القاهرة، 11 تشرين الأول/ أكتوبر - أكَدَّ الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، في عرضه لتقريره السنوي لعام 2021، كيف واصل وباء كوفيد-19 إحداث خسائر فادحة، إذ بلغ إجمالي حالات الإصابة المؤكدة 28 مليون حالة، علاوة على الإبلاغ عن أكثر من 348 000 حالة وفاة في جميع أنحاء الإقليم حتى تشرين الأول/أكتوبر 2022.
ومع تطور الجائحة، التي أحدثت خللًا شديدًا في الخدمات الصحية والاقتصادات والمجتمعات، أصبحنا "خبراء في التعامل مع حالات الطوارئ المتعددة الأخطار"، بحسب ما ذكر الدكتور المنظري.
إلا أن ثمة فرص جاءت مصاحبة لهذا الخلل، مما جَلَب اسثثمارات وابتكارات واسعة النطاق حيث استخدمت منظمة الصحة العالمية والحكومات والشركاء تكنولوجيات جديدة وطرق جديدة للعمل من أجل مكافحة انتشار العدوى، وتوزيع اللقاحات المنقذة للحياة، ومواصلة تقديم الخدمات الصحية الأساسية.
وقال الدكتور المنظري: «وقد يؤدي ذلك إلى إحداث نقلة نوعية. فالتكنولوجيا الرقمية، إذا طُبقت على نحو سليم، يمكن أن تساعد على تحقيق تحسينات جوهرية في إمكانية الوصول إلى النظم الصحية وجودتها وكفاءتها وفعاليتها من حيث التكلفة».
واسترعى الدكتور المنظري الانتباه أيضًا إلى الطريقة التي جَمَعَ بها استعراض منتصف المدة للرؤية الإقليمية «الصحة للجميع وبالجميع» «موظفي المنظمة وشركاءها وخبراءها الخارجيين لتقديم تقييم دقيق للتقدم المُحرَز صوب أولوياتنا الاستراتيجية الإقليمية الأربع - ألا وهي توسيع نطاق التغطية الصحية الشاملة، والتصدي لحالات الطوارئ الصحية، وتعزيز صحة السكان، وإجراء تغييرات تحويلية في المنظمة - فضلًا عن أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة».
قنبلة موقوتة
في عام 2021، تصدى المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط والدول الأعضاء والشركاء لعشر أزمات إنسانية واسعة النطاق، و31 فاشية للأمراض، و27 حدثًا آخرَ من أحداث الصحة العامة، وعملوا طوال الوقت على تعزيز التأهب لحالات الطوارئ الصحية في جميع أنحاء الإقليم.
وفي الوقت الذي أُحرز فيه بعض التقدم في مكافحة الأمراض السارية، حذَّر الدكتور المنظري من أن الإقليم لا يتحمل تبعات التخلي عن الحذر.
وقال الدكتور المنظري: «فإقليمنا، حتى من قبل أن تضربه موجة كوفيد-19 العاتية، كان بالفعل متأخرًا عن بلوغ الغايات العالمية للأمراض السارية، وما زادته الجائحة إلّا جنوحًا عن المسار الصحيح».
«فمنذ عام 2020، لم يتلق 4.5 مليون طفل آخر في الإقليم أي جرعة من أي لقاح روتيني. ويشكل ذلك قنبلة موقوتة تُنذر باحتمال تفشي الحصبة والدفتريا وشلل الأطفال. وعلينا قَطعًا الوصول إلى جميع الأطفال الذي لم يتلقوا أية جرعات، وتلقيحهم».
وعلى الرغم من أنه أعرب أيضًا عن قلقه إزاء التقدم الـمُحرز في التصدِّي للأمراض غير السارية التي تسبب 70% من جميع الوفيات في الإقليم، إلا أن الدكتور المنظري أعرب عن تقديره "للالتزام الرائع من جانب البلدان التي تتنوع ظروفها ومواردها تنوعًا كبيرًا".
وبعد أن تناول الدكتور المنظري مجموعة كبيرة من الأنشطة والإنجازات والتحديات المتعلقة بالصحة، أعرب عن ثقته في قدرة الإقليم على التغلب على العقبات المقبلة.
وقال الدكتور المنظري: "أنا واثق من أننا قادرون على تحقيق المزيد في هذه الحقبة الجديدة - إذا التزمت كل دولة من الدول الأعضاء، وإذا سخّرنا كل طاقاتنا ومواهبنا".
"ويمكننا بناء نُظُم صحية قوية وقادرة على الصمود في كل بلد. ويمكننا أن نوفّر اللقاحات المنقذة للحياة لكل طفل. كما يمكننا التغلب على المصالح الخاصة القوية التي تسعى إلى الاستفادة من المنتجات غير الصحية. ونستطيع أن نبني غدًا أوفر صحة وأكثر استدامة. ونستطيع أن نحقق رؤيتنا المتمثلة في "الصحة للجميع وبالجميع".
للاطلاع على كامل التقرير اضغط هنا.