وتساعد عمليات نقل الدم ومنتجات الدم على إنقاذ ملايين الأرواح كل عام. وبإمكانها المساعدة على إطالة أعمار المرضى الذين يعانون من حالات مرضية تهدد أرواحهم وعلى تحسين نوعية حياتهم، ودعم الإجراءات الطبية والجراحية المعقدة.
ومن الملاحظ، في كثير من البلدان، أن الطلب يتجاوز العرض في هذا المجال وأن مرافق الدم تواجه مشكلة في إتاحة كميات كافية من الدم والحرص، في الوقت ذاته، على ضمان جودته ومأمونيته. وهناك اليوم، 62 بلداً تعتَمِد فيها إمدادات الدم الوطنية، بنسبة 100% (أو أكثر من 99.9%)، على تبرعات الدم الطوعية. غير أن 40 بلداً لاتزال تعتمد على المتبرعين من أفراد أسر المرضى أو حتى المتبرعين الذين يتلقون أجراً مقابل تبرعاتهم وتَجْمَع أقل من 25% من إمداداتها الدموية من أشخاص يتبرعون بدمائهم عن طواعية وبدون مقابل. والهدف الذي تنشده منظمة الصحة العالمية هو أن تتمكن جميع البلدان، بحلول عام 2020، من الحصول على إمداداتها الدموية من أناس يتبرعون بدمائهم طوعاً وبدون مقابل.
وفي كل عام تصل كميات الدم المتبرَّع بها إلى 92 مليون وحدة يقدِّمها أبطال التبرع بالدم الذين يتبرعون بدمائهم طواعية ودون مقابل وهم أبطال مجهولون ينقذون أرواحاً كل يوم بفضل الدم الذي يتبرعون به. لكن الطلب على إمدادات الدم يظل دائماً أعلى من المعروض منه.
وفي إقليم شرق المتوسط يطلق المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بهذه المناسبة فعالية يوم الاثنين 11 حزيران/يونيو 2012، بمقرّ المكتب الإقليمي بمدينة نصر تتضمن حملة للتبرع بالدم يشارك فيها العاملون بمنظمة الصحة العالمية، وينظمها المركز القومي لخدمات نقل الدم بوزارة الصحة المصرية، واحتفالية يفتتحها الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي لشرق المتوسط وتشارك فيها منظمات أهلية معنية بأنشطة التبرع بالدم. وتهدف الاحتفالية إلى تعزيز ثقافة التبرع الطوعي المنتظم وغير المدفوع الأجر بالدم. ويتبرع العاملون بالمنظمة بالدم ليقدموا مثلاً وقدوة حول أهمية التبرع بالدم فيما يقدِّم المدير الإقليمي الشكر لنماذج من متبرعين طوعيين من خلال شهادات تقدير يقدِّمها لهم خلال الاحتفالية.
يركِّز شعار حملة اليوم العالمي للمتبرعين بالدم لعام 2012، وهو "كل متبرع بالدم بطل"، على الفكرة التي مفادها أن كل واحد منا قادر على أن يصبح بطلاً عن طريق التبرع بدمه. وفي حين يعترف هذا الشعار بالأبطال الصامتين والمجهولين الذين ينقذون أرواحاً كل يوم بفضل الدم الذي يتبرعون به، فإنه يشجع بقوة أيضاً المزيد من الناس في كل أرجاء العالم على التبرع بدمائهم عن طواعية وبانتظام.
وفيما يلي الأهداف التي تنشدها حملة هذا العام:
إزجاء الشكر لمن يتبرعون بدمائهم وتعزيز مشاعر احترام الذات لديهم حتى يستمروا في القيام بذلك بانتظام؛
إلهام من هم في صحة جيدة ولا يتبرعون بدمائهم كي يشرعوا في القيام بذلك؛
تشجيع العاملين في مرافق الدم على الاعتراف بالعمل "البطولي" الذي يضطلع به المتبرعون بالدم في كل مرة يقومون فيها بذلك؛
إقناع وزارات الصحة بإبداء تقديرها للمتبرعين بالدم وتوفير الموارد الكافية للمضيّ قُدُماً نحو بلوغ نسبة 100% فيما يخص تبرعات الدم الطوعية والمجانية.
وهناك حاجة دائمة لإمدادات الدم المنتظمة لأن الدم من المواد التي لا يمكن تخزينها إلا لفترة زمنية محدودة قبل استعمالها ومن ثمَّ لابد من حثّ عدد كافٍ من الأصحاء على التبرع بدمائهم بانتظام لضمان كميات كافية من الدم المأمون كلما وحيثما ظهرت الحاجة إليه.