمراض.
ومن بين جميع العينات التي جمعت وفحصت في المختبر الوطني لصحة العمومية في مكة، لا توجد أية عينة إيجابية فيما يخص الإصابة بفيروس كورونا المسبب لهذا المرض.
وبناءً عليه فقد أعلنت المملكة العربية السعودية أنه لم يبلغ عن أية حالة إصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية بين الحجاج خلال موسم الحج لهذا العام. ونتيجة للاستعدادات المكثفة لوزارة الصحة وبدعم الفريق التقني الذي أوفدته منظمة الصحة العالمية برئاسة ممثل المنظمة في المملكة العربية السعودية أثناء موسم الحج بغرض الإطلاع على مستوى الاستعدادات وتقديم المشورة بشأن الإجراءات الملائمة المتعلقة بالصحة العمومية لتحقيق الوقاية من تفشيات الأمراض اختتم موسم الحج 2017/ 1438 بنجاح دون التبليغ عن أية حوادث صحية جسيمة بين الحجاج .
وصالات ذات صلة
بيان منظمة الصحة العالمية حول الختام الناجح لحج هذا العام