1 حزيران/يونيو 2020 – عُقدت ندوة عبر الإنترنت ظهيرة الأربعاء في شهر أيار/مايو 2020، وكان الصخب الصادر في خلفية الندوة كاشفًا بوضوح لصيحات الأطفال وأصوات غرغرة الرضع التي تردد صداها بينما كان المشاركون من النساء والرجال في المغرب يضبطون ميكروفوناتهم وسماعاتهم. وخلال ساعتين تاليتين تدرّب اختصاصيو التوليد - وهم مئات الممرضين والقابلات والأطباء المغاربة - على اتقاء انتشار فيروس كوفيد-19 أثناء رعايتهم للحوامل والمواليد الجدد.
ومع امتلاء "غرفة الدردشة" - بعدد 472 مشاركًا أول الأمر، ثم 547، ثم 650 مشاركًا - اتضح أن العديد من هؤلاء العاملين الصحيين كانوا يتناوبون العمل ورعاية أسرهم، وكانوا حريصين على وقاية مرضاهم أو أطفالهم في المنزل. وهدفت الندوة الإلكترونية تدريب المشاركين على المبادئ التوجيهية لرعاية الحمل والولادة وحديثي الولادة خلال جائحة كوفيد-19. وبعد المناشدات المعتادة لإسكات صخب الميكروفونات، بدأ منظمو الندوة على الإنترنت التقديم. وتناول عديد من الخبراء الطبيين موضوعات مثل السراية العمودية - العدوى بالولادة - وإجراءات الولادة والعمليات القيصرية للحوامل المشتبه أو المؤكد إصابتهن بكوفيد-19. وغطي التدريب أيضًا رعاية المواليد الجدد، واشتمل على الرضاعة الطبيعية واللقاحات. وبينما كان الأطباء يتحدثون، كتب العاملون الصحيون أسئلتهم للإجابة عليها بعد انتهاء العروض المقدمة على برنامج باوربوينت. وفي غرفة الدردشة على الحاسوب، انهالت الأسئلة التي مرت سريعًا على الشاشة. مثل "هل ينبغي أن نطلب دائمًا إجراء اختبار كوفيد-19 لجميع الحوامل المصابات بالحمى؟" و"كيف تُكتشف الحوامل اللاتي لا تظهر عليهن أعراض المرض؟" و"النساء في الريف يلدن في المنزل، فما هي تدابير النظافة التي يمكن اتخاذها للوقاية من الفيروس؟" و"ما هي الخطوات الأولى التي ينبغي اتخاذها عند التعرض العرضي لقطيرات اللعاب (في سياق كوفيد-19)؟"
ووردت أسئلة عديدة من المشاركين حول "هل ينقل حليب الثدي فيروس كوفيد-19؟".
وقد أجيب على بعض الأسئلة خلال شرائح العرض التقديمي. ووضّح المختصون - القادمون من المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية في مجال الصحة الإنجابية وطب الولدان وخدمة الإنعاش - أن الرضاعة الطبيعية موصى بها في جميع الحالات، وأكدوا على أن الأطفال الذين لا يعانون من أعراض ينبغي أن يتلقوا اللقاحات في موعدها المحدد. وأكد مقدم العرض على "ضرورة عدم فصل الطفل عن أمه من دون ضرورة قصوى".
وقد أجيب على بعض أسئلة المشاركين بسهولة. فمثلًا سألت إحدى القابلات: "إذا كانت المرأة تعاني من ضائقة تنفسية بسبب كوفيد-19 وكانت تلد، هل يجب أن البدء بإعطاء الأكسجين؟". وأجاب مقدم العرض، مدير المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية في مجال الصحة الإنجابية: "نعم، يجب ذلك!" بينما استغرقت الإجابة على أسئلة أخرى وقتًا أطول - مثل المشاكل المتعلقة بإعدادات الحرارة والرطوبة لحاضنات الأطفال المحتمل إصابتهم بكوفيد-19. وقد نصح المختصون العاملين الصحيون بمراجعة البروتوكولات الجديدة لبرنامج كوفيد-19 التي أعدتها وزارة الصحة المغربية.
وتأتي هذه الدورة التدريبية بعد الدورة الأولى لمديري خدمات صحة الأم والطفل. وقد نظمت وزارة الصحة المغربية كلا التدريبين بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومركز الصحة الإنجابية المتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
والأهم من ذلك كله، أن العاملين الصحيين الذين غمروا ندوة الإنترنت بالعديد من الأسئلة كانوا حريصين على إنقاذ الأرواح - وإنقاذ حياة الأمهات والرضّع على حد سواء. وتساءلوا عن أعراض كوفيد-19 لمراقبتها في الرضّع حديثي الولادة. فرد أحد المقدمين: "إذا كان الطفل يتنفس جيدًا، ولونه جيد، وحركاته جيدة، فالمحتمل أن صحته على ما يرام".
ومع اختتام الندوة على الإنترنت، تصاعدت أصوات التقدير والعرفان في غرفة الدردشة: مثل "شرح جيد" و"شكرًا على الكثير من التفاصيل" و"شكراً على هذا العرض الثري والمهم". وتقلص عدد الحضور من 500 إلى 400 إلى 300 عند تسجيل خروج المشاركين. ومع تركيزهم الدائم على عافية الأمهات والرضع، أصبح مئات العاملين الصحيين في المغرب الآن أكثر دراية ببرنامج كوفيد-19- وأصبحوا قادرين على "التغلب على هذه الجائحة"، على حد تعبير أحد الحاضرين.
وقد نَظَّم التدريب الإلكتروني "رعاية الحوامل والمواليد الجدد في سياق كوفيد-19" للعاملين الصحيين المغاربة منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.