إن أزمة المناخ أخطر تحدٍّ صحي يواجهه البشرُ في القرن الحادي والعشرين. فمتوسط درجة الحرارة آخذٌ في التزايد بسرعة، وهناك متغيرات مناخية أخرى تزداد سوءًا، وهذه التغيرات تحدث في إقليم شرق المتوسط بوتيرة تبلغ ضعف سرعة حدوثها في أي مكان آخر في العالم.
والآثار الصحية المترتبة على تغير المناخ كبيرة، وتشمل الظواهر الجوية القصوى الأكثر فتكًا، وتزايد حالات الإصابة بالأمراض غير السارية، وزيادة ظهور الأمراض المُعدية وانتشارها. ولهذه الآثار انعكاسٌ قائمٌ بالفعلِ على القوى العاملة الصحية والبنية التحتية في الإقليم، الأمرُ الذي يحد من القدرة على تحقيق التغطية الصحية الشاملة.
ومن شأن الجهود العميقة والسريعة والمتواصلة للتخفيف من آثار تغير المناخ، وسرعة تنفيذ إجراءات التكيف مع تغير المناخ أن تقلل من الأضرار والخسائر المتوقعة للبشر والنظم الإيكولوجية. وسيؤدي المزيد من تأخر العمل بشأن تغير المناخ إلى زيادة المخاطر وتقويض عقود من المكاسب التي تحققت في مجال الصحة العامة. كما أن التقاعس عن العمل الآن سيتعارض مع التزاماتنا الجماعية بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وحق الإنسان في الصحة للجميع.
ومع تقدمنا بخطى سريعة نحو عام 2023، تقترح المنظمةُ إطار عمل إقليمي جديد لبناء نُظُم صحية مستدامة بيئيًّا وقادرة على الصمود؛ وإعطاء الأولوية للصحة في السياسات ذات الصلة بتغير المناخ؛ وإشراك قطاع الصحة بفعالية في دعم ما تتخذه القطاعات الأخرى من إجراءات ذات صلة بالمناخ؛ وتحسين حصول قطاع الصحة على التمويل الخاص بتغير المناخ؛ وبناء قاعدة بيِّنات قوية لرسم السياسات. ويُقترَح إطار العمل للفترة 2023-2029.
وسيتطلب تحقيق هذه الغايات عملًا متعددة القطاعات يُحدِث تحولًا في المجتمع. ويشمل ذلك:
العمل في إطار النظم الصحية الرسمية؛
والتعاون مع القطاعات المحدِّدة للصحة مثل الطاقة والغذاء والزراعة والمياه والنقل والشؤون الاجتماعية والأمن والشؤون المالية؛
العمل مع عامة الجمهور لتقديم مساهمة جوهرية في مكافحة تغيّر المناخ والتكيّف معه وتسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق الصحة للجميع.
ويتعين على ثلاثة عشر بلدًا في الإقليم تسريع وتيرة العمل من خلال التحالف من أجل العمل على إحداث التحوّل في المناخ والصحة. وتُحَثُّ بقية بلدان الإقليم وأراضيه على الانضمام إلى هذه المبادرة التي تقودها منظمة الصحة العالمية.
وستجري مناقشة تقرير تقني عن تغير المناخ يعرض إطار العمل المقترح في الدورة السبعين للّجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. ويهدف التقرير إلى دعم كل بلد وأرض في الإقليم للالتزام بالتحالف وتسريع وتيرة العمل بشأن تغير المناخ.