القاهرة، 29 يوليو/تموز 2021 – يتسبب انتشار التحور دلتا في زيادة ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 والوفيات الناجمة عنه في عدد متزايد من البلدان في إقليم شرق المتوسط. فقد أُبلِغ حتى الآن عن ظهور ذلك التحور في 15 بلدًا من أصل 22 بلدًا في الإقليم. وأصبح التحور دلتا هو السلالة السائدة من الفيروس في العديد من هذه البلدان، ومعظم حالات الإصابة المُبلغ عنها كانت في صفوف غير الحاصلين على اللقاحات. كما أن قدرته على الانتقال تفوق قدرة الفيروس الأصلي والتحورات الأخرى المُكتشفة المثيرة للقلق.
وقد سجَّل الإقليم أيضًا زيادة كبيرة في عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 والوفيات الناجمة عنه خلال الشهر الماضي، لا سيما في جمهورية إيران الإسلامية والعراق وتونس وليبيا. فأُبلِغ عن أكثر من 310 آلاف إصابة و3500 وفاة جديدة أسبوعيًّا في المتوسط خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة من المرحلة الحالية، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 55% في عدد الإصابات و15% في عدد الوفيات مقارنةً بالشهر السابق. وارتفعت معدلات استقبال المرضى واحتجازهم في المستشفيات في الأسابيع القليلة الماضية، كما أن بعض مستشفيات الإحالة وصلت إلى أقصى طاقاتها الاستيعابية وتواجه نقصًا في أسِرَّة وحدات العناية المركزة وإمدادات الأكسجين.
وقال الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: "إن الانتشار السريع للتحور دلتا في شتى أنحاء إقليم شرق المتوسط وسائر بقاع العالم يدعو إلى القلق البالغ. فقد ارتفع عدد الإصابات والوفيات الجديدة في الأسابيع الأخيرة. ومعظم حالات الإصابة الجديدة والمرضى المحتجزين في المستشفيات من غير الحاصلين على اللقاح. ونحن الآن في الموجة الرابعة من جائحة كوفيد-19 في الإقليم. وسنحرص على أن تكون هذه هي الموجة الأخيرة من خلال التطبيق الفعال لجميع التدابير الصحية العامة والاجتماعية".
وقد سجَّل الإقليم، حتى الآن، أكثر من 12.3 مليون حالة إصابة بكوفيد-19، ونحو 233088 وفاة. كما أن زيادة قدرة التحورات الجديدة على الانتقال، وزيادة الاختلاط الاجتماعي، وضعف إنفاذ تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية والالتزام بهما، وعدم الإنصاف في توزيع اللقاحات – كل ذلك يسمح لكوفيد-19 بمواصلة الانتشار بين الناس وإصابتهم بالعدوى والتسبب في وفاتهم في الإقليم وخارجه.
إن لقاحات كوفيد-19 فعالة في الوقاية من النتائج الوخيمة الناجمة عن التحور دلتا وغيره من التحورات. ولكن لكي يكون للتطعيم تأثير على ديناميكية الجائحة، فإننا نحتاج إلى لقاح شديد الفعالية ضد العدوى وإلى تغطية واسعة بالتطعيم. وحتى الأسبوع الأخير من شهر تموز/يوليو، لم يحصل على جرعات اللقاح كاملةً سوى 41 مليون شخص (5.5%) من سكان الإقليم. كما أن 40% من جرعات اللقاح التي أُعطيت في الإقليم كانت في البلدان ذات الدخل المرتفع التي لا يعيش فيها سوى 8% من سكان الإقليم. وما لم يزداد نطاق التغطية باللقاحات على نحو منصف للجميع في كل مكان، سيستمر الفيروس في الانتشار والتحوُّر.
وشدَّد الدكتور أحمد المنظري على ذلك قائلاً: "لم تنته بعدُ معركتنا مع كوفيد-19. والتحورات المُثيرة للقلق هي المنتصرة حاليًا لأننا لا نستخدم اللقاحات على نحو منصف. ولذلك فإن منظمة الصحة العالمية تحثُّ البلدان على تعزيز التغطية باللقاحات، وعلى التصدي للمعلومات المضللة والتردد في أخذ اللقاحات اللذين يمنعان الناس من قبول اللقاحات". وأضاف: "إن الاستجابة لجائحة كوفيد-19 هي أكبر عملية طوارئ تشهدها منظمة الصحة العالمية على مر التاريخ، وما فتئ زملاؤنا يعملون على كل الجبهات لمكافحة هذا الفيروس. وكذلك نُشيد بالعاملين الصحيين في الصفوف الأمامية بجميع أنحاء الإقليم الذين ظلوا يعملون ببسالة وفعالية على مدار الأشهر الثمانية عشر الماضية، فهم يستحقون امتناننا ودعمنا. وإثباتًا للتضامن، يجب على كل شخص منا أن يواصل أداء دوره في مكافحة الجائحة – فلدينا كل الأدوات اللازمة لدحر هذا الفيروس، وما علينا إلا أن نطبقها بحذر وباستمرار".
ونظرًا إلى النقص العالمي والإجحاف الفادح في توزيع اللقاحات، فإن منظمة الصحة العالمية تحثُّ البلدان الأغنى على التبرع بجرعات اللقاحات للبلدان ذات الدخل المنخفض والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا. فقد وضعت المنظمةُ الغاية المتمثلة في تطعيم 10% من سكان جميع البلدان تطعيمًا كاملاً قبل حلول شهر أيلول/سبتمبر، وتطعيم 40% بحلول نهاية عام 2021، وتطعيم 70% بحلول منتصف عام 2022. ولن يتسنى تحقيق تلك الغاية ما لم تكن البلدان ذات الدخل المرتفع، التي تجاوز كثيرٌ منها هذه الغايات بالفعل، مستعدةً للتبرع باللقاحات.