أثناء زيارتها إلى لبنان، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية تؤكد دعمها للتصدي للتحديات المتعددة التي تواجه النظام الصحي في البلاد

ابتكار تثقيف علاجي لمرضى السكري لتحسين جودة الحياة

24 نيسان/ أبريل 2024، القاهرة، مصر - أحرزت حلقة عمل للخبراء في مجال التثقيف العلاجي للمرضى عُقدت في 21-22 نيسان/ أبريل تقدمًا كبيرًا نحو وضع منهج دراسي إقليمي للتثقيف العلاجي للمرضى بشأن التعامل مع مرض السكري.

وقد اجتمعت مجموعة متنوعة من الخبراء الإقليميين والعالميين في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في القاهرة، مصر، للمشاركة في جلسات استعراضٍ دقيق، وأفرقة عمل، ومناقشات عامة. وكان لهذا التبادل في المعلومات والمعارف أهمية كبرى في تحسين مكونات المنهج الدراسي.

وكان من بين المشاركين أخصائيو الغدد الصماء وأخصائيو التغذية وأخصائيو التثقيف الصحي وخبراء الصحة العامة، إضافة إلى أشخاص من ذوي التجارب الحية مع مرض السكري. كما حضر الاجتماع زملاء من المقر الرئيسي للمنظمة، ومكتب المنظمة الإقليمي لأوروبا، والمركز المتعاون مع المنظمة بشأن التثقيف العلاجي للمرضى في جنيف.

نبذة عن التثقيف العلاجي للمرضى

التثقيف العلاجي للمرضى هو عملية تعلُّم مُنَسَّقة ومُنظَّمة تركز على الأشخاص. وتُعرَّف هذه العملية بأنها أنشطة تثقيفية ضرورية للتعامل مع حالة مرضية ما، ويتولى إدارة هذه الأنشطة عاملون صحيون مدربون على تثقيف المرضى.

وتهدف هذه العملية إلى مساعدة المريض (أو مجموعة من المرضى وأُسَرِهم) على إدارة علاجهم والوقاية من المضاعفات التي يمكن تجنبها، مع الحفاظ على جودة حياة المريض أو تحسينها.

وللتثقيف العلاجي للمرضى أهمية خاصة. فهو حجر الزاوية والجزء الأساسي في علاج الأمراض غير السارية والتعامل معها على المدى الطويل. وتُستخدَم نُهُج مُنسَّقة تُركِّز على المريض في التدبير العلاجي للأمراض غير السارية، بما يتماشى مع احتياجات المريض وموارده وبيئته وقيمه وتفضيلاته.

الغرض والتقدُّم المُحرَز

ناقشت حلقة عمل خبراء التثقيف العلاجي للمرضى مسودة منهج دراسي يُسترشَد به في تدريب المدربين في إقليم شرق المتوسط، مع التركيز على المتعايشين مع السكري. ويتمثل الهدف في تمكين المرضى من تحسين التعامل مع حالتهم الصحية بأنفسهم.

ويمكن للتثقيف العلاجي للمرضى أن يُمكّن المرضى من اتخاذ قرارات مستنيرة، ومواجهة الروتين اليومي للمرض المزمن المعقد، وتغيير سلوكهم، ومتابعة مرضهم يوميًا. كما أنه يسمح للمرضى بتحسين معارفهم ومهاراتهم، ليس فقط فيما يتعلق بمرضهم ولكن بعلاجهم أيضًا. ويساعد ذلك على تحسين جودة الحياة، وزيادة الالتزام بالعلاج، والحد من المضاعفات.

المواد التدريبية والمرحلة التجريبية

سَلَّطت المناقشات التي دارت في حلقة العمل الضوءَ على ضرورة التثقيف العلاجي لمرضى السكري بالنسبة للتعامل مع مرض السكري، كما أنها تمهد الطريق للخطوات التالية. ويشمل ذلك إعداد مواد تدريبية داعمة، مثل أدلة المُيسِّرين وكتيبات المشاركين.

وعلاوة على ذلك، كانت أدوات استخدام التكنولوجيا الرقمية في مجال الصحة من الموضوعات المهمة التي تناولتها حلقة العمل. إذ يمكن لهذه الأدوات أن تقدم توجهات مستقبلية لتنفيذ المنهج الدراسي على نحو أكثر فعالية. وتتمثل الخطوة التالية في الانتهاء من جميع المواد والبدء في تجريب منهج تدريب المدربين في مجال التثقيف العلاجي للمرضى في عددٍ قليلٍ من بلدان إقليم شرق المتوسط.