القاهرة، 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2021 - لمكافحة مرض مثل كوفيد-19، يحتاج العلماء إلى التوصل إلى فهم أفضل لتطور الفيروس، ولكيفية تحوله إلى سلالات مختلفة.
ولا غنى عن تحديد التسلسلات الجينومية طوال مدة الجائحة لاكتشاف وتحديد وفهم تطوُّر فيروس كوفيد-19 وتنوعه الجينومي. وللترصُّد الجينومي دور رئيسي في تتبُّع انتقال العدوى، وتطوير اللقاحات ووسائل التشخيص والعلاجات، فضلًا عن رصد طفرات الفيروس.
وحتى يومنا هذا، يلجأ 14 بلدًا من أصل 22 بلدًا في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إلى التسلسلات الجينومية لاكتشاف التحورات المثيرة للقلق المنتشرة على الصعيد المحلي ورصدها. أما البلدان الثمانية الأخرى فتتلقى دعمًا من المنظمة لتحديد التسلسلات في الخارج.
وقال الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: "في ظل استمرار تطور كوفيد-19، تؤدي الاستجابة الإقليمية في مجال تحديد التسلسلات الجينومية دورًا رئيسيًّا في جهودنا الرامية إلى تحسين فهم الفيروس. وقد أحرزت البلدان تقدمًا كبيرًا في استخدام التسلسلات الجينومية منذ بداية الجائحة، ولكن ما زلنا نستطيع تعزيز ذلك التقدم وتوسيع نطاقه. وهذا لن يساعدنا على معرفة المزيد عن الفيروس الحالي وسلالاته المعروفة فحسب، بل سيساعدنا أيضًا على تحسين استعدادنا للوقاية من السلالات المستقبلية ومكافحتها".
ويعمل مكتب المنظمة الإقليمي لشرق المتوسط عن كثب مع الحكومات لتعزيز القدرة على الترصُّد الجينومي، من أجل تتبُّع ورصد سلوك الفيروس، فضلًا عن السلالات المتغيرة.
وإضافةً إلى ذلك، تقدم المنظمة دعمًا مستمرًّا إلى ثمانية بلدان لمواصلة تحديد التسلسلات في الخارج، مع العمل في الوقت نفسه مع السلطات المعنية لتعزيز القدرات المحلية على تحديد التسلسلات محليًّا.
إلا أن تحديد التسلسلات الجينومية في الإقليم لا يزال يواجه تحديات عديدة، منها نقص القوى العاملة الصحية المُدرَّبة، ومحدودية الموارد اللازمة لضمان استمرار تحديد التسلسلات، ومحدودية توفر الكواشف والإمدادات الأساسية الأخرى، إضافةً إلى الصعوبات اللوجستية في شحن العينات إلى المختبرات المرجعية الدولية أو الإقليمية.
وأضاف الدكتور أحمد المنظري: "مع تنفيذ مزيد من البلدان لبرامج تحديد التسلسلات، سوف يُتاح مزيد من الفرص لتحسين فهم الفيروس وكيفية تطوره، والأهم من ذلك كيف دخل حياتنا".
وتشدد منظمة الصحة العالمية على أن التبادل السريع لبيانات التسلسلات الجينومية للفيروس، إلى جانب البيانات الوبائية والسريرية الوصفية المتعلقة به، يزيد إلى أقصى حد من أثر تحديد التسلسلات الجينومية في الاستجابة الصحية العامة. وتحثُّ المنظمةُ جميعَ البلدان على تبادل البيانات الناتجة عن تحديد التسلسلات الجينومية مع المجتمع الدولي في أسرع وقت ممكن، لضمان الحصول على المعلومات البالغة الأهمية لتحسين الصحة العامة.