قامت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، بزيارة رسمية للكويت في الفترة من 9 إلى 12 شباط/ فبراير 2025. والتقت الدكتورة حنان خلال الزيارة مسؤولين رفيعي المستوى وقادة في قطاعات الصحة والصناعة والاستثمار والعمل الإنساني والمجتمع المدني.
وفيما يلي بعض أهم الأحداث التي شهدتها هذه الزيارة:
تعاون منظمة الصحة العالمية مع منظمات المجتمع المدني في الكويت
في 10 شباط/ فبراير 2025، دعا مكتب منظمة الصحة العالمية في الكويت إلى عقد اجتماع مائدة مستديرة مع المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتورة حنان بلخي ومنظمات المجتمع المدني الرئيسية في الكويت بهدف تعزيز التعاون.
وقد ضم الاجتماع، الذي عُقِد في دار الأمم المتحدة، قادة من المجتمع المدني، ومجموعات الدعوة في مجال الصحة، والمنظمات الإنسانية، لمناقشة الدور المحوري الذي تضطلع به الجهات الفاعلة غير الحكومية في التصدِّي للتحدِّيات الصحية أثناء الأزمات.
وأكدت الدكتورة حنان على أهمية التعاون، إذ قالت: "في السياقات الإنسانية، يؤدي المجتمع المدني دورًا حاسمًا في سد الثغرات وضمان وصول الخدمات الصحية إلى الفئات السكانية الأكثر ضعفًا. ويضطلع المجتمع المدني في الكويت بدورٍ بارزٍ في دعم برنامج العمل الصحي والتنموي والإنساني. وتلتزم المنظمة بالعمل مع المجتمع المدني لتلبية الاحتياجات المُلِحّة بفعالية".
واشتملت الموضوعات التي تناولتها مناقشات المائدة المستديرة على تحسين حصول الفئات السكانية الضعيفة والنازحين على الرعاية الصحية، وتعزيز النُظُم الصحية للاستجابة لحالات الطوارئ على نحو أكثر كفاءة، وبناء قدرات منظمات المجتمع المدني لمواجهة تحديات الصحة العامة، وتعزيز الشراكات بين المنظمة والمجتمع المدني والحكومات من أجل تنسيق التدخلات الصحية.
وسَلَّط ممثل منظمة الصحة العالمية في الكويت، الدكتور أسعد حفيظ، الضوء على قيمة إسهامات المجتمع المدني، إذ قال: "إن منظمات المجتمع المدني تُوجِدُ سياقًا مجتمعيًا مُهمًا، كما أنها تضطلع بدورٍ أساسيٍّ في الاستجابات اﻹنسانية السريعة. ويمكن لهذه المنظمات، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والحكومة، أن توسّع نطاق أثر التدخلات الصحية".
وأسفرت مناقشات المائدة المستديرة عن مجموعة من التوصيات لتعزيز التعاون بين المنظمة والمجتمع المدني، بما في ذلك إنشاء منصات اتصال منتظمة ومبادرات مشتركة لبناء القدرات، والتنفيذ المشترك لإطار إقليمي للاستجابة الصحية في الأوضاع الإنسانية.
وقد أكد هذا الحدث على تركيز المنظمة على الاستفادة من الشراكات لتحقيق التغطية الصحية الشاملة وتعزيز القدرة على الصمود في مجال الصحة، لا سيّما في المناطق المتضررة من الأزمات.
مناقشات المائدة المستديرة مع القيادات النسائية
في 11 شباط/ فبراير 2025، التقت الدكتورة حنان بلخي القيادات النسائية من جميع أنحاء الكويت لمناقشة الدور الحاسم الذي تؤديه المرأة في النهوض بالحصائل الصحية.
وسَلَّط هذا الحدثُ الضوءَ على إنجازات الكويت في مجال تمكين المرأة وإسهاماتها في مجالات الصحة والتعليم والابتكار، وتضمن مناقشات بشأن تعزيز المساواة بين الجنسين وتعزيز مشاركة المرأة في الأدوار القيادية.
وأشادت الدكتورة حنان بالتقدم الذي أحرزته الكويت، قائلةً: "المرأة في الكويت تقود تغييرًا لإحداث تحوُّل في مختلف القطاعات. وتُعد إسهاماتها ضرورية لبناء نُظُم صحية قادرة على الصمود وضمان الإنصاف للأجيال المقبلة".
وأكَّد ممثل منظمة الصحة العالمية في الكويت الدكتور أسعد حفيظ على التقدم الذي أحرزته الكويت في تمكين القيادات النسائية، إذ قال: "إن الحفاظ على هذا الزخم أمرٌ مُهم. فالمرأة تؤدي دورًا حاسمًا في تحقيق أهداف الكويت الصحية، وفي تحقيق التنمية المستدامة أيضًا».
وتَضَمَّنَت مناقشات المائدة المستديرة مناقشات بشأن سُبُل تعزيز برامج التوجيه الرامية إلى رعاية القيادات النسائية في مجال الصحة، وتعزيز الفرص المتاحة للنساء في مجال البحث العلمي والابتكار، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي بشأن قضايا النوع الاجتماعي والصحة.
وكانت مناقشات المائدة المستديرة جزءًا من سلسلة من مشاركات الدكتورة حنان بلخي وأنشطتها خلال زيارتها للكويت. وكان هدف الزيارة يتمثل في تعزيز الشراكات بين القطاعات من أجل الصحة والعافية.
اجتماع المائدة المستديرة بشأن الابتكار من أجل الصحة والعافية
في 12 شباط/ فبراير 2025، دعا مكتب منظمة الصحة العالمية في الكويت إلى عقد مناقشة مائدة مستديرة تجمع القادة من جميع القطاعات للمشاركة مع المديرة الإقليمية الدكتورة حنان بلخي بهدف تعزيز النظام الإيكولوجي للابتكار من أجل الصحة والعافية.
وتركزت المناقشات على الاستفادة من الشراكات بين القطاعين العام والخاص والبحوث الأكاديمية للتصدي للتحديات الصحية المستجدة، وتشجيع الابتكار، وتقوية النُظُم الصحية.
وقالت الدكتورة حنان بلخي: "إن النظام الإيكولوجي للابتكار الصحي الفعال يتطلب المشاركة الفعالة من الأطراف المعنية، من الأوساط الأكاديمية إلى القطاع الخاص والمجتمع المدني". "وإنه لأمر رائع أن نرى التقدم المُحرَز في هذا الصدد في الكويت. وتدعو منظمة الصحة العالمية جميع المبتكرين والقائمين على حل المشكلات إلى المشاركة."
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الكويت الدكتور أسد حفيظ: «إن النظام الإيكولوجي للابتكار المزدهر في الكويت لا يعكس الاهتمام بالابتكار الصحي فحسب، بل ويعكس القوة المتنامية للنظام الإيكولوجي التكنولوجي الأوسع نطاقًا. وهذا ممكنٌ بفضل السياسات الجيدة والقيادة المُستثَمرة في مختلف القطاعات".
وأبرزت مناقشات المائدة المستديرة الفرص المتاحة لإدماج الابتكار في النُظُم الصحية، وتشجيع الاستثمار في تكنولوجيات الصحة الرقمية، وتعزيز التعاون في مجال البحث والتطوير في مجال الأمراض غير السارية، وبناء نُظُم صحية قادرة على الصمود من أجل التصدي للطوارئ ومخاطر الصحة العامة.
وقد جاءت مناقشات المائدة المستديرة متسقةً مع الأولويات الاستراتيجية للمنظمة لتشجيع الابتكار وتعزيز التغطية الصحية الشاملة.